ماذا يعني تدوير النفايات؟
العرب يخسرون خمسة مليارات دولار سنويا لعدم تدويرهم النفايات (الجزيرة)
عملية تستهدف إعادة استخدام المواد التالفة لإنتاج مواد جديدة، بدأت الدول تلجأ إليها في ظل التطور الصناعي والتكنولوجي المتلاحق، لكن الدول العربية لا تزال غير مهتمة بهذه العملية.
التعريف
تدوير النفايات أو "الرسكلة" هو عملية تحويل المخلفات إلى منتجات جديدة لها فوائد اقتصادية وبيئية وموجودة منذ القدم في الطبيعة، ومارسها الإنسان منذ العصر البرونزي، حيث كان يقوم بتذويب مواد معدنية ويحولها إلى أدوات جديدة قابلة للاستعمال.
ويتم اللجوء إلى عملية التدوير للتخلص من النفايات التي يؤدي تراكمها إلى تهديد صحة الإنسان وتهديد البيئة التي يعيش فيها، فمثلا النفايات البلاستيكية التي تلقى في البحر تقتل مليون كائن بحري كل سنة.
وهناك فوائد لعملية تدوير النفايات، منها الحفاظ على البيئة، وتقليل الاعتماد على المواد الأولية المستخرجة من الطبيعة لإنتاج المنتجات الجديدة، مما ينتج عنه تقليل التكاليف على المنتجين، باعتبار أن أسعار المواد المنتجة من إعادة التدوير أقل بكثير من أسعار المواد الأولية الطبيعية، إضافة إلى أن عملية التدوير توفر فرص العمل للناس.
الأنواع
تتمثل المواد القابلة للتدوير في المعادن، مثل الحديد والألمنيوم والفولاذ والبلاستيك والزجاج والورق والكرتون المقوى وإطارات السيارات والمواد النسيجية، ويمكن أيضا إعادة تدوير مياه الصرف الصحي.
كما أن المواد الإلكترونية قابلة لعملية التدوير. وبحسب الأمم المتحدة، فقد تم إلقاء 41 مليون طن من النفايات الإلكترونية عام 2014 في مكبات القمامة، وتم تدوير نحو سدس النفايات الإلكترونية بشكل صحيح عام 2014.
ويقوم الإنسان بتدوير العديد من المواد من أجل استخراج مواد جديدة، فمثلا:
– إعادة تدوير القوارير الزجاجية والمعدنية لصناعات أخرى جديدة.
– إعادة تدوير الورق والكرتون (من المجلات والجرائد…) لصناعة ورق وكرتون آخر.
– إعادة تدوير إطارات السيارات غير القابلة للاستعمال لتحويلها إلى مواد مطاطية أخرى.
– إعادة تدوير مواد الألمنيوم إلى ورق ألمنيوم للتغليف، وبعض قطع السيارات.
– إعادة تدوير المواد البلاستيكية إلى مواد تعليب، وأكياس، وبعض أنواع الملابس، وألعاب، ومواد منزلية وغيرها.
– إعادة تدوير مياه الصرف الصحي إلى مياه صالحة بفضل محطات تطهير وتنقية المياه.
المبادرات العربية
رغم أن صناعة التدوير في العالم العربي لا تزال غير متطورة فإن هناك بعض المبادرات الفردية أثبتت نفسها، ففي قطاع غزة أطلقت عام 2015 مبادرة "دوّريها" لإعادة تدوير النفايات، للاستفادة من بعض نفايات المنزل وتحويلها إلى أشياء يمكن الاستفادة منها بدل التخلص منها.
وقامت بعض النساء بتحويل الكرتون المقوى إلى صناديق للإكسسوارات والأشياء الصغيرة بعد تغليفها بالأقمشة ووضع الزخارف عليها، كما تم تحويل أطباق البلاستيك إلى ورود صناعية وأغطية لسلات المهملات، وأطباق من الورد، وأيضا تم استغلال الملابس القديمة في صنع حقائب للأطفال بعد تزيينها، وتزيين ملابس لعرائس الأطفال التي تستخدم بالأفراح.
وفي لبنان حول فنانون النفايات إلى تحف فنية بأشكال جميلة صديقة للبيئة من خلال لوحات عرضت في معرض الفن الاستثنائي بقاعة "ذا فينيو" وسط بيروت في يونيو/حزيران 2014.
وتعددت المواد التي استخدمها الفنانون، فمنها أقمشة ولوازم معدنية وخشبية وألمنيوم وقنانٍ بلاستيكية وزجاجية وأكياس وأوراق صحف وسواها من المواد المجمعة.
ولدولة قطر تجربة رائدة في مجال صناعة تدوير النفايات ضمن رؤية تنموية شاملة، وكشف مدير مشروع النظافة العامة سفر آل شافي لبرنامج "الاقتصاد والناس" في مايو/أيار 2015 عن أن مشروعهم يبدأ من توفير الدولة الحاويات للمنازل وصولا إلى ترحيل النفايات لمركز المعالجة وتحويلها إلى طاقة وسماد عضوي عالي الجودة.
ونجحت الطالبة نادين سمر بإحدى مدارس قطر في ابتكار ماكينة لتدوير الورق، وفاز مشروعها بإحدى المسابقات في قطر.
وتبلغ كمية المخلفات في الوطن العربي نحو تسعين مليون طن سنويا، وتؤكد دراسة أن الدول العربية تخسر خمسة مليارات دولار سنويا بسبب عدم تدوير النفايات الصناعية، وأن الاستثمارات العربية في تدوير النفايات لا تتجاوز مئتي مليون دولار، معظمها مبادرات فردية.
وتمتد خسارة الدول العربية لتكاليف دفن أو حرق النفايات بسبب ما تخلفه تلك العملية من ضرر شديد على البيئة وصحة الإنسان.