هل كان على ماهر باشا محبا للإيطاليين والألمان فى الحرب العالمية الثانية؟

اندلعت الحرب العالمية الثانية فى عام 1939 وصار استقطاب الدول على أشده بين دول التحالف ودول المحور، وكانت مصر واقعة تحت حكم الاحتلال البريطانى، وعلى كرسي عرشها يجلس فاروق، بينما يقوم علي ماهر باشا برئاسة الوزراء، وهو معروف بميله للألمان والإيطاليين، ولكن ما الذى حدث عندما اشتعلت الحرب.

يقول كتاب "تاريخ للبيع" لـ محسن محمد، إن رأي الإنجليز فيه يتلخص في عبارة واحدة واحدة بعث بها مايلز لامبسون إلى وزير الخارجية البريطانية أثناء الحرب.
قال السفير البريطاني "إن سر كل مصائبنا في مصر يرجع إلى علي ماهر"
والإنجليز يعرفون عن علي ماهر ميله للألمان وإخلاصه الشديد للقصر وخصومته المتطرفة لحزب الوفد ورئيسه مصطفى النحاس.
وبعد سبعين يوما من تعيين على ماهر رئيسا لديوان فاروق عام 1937 تدخل على ماهر لعزل مصطفى النحاس من رئاسة الوزارة.
واتهم الإنجليز وزير الدفاع في وزارة علي ماهر وهو صالح حرب بأنه سلم الألمان خطط الإنجليز الحربية للدفاع عن مصر.
كما نشرت مجلة آخر ساعة نبأ اكتشاف هذه الخطة فصل الإنجليز الدكتور محمد عوض محمد من منصبه في الرقابة على الصحف.

ولكن على ماهر ورغم ميوله مع الألمان والإيطاليين أعلن الأحكام العرفية ونصب نفسه حاكما عسكريا عاما وفرض الرقابة على الصحف وقطع العلاقات مع ألمانبا واعتقل الألمان في مصر وصادر أموالهم. ثم قطع العلاقات السياسية مع إيطاليا عندما دخلت الحرب.
ولكن علي ماهر التزم بسياسة "تجنيب مصر ويلات الحرب" وبريطانيا لا تريد جياد مصر بل تريد من علي ماهر دورا إيجابيا، وأن يعتقل الإيطاليين وأن يصادر أموالهم وأن يطرد الوزير الإيطالي المفوض في مصر ماتزوليني، وأن يتم تفتيشه قبل سفره من القاهرة.
وأراد على ماهر في تنفيذ هذا كله، فهو يعرف أن موسولينى أدلى بتصريحات أعلن فيها أن إيطاليا ستحمى الإسلام في العالم وأن الماريشال الإيطالي بالبو أكد أثناء زيارته مرتين لمصر تأييده لاستقلال مصر.

وضاق السفير البريطاني بتصرفات على ماهر فطلب عزل علي ماهر من رئاسة الوزارة، ورغم أن علي ماهر يعرف أصول لعبة تغيير الوزارة في مصر إلا أنه كتب في خطاب استقالته لفاروق يوم 23 يونيو 1940: "أصبح الاستمرار في الحكم متعذرا لأسباب قاهرة خارجة عن إرادتنا وإرادة الشعب المصري"