بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أجمع علماء المسلمين على أنّ المسلم الذي يأخذ دينه فقط من القرآن الكريم ولا يأخذ بالسنة ولا بآثار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الصحيحة يُعتبر ضال مضل وأنه قد كذب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ! نعم ، إضافةً إلى ما سبق فإن القرآن الكريم قد أمر باتباع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأخذ من آثاره واتباع سنته الشريفة :
1- قَالَ تَعَالَى : ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ - [سُّورَةُ الْحَشْرِ : 7.]
2- قَالَ تَعَالَى : ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ - [سُّورَةُ النَّجْمِ : 1 - 10.]
3- قَالَ تَعَالَى : ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ - [سُّورَةُ الْأَعْرَافِ : 158.]
4- قَالَ تَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ - [سُّورَةُ النِّسَاءِ : 59.]
5- قَالَ تَعَالَى : ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ - [سُّورَةُ النِّسَاءِ : 80.]
*
فحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إن صحّ)
يُعتبر ككلام الله عَزَّ وجَلَّ في الحجية ولزوم الأخذ به .
علاوةً على ذلك :
قَالَ تَعَالَى : ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ - [سُّورَةُ آلَ عِمْرَانَ : 7.]
لقد قطعت هذه الآية الكريمة الطريق على كلِّ من يريد التفسير والتأويل
للقرآن الكريم بغير عِلْمٍ من الراسخين في العلم .
وإنّ معنى الرسوخ الثبات ، أي ثبت الشيء في الذهن .
والراسخون في العلم : أي الثابتون فيه والعارفون ببواطنه .
والراسخون في العلم المشار إليهم في الآية الكريمة هم النبي محمد وعترته (صلّى الله عليهم وسلّم) .
فالوحيد الذي يعلم علوم القرآن هو النبي محمد (ص) ومن بعده عترته (ع) ؛
وذلك لأنّ الآية جاءت بصيغة الجمع بمعنى (راسخون) ولم تأتِ بصيغة المفرد (راسخ) .
قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ - [سُّورَةُ الْوَاقِعَةِ : 77 - 79.]
والمس أعمُّ من لمس المتوضئ لكلمات القرآن بيده ؛ بل المسّ يشمل الإطلاع الكامل على حقيقة معانيه وأسراره وهو أمرٌ لا يتيسر إلّا للنبي محمد وعترته لأنّهم طاهرون مُطهرون من الرّجس تطهيراً . ومن الأدلة على ذلك هي آية التطهير المباركة :
قَالَ تَعَالَى : ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾
[سُّورَةُ الْأَحْزَابِ : 33.]