Wed, Feb 6, 2013
مراقبون: العرب الأكثر استعمالا لها.. والفنانون والأدباء والسياسيون ورجال الدين الضحايا الأبرز
النساء والسياسة والعقد النفسية واستخبارات دول تدفع مستخدمي«فيسبوك» و«تويتر» للاختباء خلف أسماء
وهمية
الاختباء وراء الأسماء الوهمية رائج بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في العراق
بعد أن كانت الحياة في الماضي، وربما في زمن قريب جدا عبارة عن أشياء حقيقة، بل واقعية حد النخاع، حيث كانت الصفات التي يتمسك بها الأشخاص في غاية الاهمية والاحترام، بل تمثل مكانة كل شخص حسب اختصاصه ويعرف لدى الناس بأنه الشخص الفلاني المختص بهكذا أمر، وبالتالي يشكل حضوره داخل البيت /القبيلة /الشارع/ العمل/ مكانة متميزة.
لكن هذه الأشياء سرعان ما تمت الإطاحة بها، وشكلت هاجسا سلبيا في المجتمع من خلال عالم الانترنت، وبالخصوص مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر) التي كثرت بها الصفات والألقاب التي لا تتوافق مع مستخدميها.
يصنف إعلاميون وكتاب، المستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي إلى فئات كثيرة، فهناك أشخاص حقيقيون، يظهرون بأسمائهم الحقيقية وصورهم المعروفة، ويشيرون إلى طبيعة أعمالهم والمدينة التي يقطنون فيها، دون أدنى تحفظ، وهؤلاء هم القلة القليلة من مستخدمي هذه المواقع.
ومن هذه الفئة الفنانون والشعراء والإعلاميون والتربويون وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال. هؤلاء يضيفون فائدة لهذه المواقع من خلال الحوارات البناءة والمناقشات الجادة وتبادل الأفكار. وهناك قسم آخر يتقمصون شخصيات وهمية لها صلة بسيطة بواقعهم الحقيقي أو لا تمت له بصلة، يستخدمون صورا وأسماء مستعارة لا تتصل بواقع حياتهم، ولكنهم يحتفظون بطبيعة العمل الذي يمارسونه ليحافظوا على بعض الشبه بشخصياتهم الحقيقية، خاصة الجنس (ذكراً أو أنثى).
فيما يذهب آخرون الى أبعد من ذلك، حيث تتبنى أجهزة الاستخبارات في بعض الدول شخصيات وهمية افتراضية للتأثير في الرأي العام تجاه قضايا معينة أو معرفة اتجاهات الرأي العام حول قضايا أو قادة دول معينة أو جمع معلومات عن أشخاص أو مجموعات، خاصة أن الفيسبوك يوفر معلومات عن المكان الذي يدخل منه المستخدم على شبكة الإنترنت، بمعنى أن انتقال الشخص من بلد إلى آخر يكون معروفا، لذلك استطاعت الأجهزة الاستخباراتية توفير مبالغ كبيرة مقابل معلومات كثيرة عن أشخاص أو موضوعات معينة تحصل عليها بسهولة ويسر.
يرى كتاب وصحفيون ان ظاهرة الأسماء الرمزية او المستعارة في عالم الانترنت بدأت تأخذ مساحة واسعة من المستخدمين، فيعللها البعض بأنها أزمات نفسية يمر بها من يستخدم الانترنت بشكل واسع من خلال الاستخدام المفرط في الجلوس على الحاسبة.
ويرى مختصون في علم النفس أنه من الناحية النفسية قد يكون هذا الفرد مصابا بخلل في شخصيته وشعور بالنقص مع قناعته بأنه غير قادر على المواجهة المباشرة لتمكن الخوف منه وضعف القدرة على تحمل مسؤولية كلامه، فيفرغ ما بداخله من عدوانية وأحقاد وغيرة عن طريق التخفي خلف ستار الاسم المستعار لشعوره التام بأنه في أمان بأن لن يعرفه أحد، كما يظن.
فيما يذهب بعض الأدباء الى أبعد من ذلك، حيث قال البعض إن ظاهرة تقمص شخصية وهمية (مزيفة) ليس أمرا جديدا، بل تجد شعراء وكتابا اختفوا وراء شخصيات وهمية لأسباب ذاتية منذ القدم، أن جميع الدول والثقافات لا تخلو من استخدام الشخصيات الوهمية، ولكن هذه الظاهرة تنتشر في الدول العربية أكثر من غيرها لأسباب ثقافية من جهة، ولكثرة النفاق الاجتماعي ووجود القمع من جهة أخرى.
ويرى هؤلاء الأدباء أن أكثر من ذهب ضحية هذه الظاهرة هم الفنانون من المطربين والممثلين وربما الرياضيين أيضا، وكذلك الدعاة الاسلاميون، وقد دخل في اللائحة لاحقا، السياسيون بفعل الأحداث الأخيرة في العالم العربي، إذ يقوم الشخص المستعار لهذا الاسم بالإساءة الى رمز ديني او سياسي اخر مختلف وقد يثير ازمة سياسية ربما تعصف بالبلاد، وقد حدث فعلا في العراق انتحال لحسابات أحد النواب في البرلمان، ولم يكن من هذا البرلماني الحقيقي إلا أن كذب الخبر في وسائل الاعلام.
وهذا ما أدى الى أن الأغلبية من ذوي الفئات المتعرضة للنصب والاحتيال الألكتروني عن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي خشية من التهكير والسرقة أو خشية من وجود حسابات وأنشطة إضافية تسيء الى الشخص المذكور أو أحيانا يدخل الشخص المعني بالأمر في حساب او اسم وهمي، كي يرى ما يحدث في هذا العالم الافتراضي، وبعيدا عن الشهرة فيما يقوم البعض أيضا بمراهقة إلكترونية كبيرة يغازل فيها من يشاء أو يخرج كل انفعالاته على هذه الشبكة.