دمعة الضاد
إليكِ لغةَ القرآن.. لغةَ الخلود.. عزاءً وتسرية، ولكِ البقاءُ السرمد.
لُغَةَ الكِتَابِ لَقَدْ جَفَاكِ بَنُوكِ
وَنَسُوا حَقَائقَ جَمَّةً وَنَسُوكِ
وَمَضَوا بلا رَشَدٍ فَمَا لَمَحُوا الهُدَى
وَتَعَثَّرُوا في دَرْبِكِ المَسْلُوكِ
جَعَلُوكِ قَيْداً وَالقُيُودُ مُحِيْطَةٌ
بِهِمُ، وَقَدْ أُلِفَتْ وَمَا أَلِفُوكِ
مَا القَيْدُ إلاّ أَنْ تَظَلَّ عُقُوْلهُمْ
مَصْفُودَةً في قَيْدِكِ المَفْكُوكِ
غَرَسُوا الوَنَى في جِذْعِكِ العَالي وَلَمْ
تَجِدِي مُحِبّاً وَامِقاً يَأْسُوكِ
أَوْدَى بِجِدَّتِكِ الزَّمَانُ وَمَا نَرَى
إلاّ عَنِيْداً لَمْ يَزَلْ يَجْفُوكِ
إنَّ الذينَ جَنَوا عَلَيْكِ حُثَالَةٌ
قَتَلُوا الحَضَارَةَ عِنْدَما قَتَلُوكِ
سَفَكُوا دَماً مَا كَانَ أَطْيَبَ نَشْرَهُ
وَيْلِي عَلَى ذَاكَ الدَّمِ المَسْفُوكِ
أَينَ الأُباةُ السَّالِفُوْنَ وَعَهْدُهُمْ
بِكِ إذْ حَضَاراتُ الوَرَى تَقْفُوكِ؟
يَا لَيْتَ شِعْري وَالدِّيارُ بَلاقِعٌ
هَلْ أَنتِ بَاقِيَةٌ كَمَا عَهِدُوكِ؟
أَيامَ كُنْتِ مَنارَةً وَضّاءةً
تَمْشِينَ في ثوْبِ السَّنَا المَحْبُوكِ
أَيامَ كُنْتِ فَخَارَ كُلِّ مُفَاخِرٍ
وَلِسَانَ سَاداتٍ مَضَوا وَمُلُوكِ
أَيامَ كُنْتِ حَدِيقَةً فَوَّاحَةً
يَلْهُو النَّسِيمُ بِسِرِّكِ المَهْتُوكِ
أَترَيْنَهُمْ عَلِمُوا بحَالِكِ بَيْنَنا
وَرَأَوا مَصِيرَكِ بَعْدَما تَرَكُوكِ؟
وَدَرَوا بمَا لاقَيْتِ مِنْ إعْرَاضِنا؟
لا مَا دَرَوا؛ إذْ لَو دَرَوا نَصَرُوكِ
وَلَقَامَ خَلْفَكِ مِنْ بَنِي الصَّحْرَاءِ مَنْ
يَأْبَى حَيَاةَ الخَامِلِ المَتْرُوكِ
وَلَسَلَّ سَيْفَ العِزِّ في وَجْهِ الأُلَى
أَلْقَوا عَليْكِ عَبَاءةَ المَمْلُوكِ
وَلَقَامَ خَلْفَك «سِيْبَوَيْهِ» مُشَمِّراً
يَبْنِي دَعَائمَ سُورِكِ المَدْكُوكِ
عُذْراً، فَمَا نَسْطِيعُ حِفْظَكِ بَعْدَهُمْ
إلاّ إذا أَعْدَاؤنا حَفِظُـــوكِ
فواز اللعبون