قبل 20 سنة، كان من غير المُجدي طرح أي مقارنة بين الأفلام العربية في مجال الإيرادات، فصناعة السينما بالدول العربية كانت نادرا ما تتقاطع مع شبابيك التذاكر المحلية. منذ ثلاثينيات القرن العشرين أُتيح لصناعة السينما في مصر الوجود في أسواق معظم الدول التي لديها بنية تحتية لدور العرض، ما لم يمنع هذا مقاطعة سياسية أو ظروف حرب داخلية، وبالمقابل لم يكن متاحا للأفلام من الشام والعراق العبور المنتظم إلى الجناح العربي الأفريقي بدول
المغرب، وكان العكس أصعب.
لكن الحركة للشمال كانت متاحة للجميع نحو مهرجانات السينما الأوروبية، واحتاج الأمر إلى 3 أجيال من السينمائيين لشق علاقات تجارية متنوعة مع الأسواق العالمية، وصولا إلى أن تحتل هذه الأسواق جانبا من الحسابات أثناء صناعة الأفلام.
البحث عن الأفلام العربية الأنجح في شباك التذاكر العالمي لا يهدف لمجرد فتح مجال منافسة بينها، بل إلى تقصي قصص النجاح الأبرز. هكذا يمكن رؤية دور القصص الإنسانية ذات الخصوصية المحلية أمام القضايا الفكرية وعروض الترفيه باهظة التكلفة، والدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه شركات التوزيع في حمل الأفلام لحافة العالم.
اعتمدت منهجية المقارنة على جمع إيرادات الأفلام من موقع Box Office MoJo المتخصص في تسجيل الإيرادات، وبعد تسجيل إجمالي الإيرادات العالمية بالدولار، تُجرى معادلة لقيمة هذه الإيرادات لتلافي أثر التضخم.
بالنسبة للأفلام المصرية الحديثة، جُمِعت إيراداتها من خلال موقع السينما.كوم، أما الأفلام الأقدم فتم الرجوع إلى أرشيف الصحافة المعاصر لها، ثم تحويل هذه الإيرادات إلى دولار بسعر وقت عرض الفيلم، ويُضاف إلى الأفلام الحديثة إيراداتها بالدولار من دولة الإمارات، ثم معادلة التضخم. وفيما يلي نعرض 10 أفلام عربية هي الأعلى في الإيرادات عالميا:
الإنجاز الحقيقي لفيلم "وجدة" ليس دخوله ضمن هذه القائمة، فخلال السنوات المقبلة من المُتوقَّع أن تُسجِّل أفلام سعودية أرقاما قوية بعد التصريح بتأسيس دور عرض بالمملكة في أواخر 2017، لتُنهي ما يزيد على 30 سنة من غياب العروض السينمائية التجارية بالمملكة.
ما سيحافظ على تميز "وجدة" هو كونه لمخرجة هي هيفاء المنصور التي ساعدها نجاح الفيلم في شق طريقها بهوليوود بفيلم "Mary Shelley" بعد 4 سنوات، وأيضا بقصته التي تناولت فتاة سعودية تدخل مسابقة لتلاوة القرآن من أجل استكمال المال اللازم لشراء دراجة ستكافح لقيادتها بشوارع مدينتها، وقد نال عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا الذي فاز فيه بثلاث جوائز [1]، إضافة إلى أكثر من 20 جائزة أخرى من أنحاء العالم.
خلطة نجاح "وجدة" بدأت من تناوله لتمكين المرأة بمجتمع محافظ من خلال حكاية إنسانية بسيطة، وهذا ما شجّع شركة "Razor Film" على التصدي لإنتاجه بشراكة تمويلية من أستوديوهات روتانا مقابل حقوق توزيعه بالعالم العربي، بينما تولّت شركة "The Match Factory" توزيعه عالميا، لتُحقِّق أعلى إيرادات له في ألمانيا بمبلغ 1.8 مليون دولار، إضافة إلى 15 دولة أخرى بأنحاء العالم، ليصل إجمالي إيراداته إلى 6.5 ملايين دولار، أو 7.3 بمعادلة تضخم قيمة الدولار.
يُعَدُّ هذا هو النجاح الأبرز لفيلم عربي لدى "Razor" التي قدمت أيضا الفيلم الفلسطيني "الجنة الآن" (2005) للمخرج هاني أبو أسعد، ثم اللبناني "الحب الحلال" (2015) للمخرج أسد فولدكار، و"البحث عن أم كلثوم" (2017) للإيرانية شيرين نيشات وبطولة المصرية ياسمين رئيس [2].
يمكن ضم الفيلمين في المركزين التاسع والثامن في تناول واحد بسبب تشابه ظروف نجاحهما، فالفيلمان عُرِضا في 2019 وتصدَّرا شباك التذاكر المصري.
أولهما هو فيلم الرعب المصري "الفيل الأزرق 2" للمخرج مروان حامد، وهو متابعة للجزء الأول الناجح الذي عُرِض في 2014، وكان مأخوذا عن رواية تصدرت المبيعات للكاتب أحمد مراد الذي كتب سيناريو الجزء الثاني مباشرة للسينما. اعتمدت إيرادات "الفيل الأزرق 2" على السوق المصري، فالفيلم حقّق 103.6 مليون جنيه [3] (6.4 ملايين دولار)، وهو أعلى رقم مطلق بالجنيه في تاريخ شباك التذاكر المصري، لكنه يحتل المركز التاسع بعد معادلة تضخم الجنيه.
الآخر هو "ولاد رزق 2: عودة أسود الأرض"؛ فيلم أكشن وتشويق شعبي للمخرج طارق العريان الذي يُعَدُّ أبرع المخرجين المصريين بنوع الأكشن خلال آخر 30 سنة، وقد جمع الفيلم 100.8 مليون جنيه [4] (6.2 ملايين دولار)، وهو ثاني أعلى رقم مطلق بالجنيه في تاريخ شباك التذاكر المصري، لكنه يحتل المركز الثاني عشر بعد معادلة تضخم الجنيه.
ما يجعل "رزق" يتفوّق على "الفيل" في إجمالي الإيرادات العالمية هو أن الأخير توقفت إيراداته في الإمارات عند 714 ألف دولار خلال 7 أسابيع [5]، وتفوّق "رزق" بشكل واضح بإيرادته الإماراتية التي وصلت إلى 1.1 مليون دولار خلال 11 أسبوع عرض [6]، بعد إضافة إيرادات الإمارات ومعادلة تضخم الدولار يصبح "الفيل الأزرق2 " تاسع أعلى الأفلام العربية، ثم "ولاد رزق 2" ثامنا.
الفيلمان وُزِّعا في الإمارات من خلال
وربما تجدر إضافة مبلغ صغير لكلٍّ من الفيلمين مقابل عرضهما في باقي دول الخليج التي لا تعلن نتائج شباك التذاكر بها، وكذلك الولايات المتحدة بالنسبة إلى "الفيل"، لكن غير مُتوقَّع أن تُغيِّر هذه الإضافات موقعيهما بالجدول.شركة "ڤوكس سينما" التي تمتلك سلسلة دور عرض بالاسم نفسه في معظم البلاد العربية النشطة سينمائيا، لينعكس نجاحهما المحلي في دور العرض العربية أيضا بسبب الجاليات المصرية بالأساس.
أقل من 20 فيلما حملت مُكوِّنا موريتانيا منذ عام 1970 عندما استقبل مهرجان "كان" السينمائي فيلم "أيتها الشمس" للمخرج محمد عابد هوندو ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولي [7]، حيث يُعَدُّ هذا هو أول الأفلام الموريتانية فيما بعد حقبة الاستعمار. لهذا كان فيلم "تمبكتو" للمخرج عبد الرحمن سيساكو قفزة موريتانية واسعة على صعيدَيْ المهرجانات والنجاح التجاري.
بدأت رحلة "تمبكتو" عبر المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" (2014) حيث نال الفيلم جائزتين [8]، لكن نجاحه الأكبر كان في الحفل الأربعين لتوزيع جوائز سيزار في فبراير/شباط 2015 (هي المعادل الفرنسي لجوائز الأوسكار الأميركية)، حيث اكتسحها "تمبكتو" بفوزه بسبع جوائز من بين 8 ترشيحات [9]، وهي معظم الجوائز الأساسية باستثناء التمثيل. وبعد يومين كان الفيلم أحد الخمسة المرشحين لجائزة أفضل فيلم بلغة أجنبية في الحفل الـ 87 لتوزيع جوائز أكاديمية فنون وعلوم السينما [10].
بالتوازي مع ترشيح الفيلم لكل هذه الجوائز، أطلقته شركة "Le Pacte" في دور العرض الفرنسية بشهر ديسمبر/كانون الأول 2014، ليصل الفيلم إلى المركز السابع في شباك التذاكر في أسبوع الافتتاح بإيرادات بلغت 1.1 مليون دولار [11]، ويستمر لأربعة أسابيع أخرى ليبلغ مجموع إيراداته الفرنسية 4.
2 ملايين دولار، ووصل إجمالي إيراداته عالميا إلى 7.2 ملايين دولار قبل معادلة التضخم. حاليا يحتل الفيلم المركز الـ 19 من بين 96 فيلما من أنحاء العالم وزّعتهم شركة "Le Pacte" الفرنسية.
الظهور الأول لأفلام المخرجة اللبنانية نادين لبكي، وثاني أفلامها في ترتيب الإنتاج، ومن بين كل أفلامها يتميز بتوازن إيراداته بين بلد الإنتاج (لبنان) ومجال تأثير مُوزِّعه العالمي في فرنسا وباقي أنحاء العالم.
بدأ تسويق الفيلم بعرضه العالمي الأول في مهرجان "كان" (2011) بقسم نظرة ما، ليحصد به جائزة فرانسوا كاليه وتنويها خاصا من لجنة تحكيم الجائزة المسكونية، ثم جائزة الجمهور من مهرجانَيْ سانسيباستيان في إسبانيا وأوسلو في النرويج.
تمتع الفيلم بدعم شركتَيْ توزيع قويتين في العالم العربي وفرنسا، حيث اشتركت فيه شركة "المجموعة الفنية المتحدة" التي أسسها المنتج والموزع المصري هشام عبد الخالق بعد فترة قضاها في إدارة دور العرض والتوزيع بالإمارات، وشركة "Pathé" الفرنسية العريقة التي تمتد أنشطتها في دور العرض والتوزيع والإنتاج وسبق لها توزيع 500 فيلم تقريبا.
انطلق الفيلم أولا في فرنسا خلال سبتمبر/أيلول 2011، حيث تمتع بأسبوع افتتاح دافئ وفّرت فيه "Pathé" له 135 شاشة مكّنته من جمع 730 ألف دولار، وخلال 3 أسابيع تراكمت إيرادته إلى مليونَيْ دولار.
وبعد أسبوع واحد، تولّت "المتحدة" إطلاقه تباعا في العالم العربي من خلال موزعين محليين، بداية بلبنان الذي حقّق فيه رقما قياسيا بوصفه أعلى فيلم محلي في تاريخ شباك التذاكر بإيرادات بلغت 2.3 مليون دولار على مدى 14 أسبوعا، ثم في الإمارات استمر لمدة 7 أسابيع حقّق خلالهم 225 ألف دولار بافتتاحه في 9 دور عرض فقط من خلال شركة "Front Row".
وفي باقي الدول العربي تلقّى الفيلم معاملة أفلام المهرجانات (آرت هاوس)، فجمع من البحرين 8 آلاف دولار فقط، ثم في مصر توقّفت إيراداته عند 32 ألف دولار خلال 3 أسابيع ولم يزد عدد شاشاته على 5.
بينما تلقّى الفيلم استقبالات دافئة في دور العرض بأنحاء العالم: الولايات المتحدة الأميركية (532 ألف دولار) من توزيع "Sony Pictures Classics"، إيطاليا (690 ألف دولار)، أستراليا (369 ألف دولار)، وإسبانيا (343 ألف دولار)، وبلغ مجموع إيرادته العالمية 7.5 ملايين دولار [13].
ثنائية أخرى للنجاح المحلي الذي يأتي خالصا من دور العرض المصرية بدون أدنى مشاركة من الأسواق الخليجية التي كانت في بداية صعودها خلال نهاية التسعينيات.
"همام في أمستردام" و"صعيدي في الجامعة الأمريكية" لا يتشابهان فقط في جنسيتهما ونوعيتهما الكوميدية، بل في أنهما من بطولة النجم نفسه (محمد هنيدي)، ولشركة الإنتاج نفسها (العدل جروب)، وصدرا خلال عامين متتاليين (1998-1999).
استفاد الفيلمان من انقلاب في أذواق الجمهور دفع بموجة كوميدية من بطولة نجوم شباب على حساب النجوم الكبار التقليديين، مصحوبة بنشاط في تأسيس وتجديد وتقسيم دور العرض من خلال نموذج المجمعات السينمائية التي تضم دور عرض متعددة الشاشات وبسعة متوسطة وصغيرة.
رغم أن إيرادات "صعيدي" كانت 27 مليون جنيه فقط في 1998، فإنه تصدّر قائمة أعلى 10 أفلام في تاريخ السينما المصرية بعد معادلة التضخم [14]، ويليه في القائمة نفسها "همام" الذي جمع 23 مليون جنيه بالعام التالي.
من خلال حساب الدولار بأسعار وقت عرض الفيلمين، فقد جمع "صعيدي" 7.9 ملايين دولار، بينما جمع "همام" 6.8 ملايين دولار، وهذا قبل معادلة تضخم الدولار، مع ملاحظة قيام الحكومة بتثبيت سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، مما خلق سوقا موازية غير رسمية، وهو ما سيُقلِّل إيرادات الفيلمين، ولكن ليس بدرجة تؤثر على موقعيهما بالقائمة.
الظهور الثاني لأفلام نادين لبكي بالقائمة، وقد بدأت في تطوير السيناريو له بمنحة من مهرجان "كان" الذي عادت إليه بعد إنجازه ليُعرَض في قسم نصف شهر المخرجين، ثم ينال جوائز متتالية من مهرجانات سان سيباستيان وأوسلو وستوكهولم، إضافة إلى تمثيله لبنان في جائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية.
وبعكس باقي أفلام نادين، اعتمد "كاراميل" على موزع وطني رئيسي (Sabbah Media Co.) تولّى تقسيم حقوق العرض السينمائية بأنحاء العالم، بينما نالت شركة "Roissy Films" حقوق التوزيع بدور العرض الفرنسية بعد مشاركتها في الإنتاج، وقد تميَّز الفيلم بتنوُّع جهات تمويله، وبلغت ميزانية إنتاجه 1.3 مليون يورو [15].
جمع الفيلم 14.2 مليون دولار من أنحاء العالم، وكما هو مُتوقَّع جاءت أفضل إيرادات من فرنسا (3.8 ملايين دولار)، لكن الفيلم نجح أيضا في جلب إيرادات مليونية من إيطاليا (2.3 مليون)، إسبانيا (1.8 مليون)، ألمانيا (1.1 مليون)، وأميركا الشمالية (1.1 مليون). كما حقّق الفيلم نصف مليون دولار من البرازيل والأرجنتين.
وتصدّرت لبنان الإيرادات العربية برقم 667 آلاف دولار من خلال 9 شاشات في أسبوع الافتتاح، ثم الإمارات 125 آلاف دولار، ومصر التي حقّق فيها 62 ألف دولار من توزيع شركة "GN4Me" [16].
مع أنها الأقرب لأوروبا، خاصة السوق الفرنسية التي برز دورها بمعظم أفلام القائمة، اقتصر ظهور أفلام شمال أفريقيا بهذه القائمة على فيلم "بلديون" (Days of Glory) للمخرج رشيد بوشارب، وفيه قدّم قصة جنود بالجيش الفرنسي من ذوي الأصول الجزائرية العربية أثناء رحلة تحرير فرنسا وأوروبا من الاحتلال النازي بالحرب العالمية الثانية.
نال الفيلم جائزة السعفة الذهبية لمهرجان "كان"، وهي أعلى جائزة دولية وصل إليها فيلم عربي على الإطلاق، كما تقاسم أبطاله جائزة أفضل ممثل، إضافة إلى جائزة فرانسوا شاليه، ثم لاحقا نال جائزة سيزار لأفضل سيناريو من بين 9 ترشيحات للجائزة الفرنسية الأهم [17].
تزاحمت أكثر من 25 جهة دعم وتمويل وإنتاج وراء مشروع الفيلم [18] الذي تكلّف 14.5 مليون يورو، وهي أضخم ميزانية إنتاج بهذه القائمة، وربما الأكبر أيضا في تاريخ السينما العربية كرقم مطلق.
تولّت شركة "Playtime" الفرنسية حقوق توزيع الفيلم عالميا، وقد حقّق لها الفيلم ثاني أعلى إيرادات في تاريخها الذي تضمّن عشرات الأفلام. وقامت بتوزيعه في فرنسا شركة "Mars Distribution"، وجمعت من خلاله 20.8 مليون دولار، وهو أكبر رقم لفيلم عربي في فرنسا، بعد أن عرضته من خلال 584 شاشة، وهذا أيضا أكبر عدد شاشات لفيلم عربي هناك، رغم أنه عُرِض بتصنيف رقابي R [19].
توزّعت باقي إيرادات الفيلم بين الولايات المتحدة، وبلجيكا، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، وسويسرا، وكانت إيراداته ضئيلة جدا في لبنان ومصر، وبلغ إجمالي إيراداته العالمية 23 مليون دولار [20].
أصبح من المكرر ذكر أفلام نادين لبكي بالقائمة، فهي نجحت بأن تجمع النجاح الفني بالتجاري مع الانتشار العالمي شمالا وغربا، لكنها هذه المرة وصلت بفيلمها إلى أقصى حدود الشرق، حيث أسواق تتضمن مئات الملايين من المتفرجين، وهو إنجاز لم يحلم به أي صانع أفلام عربي آخر.
لا توجد مفاجآت في بداية الفيلم، فقد انطلق بمهرجان "كان" كالعادة، هذه المرة بمسابقته الرسمية التي نال منها جائزة لجنة التحكيم إضافة إلى جائزتين أخريين، وبلغت حصيلته عبر المهرجانات 35 جائزة، ترشّح لجوائز أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية وبافتا وغولدن غلوب، ثم انطلق في فرنسا من خلال شركة "Gaumont" ليجمع 2.9 مليون دولار في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وبشكل أقل نجاحا في الولايات المتحدة بإيرادات 1.7 مليون دولار من خلال شركة "Sony Pictures Classics"، ثم إيطاليا بإيرادات 1.2 مليون دولار [21].
لكن شركة "Wild Bunch" كانت لديها خطة أكثر جرأة للفيلم الذي يعتمد على ثيمة إنسانية بسيطة لطفل يُقاضي أبويه بسبب الحياة القاسية التي عاشها، تتميز الشركة بكونها معبرا بين أسواق السينما الأكبر في شرق آسيا وأوروبا وشمال أميركا، ومن أفلامها: "مدينة الرب" (City of God) (البرازيل)، و"المصارع" (The Wrestler) (الولايات المتحدة الأميركية)، و"المخطوفة" (Spirited Away) و"مسألة عائلية" (Shoplifters) (اليابان).
عُرِض الفيلم في مهرجانَيْ شانغهاي وبكين، وهو ما شجّع شركة "Road Pictures" للاستحواذ على حقوق عرضه السينمائية في الصين من "Wild Bunch"، وخلال أسبوعين فقط حذفت الشركة 10 دقائق من الفيلم لتهيئته لجدول العروض الصينية، كما طلبت الرقابة الصينية حذف مشهد يتضمّن رضاعة طبيعية، لينطلق في دور العرض بعد 5 أيام فقط من بدء عرض "المنتقمون: نهاية اللعبة" (Avengers: Endgame).
استعانت "Road Pictures" بمنصة تيك توك للفيديوهات القصيرة للترويج للفيلم، بالتركيز على الشحنة العاطفية المتوافرة به، من خلال فيديوهات لأشخاص بالغين يبكون تأثُّرا أثناء مشاهدته، وبلغت مشاهدات هذه الفيديوهات 14 مليون مشاهدة خلال يومين فقط، وكانت النتيجة أن حصد الفيلم 44 مليون دولار في أول 16 يوما من عرضه [22]، ثم أضاف 10 ملايين أخرى خلال 8 أسابيع تالية، ليصل إجمالي إيراداته العالمية إلى 64.4 مليون دولار، بعيدا عن أقرب منافسيه.