تعرض لوحة البشارة لبوتشيلي حاليا بمتحف أوفيزي في فلورنسا (مواقع التواصل)
بسبب الأمية في ما يسمى عصر النهضة وما قبله، قامت الكنيسة الكاثوليكية والتجار الأثرياء بتكليف عدد كبير من الرسامين بسرد قصة ميلاد عيسى بن مريم عليهما السلام في لوحات وصور. وكان الرسامون في منافسة مستمرة مع بعضهم البعض للحصول على العقود المربحة للكنيسة، مما ترك تركة كبيرة مما عدوه من روائع الفن الغربي المذهلة التي تسرد مشاهد من قصة ميلاد المسيح. نتناول هنا بعض هذه اللوحات.
البشارة -بوتشيلي (1489)
تقع اللوحة في مساحة 156* 150 سنتيمترا، ونفذت بتقنية التمبرا على سطح خشبي، وتعرض حاليا في متحف أوفيزي في فلورنسا. رسم بوتشيلي اللوحة بتكليف من كنيسة دير سيستيللو بفلورنسا. ونجح بالفعل في رسم لوحة أثارت إعجاب الجمهور على مدار قرون.
رسم بوتشيلي رئيس الملائكة وهو يزور مريم العذراء، ليبشرها بولادة السيد المسيح، وهي تبدو متأثرة، تعلو وجهها علامات الارتياح بسبب طبيعة الأخبار التي تلقتها للتو من رئيس الملائكة.
يبدو العمق مذهل في اللوحة، خاصة في ظلال السماء، والبحر والطريق الذي يظهر من الباب خلفهم، بالإضافة إلى خفة الألوان في وضعيات الشخصيات غير المستقرة، ليشعر المشاهد أن الشخصيات مرتبكة بسبب قوة وجلال البشارة.
حلم يوسف -رامبرانت (1645)
أبدع رامبرانت العديد من اللوحات على مدار 46 عاما، لذلك ليس من المستغرب أن يتغير أسلوبه عدة مرات. لقد نفذ لوحة حلم يوسف عندما كان في الخمسينات من عمره. خلال هذا الوقت تميز رامبرانت بألوان غنية وضربات فرشاة واضحة، ونأى بنفسه عن أعماله السابقة وعن معاصريه.
استخدم رامبرانت الضوء بطريقته الفريدة ليظهر الحالة العاطفية للشخوص باللوحة، خاصة مع القليل من اللمعان على سطح اللوحة. تمثل اللوحة واحدة من القصص التي حدثت بعد ولادة السيد المسيح، حين وصل الحكماء من الشرق وذهبوا لمقابلة الملك هيرودس. أخبرهم المنجمون أن ملكا عظيما قد ولد، فبدأ هيرودس يخطط للتخلص من الطفل، لكن جاء تحذير للقديس يوسف في المنام أن يأخذ الطفل ويهرب إلى مصر.
لوحة حلم يوسف (مواقع التواصل)
مهد المسيح مع القديس فرنسيس
تبرز لوحة مهد المسيح مع القديس فرنسيس لكارافاجيو في بيت لحم، وتحت سقف الحظيرة التي تختفي جدرانها الجانبية في الظلام، اجتمع الرعاة والقديسون لاستقبال المسيح الطفل. مركز الصورة تم تقاسمه بين من جاء لتحية الطفل وهما القديسان فرانسيس ولورانس. أحدهما يمثل الكنيسة والآخر يمثل الرهبنة التي تنتمي لها الكنيسة.
يرقد الطفل في مهده المصنوع من القش وبعض الأغطية البيضاء، وتجلس أمه على الأرض خلفه منهكة تتأمله. يتكلل المشهد بملاك سماوي يحمل في يده لافتة صغيرة كتبت عليها عبارات تمجيد المسيح. تشير يد الملاك اليمنى إلى أعلى كأنه حلقة الوصل بين الأرض والسماء.
لوحة مهد المسيح مع القديس فرنسيس لكارافاجيو (مواقع التواصل)
الرعاة العشاق-الغريكو (1614)
اكتملت هذه اللوحة العام الأخير من حياة الغريكو (1614) بعد أن بدأها عام 1612. رسم اللوحة في الأساس لتعليقها في قبر عائلته ليؤكد عى معتقداته الدينية الكاثوليكية، كما فعل في أكثر من لوحة على مدار حياته، لذا يمكن اعتباره آخر ما يسمونه جيل الرسامين المتدينين العظماء.
تتسم اللوحة بالسمات التي ظهرت في أعمال الغريكو الأخيرة، حيث أصبحت الشخوص أكثر مرونة وحرية، بالإضافة إلى استطالة من نوع ما تبدو بوضوح على الأجساد. وتظهر الأشكال والخطوط ثورية عند مقارنتها باللوحات المعاصرة لها، ويمكن اعتبار الغريكو في هذه المرحلة واضع أسس الحداثة قبل ظهورها بـ 400 سنة.
تتكون اللوحة من مجموعة من الشخوص حول مهد المسيح، ويبدو الضوء كأنه يأتي من المسيح الصغير نفسه، مما يضفي قدرا كبيرا من الشاعرية والطاقة على اللوحة. حركة الأجساد المحيطة بالمسيح مع الملائكة الطائرين حوله، تعطي شعورا حقيقيا بالحركة حول الصغير المسالم المتوهج بالضوء.
لوحة الرعاة العشاق (مواقع التواصل)
سيستين مادونا-رافائيل (1514)
تعتبر لوحة سيستين مادونا واحدة من أشهر أعمال رافائيل. استوحي اسم اللوحة من كنيسة سان سيستو في بياتشينزا في إيطاليا، وقد رسمت لمذبح الكنيسة بين عامي 1513و1514.
يظهر في اللوحة القديسان سيكستون وباربرا، الراعيان لكنيسة سان سيستو، لذلك رسمهما رفائيل بداخل اللوحة التي تظهر فيها السيدة العذراء تحمل طفلها على سجادة، وتطفو به بين السحب، يحيطها سيكستون وباربرا، وفي مقدمة اللوحة من أسفل يوجد ملاكان صغيرا يحدقان في تأمل طفولي حزين.