أحمد مالك (يمين) وأمير المصري (يسار) يسيران بخطى ثابتة نحو العالمية على نهج عمر الشريف (مواقع التواصل)
وصول الممثل المصري عمر الشريف للعالمية عام 1962 في فيلم "لورانس العرب" (Lawrence of Arabia) وتبعه بعدد من الأعمال المميزة في هوليود وأوروبا، إضافة لتاريخه السينمائي في مصر، جعل حلم العالمية يراود الأجيال اللاحقة.
بعضهم حاول الوصول إلى العالمية بتقديمه مشهدا أو دورا صغيرا في عمل غير ناطق بالعربية، ولكن في السنوات القليلة الماضية استطاع جيل من الشباب المصري أن يحقق نجاحات عالمية تركت صدى كبيرا، ويقدم أدوارا متنوعة بعيدة عن النمطية التي تُظهر بها هوليود شخصية العرب كإرهابيين في كثير من الأفلام العالمية.
قضايا سياسية متنوعة
لاجئ سوري يواجه تحديات في أميركا، ودور صغير في عمل يكشف مشكلات النظام الإيراني، أعمال عالمية مختلفة تنم عن ذكاء الممثل الشاب أمير المصري في اختياره لأدواره التي يخطو بها نحو العالمية، بعد أن عرفه الجمهور من خلال دور كوميدي أمام محمد هنيدي في فيلم "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" في 2008، وظل حريصًا على المشاركة في الأعمال المصرية إلى جانب العالمية، فقدم أدوارا في فيلم "الثلاثة يشتغلونها" ومسلسل "أستاذ ورئيس قسم" و"البرنسيسة"، وعالميا بدأ مشواره بدور صغير في فيلم "ماء الورد" (Rosewater) للمخرج جون ستيورات.
الفيلم مقتبس من مذكرات الكاتب الإيراني مازيار باهاري والذي يروي فترة اعتقاله من قبل السلطات الإيرانية بتهمة التخابر مع جاسوس أميركي، وقدّم أمير المصري بعدها بسنوات فيلم "تائه في لندن" (Lost in london).
فاز المصري بفرصة بطولة ثانية في فيلم "المحارب العربي" (Arabian warrior)، ليقدم دور شاب سعودي يواجه تحديات في أميركا لكونه عربيا، وهو الدور الذي أهله ليشارك في سلسلة الأفلام الشهيرة "حرب النجوم" (Star wars) عام 2019، حتى ترشح لتقديم شخصية لاجئ سوري يعيش في بريطانيا في فيلم "التيه" (Limbo)، وقد اختارته منظمة جوائز السينما المستقلة البريطانية (BIFA) لينافس على جائزة أفضل ممثل، مع نجوم عالميين مثل أنتوني هوبكنز، وكوزمو جثارفيس، وسوبيه دريسيو، وريز أحمد.
الحظ يعرف طريق أحمد مالك
ولم تكن رحلة الممثل المصري أحمد مالك مفروشة بالورود، فبعد أن شارك في أكثر من 30 عملا بين السينما والدراما في مصر، كان قد بدأ الاهتمام بالمهرجانات العالمية التي عرض خلالها أفلامه مثل "شيخ جاكسون" و"اشتباك".
وفي عام 2018، شارك مالك في برنامج "نجوم صاعدين" على هامش مهرجان تورنتو، حيث يختار البرنامج، النجوم المشاركين بالأفلام بالفعل وكان مالك أول عربي مصري يتم اختياره، ليتعاقد مع وكالة من أجل تحقيق حلمه نحو العالمية، وفي لقاء تلفزيوني معه، اعترف مالك بأنه رفض 19 مرة قبل أن يقدم فيلم "حارس الذهب" (The Furnace) في 2020.
الفيلم الذي قدم مالك فيه أول بطولة مطلقة له في الفن عموما والتي لم يحظ بها في مصر، يعرض حقبة منسية في تاريخ أستراليا، وقد حرص مالك على تعلم أكثر من لغة لإجادة تقديم الشخصية التي لعبها، وعرض الفيلم في محافل سينمائية عالمية منها مهرجان فينسيا السينمائي.
أعمال صنعت شهرة مينا مسعود
أما الممثل المصري الكندي مينا مسعود الذي ولد في القاهرة عام 1992، قبل أن ينتقل ليعيش بعد ذلك بين كندا والولايات المتحدة الأميركية، فقد حصل على فرصته لأول مرة في 2019 ليشارك في فيلم "غريب ولكن حقيقي" (Strange but True)، مع الممثلة الأميركية إيمي ريان والممثلين الأميركيين غريغ كينير ونيك روبينسون.
وفي العام نفسه كانت له تجارب مختلفة، مثل مسلسل "انتقام" (Reprisal)، لكن كانت الفرصة الحقيقية حين وقع عليه الاختيار لتجسيد شخصية علاء الدين من خلال إعادة اﻹنتاج التي قدمتها ديزني لفيلم "علاء الدين" (Aladdin) عام 2019، ليقف بطلا أمام النجم العالمي ويل سميث، وقد ظفر مسعود بالدور الذي كان مرشحا له "ديف باتيل" و"ريز أحمد".
رامي مالك نجم الأوسكار
ورغم أن رامي مالك يحمل الأصول المصرية، فإنه درس وعاش في أميركا، وحصل على جائزة الأوسكار كأحسن ممثل في 2019، عن أدائه لشخصية المطرب ومؤلف الأغاني فريدي ميركوري في فيلم "الملحمة البوهيمية" Bohemian Rhapsody"، الأمر الذي جعل المصريين يؤكدون أنه أول مصري عالمي يخطو خطوات ناجحة ومهمة بعد عمر الشريف.
ومالك الذي بدأ مسيرته عام 2004 من خلال مشاركته كضيف شرف في بعض الأعمال الدرامية مثل ميديم (Medium) وفتيات غيلمور (Gilmore Girls)، لكن الدور الذي جعله يحصل على شهرة أكبر كان مشاركته في المسلسل الكوميدي "الحرب في المنزل" (The War at Home).
تجارب محدودة
وعلى العكس ورغم ترويج العديد من الممثلين أنهم فنانون عالميون، فإن تجاربهم جاءت محدودة النجاح، فخالد النبوي الذي استطاع أن يحقق وهجه السينمائي بأعماله مع المخرج يوسف شاهين، شارك في تجارب عالمية مثل "لعبة عادلة" (Fair Game) وفيلم "مملكة الجنة" (Kingdom of heaven) مع المخرج العالمي ريدلي سكوت والذي جسد خلاله شخصية أحد قادة جيش صلاح الدين الأيوبي.
بينما لم يحظ الممثل محمد كريم بأي صدى بعد مشاركته في فيلم (A Score to Settle) أمام الفنان العالمي نيكولاس كيدج، رغم حرص كريم على الظهور على السجادة الحمراء للمهرجانات العالمية من أجل وصفه بلقب الفنان العالمي.
أما تجارب الفنانين خالد أبو النجا وعمرو واكد فجاءت بمشاهد قليلة للغاية لا تتناسب مع حجم البطولات التي قدماها من قبل في مصر، ولم تحقق لهم تلك الأدوار أي نجاح عالمي ملحوظ.