أن شاعرنا معروف الرصافي كان على خصومة مع الوزير توفيق السويدي، وقد عمد أصدقاء الطرفين الى مصالحتهما، فأقام أحد الاخيار من ذوي الجاه واليسار والطرافة وليمة كبيرة، دعا إليها الرصافي والسويدي مع كبار شخصيات بغداد، وفي أثناء الجلسة وتبادل الأحاديث، قال أحد المدعوين مخاطبا السويدي عن قصد: معالي الوزير، شلون حال الدنيا والأصدقاء وياك؟، فردّ عليه السويدي غامزا
(الدنيا مو خوش دنيا، بس المهم الواحد يسوي "معروف" ويشمره بالشط)
ونطق مفردة (معروف) بصوت عال بحيث سمعها الرصافي، فأدرك الرصافي أنه المعني بهذا المثل الشعبي، وأن السويدي يستفزه قاصدا، فبلعها الرصافي وسكت، وأجبر نفسه على عدم الردّ لانه في وليمة صلح،
ولكن فجأة التفت الشخص عينه، ووجّه السؤال ذاته الى الرصافي، قائلا له
أفندينا، انته شلون حال الدنيا وياك؟،، فما كان من الرصافي إلا أن يقتنص الفرصة، فعدّل سدارته وأجاب باسترخاء
(عمي الدنيا خوش دنيا..... بس "توفيقنا" طايح حظه)