أموال الحرب العالمية .. قصة ديون ظلت تدفعها بريطانيا لأمريكا حتى عام 2006
تمر اليوم الذكرى الـ 14، على قيام المملكة المتحدة بسداد آخر قسط من ديونها منذ الحرب العالمية الثانية للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك فى 31 ديسمبر عام 2006، حيث تمكنت بريطانيا من تسديد القسط الأخير من ديونها التى تقدربالمليارات للولايات المتحدة وكندا، وذلك بعد ستين عاماً على نهاية تلك الحرب.
وكان الدين البريطانى فى عام 1960م، تجاوز الناتج المحلى الإجمالى، كان ذلك نتيجة طبيعية للحرب العالمية الثانية، التى رغم أن بريطانيا وحلفاءها خرجوا منها منتصرين، إلا أن اقتصادها خرج مرهقا ومكبلا بالديون التى أخذت فى التراكم فى الأعوام التالية حتى بلغت ذروتها عام 1960.
وحسب وزارة المالية البريطانية، فإن القروض التى حصلت عليها فى عامى 1945 1946 ومثلت "دعما ضروريا ساعد بريطانيا على هزيمة ألمانيا النازية والحفاظ على السلام والامن خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية".
وسددت بريطانيا آخرأقساطها التى قدرت بمبلغ 83,25 مليون دولار للولايات المتحدة و7ر22 مليون دولار لكندا، وكانت واشنطن وأوتاوا قد أقرضتا بريطانيا مبلغ 5,52 مليار دولار لانفاقها على الجيش وفى عمليات إعادة الإعمار التى أعقبت فترة الحرب، ودفعت بريطانيا إجمالى 7,5 مليار دولار شاملة الفوائد.
يشار إلى أن المالية البريطانية أعلنت فى مارس عام 2014، إنها ستدفع كافة الديون المستحقة على البلاد عن حقبة الحرب العالمية الأولى، وذلك حين يحل أجل سندات حكومية أصدرت للمرة الأولى قبل ثمانين عاما للإسهام فى تمويل تكاليف الحرب. وأوضحت الوزارة أنها ستسدد فى التاسع من مارس قرضا بقيمة 1.9 مليار جنيه إسترلينى (ثلاثة مليارات دولار) وتناهز نسبة فائدته 3.5%، وهو من نوع السندات الدائمة غير المحددة بأجل استحقاق معين.
واستخدمت السندات التى صدرت عام 1932 لإعادة تمويل الدين الذى تراكم خلال الحرب الكونية الأولى التى انتهت عام 1918م، وتحدث بعض المحللين فى الأسواق المالية بأن سداد لندن لهذا القرض يعد من أغرب العمليات المالية فى التاريخ المعاصر، وقد زادت التكهنات بشأن مستقبل السندات البريطانية الدائمة بسبب وصول تكاليف الاقتراض فى بريطانيا إلى مستويات قياسية منخفضة، إذ تراجعت نسبة الفائدة على السندات السيادية البريطانية لأجل ثلاثين عاما إلى مستوى قياسى أول أمس الاثنين لتسجل 2.639%.
وأشارت المالية إلى أن الانتهاء من دفع ديون الحرب العالمية الأولى سيكون بداية لإستراتيجية تتبع لسداد كافة الديون القديمة المتبقية، ويعود بعض الديون إلى القرن التاسع عشر.