Tue, Feb 5, 2013
أمه قالت لـ«ديترويت نيوز» إنها ستتمكن من معانقة ابنها.. والأخير ناشد المعاقين التمسك بالأمل
عملية جراية تنجح بزرع ذراعين طبيعيين لأميركي فقدهما فـي العراق وأطباؤه: يمكنه ربط حذائه الآن!
في الوقت الذي تشير فيه تقارير حكومية ودولية الى وجود أكثر من مليون معاق عراقي تركتهم حروب السياسيين وخصومهم، تلفت تقارير أخرى الى أن عددهم زاد بنحو 30 بالمائة بعد العام 2003 جراء عمليات العنف.
في ظل هذه الأعداد المهولة من المعاقين في العراق، نقف مذهولين أمام حجم المعاناة الكبيرة لهذه الشريحة الكريمة التي لا تقتصر على الفقر وعدم الاهتمام بهم من ناحية توفير الأطراف الصناعية والكراسي المتحركة ومراكز التأهيل، بل إن أعدادا كبيرة منهم يشكون أوضاعا نفسية متردية بسبب غياب المتابعة النفسية لهم، في وقت ينظر إليهم المجتمع (وهذا محزن) بأنهم عبء عليه.
أمام هذه الصورة القاتمة لأبناء الرافدين والبترول، وبإزاء هذا الاهمال المخجل التي تعانيه هذه الفئة التي لا ناقة لها ولا جمل وراء ما يحصل لها ولبلدها، تطالعنا صحيفة أميركية بقصة خبرية عن جندي أميركي فقد أطرافه الأربعة أثناء مشاركته في حرب احتلال العراق، لكن بلده لم يتركه يتوسل الحصول على طرف صناعي بدائي، بل سارع الى زرع ذراعين جديدين له بدلا عن تلك التي فقدهما في أثناء الحرب، ليتمكن من الأكل بهما وتسريح شعره وحتى ربط حذائه.
قصة تظهر لنا كيف أن تلك الدول تحترم مواطنيها وتحرص على توفير كافة حقوقهم المدنية والاجتماعية، والسياسية، بل والحرص الهائل لاعادتهم الى الحياة مرة اخرى.
ماروكو الجندي السابق الذي اصيب في العام 2009 في العراق يقول لـ"ذي ديترويت نيوز"، في قصة خبرية اعدها لها الصحفي اليكس دومكيز، إن "بإمكانه العيش دون قدمين، لكنه يكره فكرة العيش من دون ذراعين".
وتضيف الصحيفة، انه "بعد أسابيع من الرعاية الطبية المتواصلة، أصر براندون ماروكو الذي فقد أطرافه الاربعة خلال خدمته العسكرية في الجيش الاميركي في اثناء تواجده في العراق أن يدير كرسيه المخصص للمعاقين خلال المؤتمر الصحفي بواسطة ذراعيه المزروعين حديثا، كما انه قام بتوضيب شعره بيده، وأن هذه الحركات التي تبدو طبيعية جاءت بعد نجاح عملية زراعة ذراعين جديدين له مضى عليها 6 أشهر".
ويذكر ماروكو (26 عاما) خلال مؤتمر صحفي عقد للاحتفال بشفائه في مستشفى جونز هابكنز الثلاثاء الماضي، أن "فقدان الذراعين يسلب الكثير من شخصيتك، فكما تعلم، انت تتحدث بذراعيك، عليك أن تفعل كل شيء بيديك، وعندما تفقدهما تتحول الى شخص ضائع".
ويبين الصحفي دومكيز في تقريره ان "الأطباء لا ينصحونه باستخدام ذراعيه الجديدتين كثيرا حتى الآن، ولكن تصميمه على أن يكون مستقلا في تحركاته من جديد كان واحدا من الأسباب الرئيسة التي تم على اساسها اختياره لاستقبال الجراحة، التي أجريت في الولايات المتحدة 7 مرات فقط".
في المقابل، يذكر ماروكو ان يده اليسرى تحركت للمرة الاولى خلال زيارة أصدقاء له في المستشفى، وكانت حركة لا ارادية، موضحا بالقول "لم يكن لدي أي فكرة عما كان يجري في ذهني، كنت مع أصدقائي، وحدث ما حدث عن طريق الصدفة".
والرسالة التي وجهها ماروكو الى الجنود الاخرين الذين يعانون من الاصابات نفسها كانت بحسب ديترويت نيوز، "لا تتخلوا عن الامل مطلقا"، حيث يقول في رسالته "كما تعلمون، الحياة تتحسن دائما، فانتم لا زلتم على قيد الحياة، عليكم ان تكونوا عنيدين، فستواجهون الكثير من الاشخاص الذين يخبرونكم بانكم لا تستطيعون فعل اشياء معينة، كونوا عنيدين فحسب وقوموا بها، حركوا اجسامكم وأفعلوها".
من جهته، يؤكد الدكتور اندرو لي، الذي اشرف على عمل فريق الاطباء، لدومكيز انه "يمكن ان تقوم هاتين الذراعين بالكثير من النشاطات التي يقوم بها الانسان الاعتيادي، فبامكان ماروكو ان يأكل بواسطة عيدان الطعام، وان يربط حذائه".
ويلفت الطبيب بحسب الصحيفة الأميركية الى ان "تحسن الحالة الصحية لماروكو كان بارزا وهذا سيساعده على استعادة استقرار حالته النفسية والبدنية". ويستطرد التقرير بان ماروكو "كان قبل الجراحة، يعيش مع أخيه الأكبر في منزل مجهز خصيصا لذوي الاحتياجات الخاصة، في جزيرة ستاتن في نيويورك، الجزيرة تم بناؤها بمساعدة عدة جمعيات خيرية". وتكشف الصحيفة الى ان "المنزل الذي كان يسكنه ماروكو برفقة أخيه قد تهدم نتيجة العاصفة ساندي، الا ان والده اليكس ماروكو يقول (سوف نستعيد المنزل مرة أخرى، فلقد مررنا بظروف اصعب من الحالية بكثير)". اما ميشيل ماروكو، والدة ماروكو، فهي تشير الى انه "ليس باستطاعة ابنها ان يضمها اليه، لكنه يعوض عن ذلك بمسح يده اليمنى على وجهها".