Thu, Feb 7, 2013
"شيفرة مرسي" بطهران وقاعدة السي آي أيه السرية بالسعودية
ديلي تلغراف: ثمة 64 ضربة جوية بطائرات بلا طيار على الأقل تمت في دول عربية غير مستقرة منذ عام 2002
كانت تغطية أخبار تطورات الأوضاع في تونس بعد إغتيال ناشط سياسي بارز فيها وكشف وسائل إعلام أمريكية عن وجود قاعدة سرية لطائرات بدون طيار أدارتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في السعودية خلال العامين الماضيين في مقدمة القضايا الشرق أوسطية التي تناولتها الصحف البريطانية الصادرة صباح الخميس.
اذ خصصت صحيفة الغارديان تغطية مفصلة نشرتها على سعة صفحتين من صفحاتها الداخلية لقضية الكشف عن القاعدة الأمريكية السرية في السعودية، والضغط الكبير الذي تسبب فيه ذلك على البيت الابيض والإدارة الأمريكية، وبشكل خاص جون برينان مرشح الرئيس الامريكي أوباما لتولي منصب مدير وكالة المخابرات الامريكية المركزية، والذي يوصف بأنه مهندس عمليات استخدام الطائرات بدون طيار في استهداف رموز تنظيم القاعدة.
ويقول تقرير الصحيفة الذي كتبه كريس ماكغريل من واشنطن ومحررها أيان بلاك إن مرشح أوباما لإدارة السي آي أيه ومهندس ستراتجيته لاستخدام الطائرات بلا طيار سيواجه بغضب متزايد من بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي في جلسة الاستماع اليه أمام المجلس بعد الكشف عن موضوع القاعدة السرية وتصاعد "الغضب في الكونغرس ضد رفض الكشف عن الأساس القانوني الذي تستند إليه في قتل مواطنين أمريكيين" في بعض هذه الغارات.
دعوة للشفافية
ويشير التقرير الى أن الإدارة الأمريكية والحكومة السعودية ظلتا صامتتين إزاء تقارير الأمس عن إدارة السي آي أيه لقاعدة سرية في المملكة، تشن منها غارات بطائرات بدون طيار لاغتيال ناشطين في تنظيم القاعدة في دولة اليمن المجاورة، إذ كشفت التقارير عن أن الضربات الجوية التي أدت إلى مقتل الشيخ أنور العولقي وإبنه، وهما مواطنان أمريكيان، في سبتمبر/أيلول 2011 وسعيد الشهري القيادي في تنظيم القاعدة الذي توفي متأثرا بجراحه الشهر الماضي كانت انطلاقا من هذه القاعدة السرية.
قتل الشيخ أنور العولقي وإبنه في سبتمبر/أيلول 2011 بغارة بطائرة بلا طيار
ويرى التقرير أن هذا الكشف يشكل احراجا للبيت الابيض الذي ضغط على صحيفة الواشنطن بوست وبعض وسائل الإعلام الأخرى من أجل عدم نشر هذه المعلومات لأكثر من سنة مستندا إلى ضرورات الأمن القومي. كما ان توقيت النشر بدا في غير مصلحة الإدراة الأمريكية، إذ تزامن مع تزايد المطالبات في الكونغرس بشفافية أكبر من البيت الأبيض بشأن الأسس القانونية التي يستند إليها في شن هجمات على مواطنين أمريكيين.
ويضيف التقرير أن اعضاء مجلس الشيوخ سيستجوبون برينان في جلسة الاستماع الأربعاء بشأن سياسة استخدام الطائرات بدون طيار وسيضغطون على البيت الابيض من أجل الكشف التفصيلي عن الأسس القانونية التي يستند اليها في استهداف مواطنين أمريكيين فضلا عن السياسة العامة التي تسمح لأوباما وبعض المسؤولين الآخرين بالتوقيع على "قائمة لقتل" الاسماء المطلوبة.
وتخصص الصحيفة مقالا أخر في التغطية ذاتها عن جون برينان تحت عنوان "الرجل الذي علم الرئيس طريقة جديدة لشن حرب"، ويركز المقال على دور مستشار الرئيس أوباما لمكافحة الإرهاب ومرشحه الحالي لإدارة السي آي أيه في رسم خطوط سياسة استخدام الطائرات بدون طيار لاغتيال الشخصيات المشتبه في إدارتها نشاطات ارهابية.
وينقل المقال عن احد الشيوخ في الكونغرس الأمريكي وصفه لبرينان بأنه الشخص الذي "يقرر كل يوم من سيتم اعدامه". كما تخصص الصحيفة مقالا آخر في التغطية ذاتها لما تراه أسباب موافقة صحيفة الواشنطن بوست على عدم نشر مثل هذه القصة الكبيرة وابقائها أمرا سريا.
وتناولت صحيفة ديلي تلغراف القضية ذاتها في مقال حمل عنوان "كيف أسست أمريكا قاعدة سرية لطائرات بدون طيار لقتل زعماء القاعدة".
ويتوقف التقرير عند كيفية نجاح واشنطن في جعل أمر هذه القاعدة التي انشأتها في المملكة العربية السعودية أمرا سريا لمدة سنتين، والتعتيم على نشر أية أخبار عنها في وسائل الإعلام الأمريكية.
ويقول تقرير الصحيفة إن ثمة 64 ضربة جوية بطائرات بلا طيار على الأقل تمت في دول عربية غير مستقرة منذ عام 2002 ، وأن معظمها تم في العام الماضي مع تصعيد الرئيس أوباما من وتيرة هذه الضربات الجوية لتصل إلى معدل غارة في الاسبوع تقريبا.
شيفرة مرسي
وتحت عنوان "شيفرة مرسي" الذي يحيل الى رواية دان براون الشهيرة "شيفرة دافنشي" تخصص صحيفة التايمز إحدى مقالاتها الإفتتاحية لمناقشة خيارات الرئيس المصري محمد مرسي، منطلقة من الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لمصر التي تعد أول زيارة لرئيس إيراني لمصر منذ الثورة الايرانية عام 1979.
وينطلق المقال من تساؤل عن أن الرئيس المصري مرسي منذ وصوله إلى السلطة حتى الآن لم يقدم مؤشرات واضحة عن ما إذا كان سيشكل قوة لفرض الاستقرار ام العكس.
تعد زيارة أحمدي نجاد أول زيارة لرئيس إيراني لمصر منذ الثورة الايرانية عام 1979
وتستعرض الصحيفة بين هذين القطبين الخيارات المتاحة أمام الرئيس مرسي منطلقة من نجاحه بالتوسط في اتفاق وقف اطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في النزاع المسلح الذي وقع نوفمبر /تشرين الثاني الماضي، خيث قدم نفسه في صيغة الزعيم المعتدل في المنطقة، الا أنه عاد بعد أيام ليحاول الهيمنة على السلطة ما أثار معارضة واحتجاجات كبيرة في الشارع المصري وادانات دولية.
وتشير الصحيفة الى أن مرسي واجه هذه الاحتجاجات بقسوة واضحة لا تختلف عن اسلوب سلفه السابق حسني مبارك، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى في احتجاجات الأسبوع الماضي.
وتوقف الصحيفة عند زيارة الرئيس الإيراني لتقول إن العديد من المصريين يخشون من أن حكومتهم قد تكون تلقت النصح من طهران في كيفية قمع الاحتجاجات (كما فعلت السلطة في إيران مع الثورة الخضراء هناك عام 2009).
وتخلص الصحيفة بعد منافشتها لتردد مرسي بين قطبي الاعتدال والتطرف إلى أنه مازال أمام مرسي الفرصة للعب دور معتدل، فهو في زيارته السابقة إلى طهران أدان نظام بشار الأسد في سوريا حليف طهران المقرب، وأنه بوصفه رئيسا منتخبا لأكبر بلد في الشرق الأوسط يمكن أن يلعب دورا أكبر في قضايا اساسية في المنطقة أمثال تشجيع ايران على التخلي عن طموحاتها النووية، وتخلي الأسد عن السلطة في سوريا، واستئناف الإسرائيليين والفلسطينيين لمفاوضات السلام المتعثرة بينهما.
وتقول الصحيفة إنه يمكن لمرسي أن يلعب دورا مهما في كل ذلك و"لكن إذا اراد ذلك فقط، وحتى الآن لم يظهر أنه يريد ذلك".
دم في "ثورة الياسمين"
وينشر معظم صحف الخميس تغطيات إخبارية لتطورات الأوضاع في تونس بعد اغتيال الناشط المعارض شكري بلعيد، وإعلان رئيس الوزراء التونسي حمدي جبالي عن عزمه تشكيل حكومة جديدة إثر موجة الغضب التي عمت المدن التونسية بعد الحادث.
وإلى جانب تغطيتها الإخبارية الموسعة لتفاصيل الإعلان عن العزم عن حل الحكومة التونسية وتشكيل حكومة جديدة لاحتواء موجة الغضب المتفجرة في البلاد، تخصص صحيفة الأندبندنت مقالا للكاتب روبرت فيسك يتساءل فيه عن مآلات الثورة التونسية التي يصفها بأنها كانت "الأنعم" بين الانتفاضات والثورات العربية، وهل أن الدم الذي سال بأغتيال شكري بلعيد سيحيل الثورة التي وصفت يوما بأنها "ثورة الياسمين" الى جانب معتم يحوطه العنف والوضغ الاقتصادي المتردي.
مخطوطات تمبكتو
تضم مدينة تمبكتو إرشيفا غنيا من المخطوطات الثمينة
وتقدم الصحيفة نفسها تقريرا تحت عنوان "هل تعتقد أنني سأخون ما حرسه أهلي مئات السنين؟" تلتقي فيه متطوعين في مدينة تمبكتو بمالي أنقذوا مخطوطات المدينة القديمة الثمينة من الحريق والتدمير على أيدي السلفيين.
ويقول التقرير إن هذه المدينة التي عدتها اليونسكو من مواقع التراث الإنساني التي ينبغي الحفاظ عليها تضم نحو 30 عائلة يتحدر معظمها من عوائل علماء دينيين حفظت إرشيفا ضخما من المخطوطات الثمينة على مدى اجيال في المدينة.
ويتابع التقرير كيفية قيام متطوعين في هذه المدينة بالمحافظة على هذا التراث الغني ونقل هذه المخطوطات من أماكن حفظها العامة الى أماكن سرية آمنة، وتهريب بعضها إلى العاصمة المالية باماكو، أو وضعها ضمن مجموعات شخصية لدى بعض البيوت في تمبكتو، بعد تنامي خطر الجماعات الإسلامية السلفية وسعيها لتدمير هذا التراث الصوفي في الغالب.
وينقل التقرير عن أحد هؤلاء المتطوعين افادته عن: كيف حاول السلفيون اغراءه بالمال لإرشادهم إلى أماكن هذه المخطوطات الا انه رفض مغرياتهم ثم حاولوا تهديده بانه سيندم كثيرا اذا عرفوا لاحقا انه كان على معرفة بمكان اخفاء المخطوطات.