ثلاثة عقد نفسية رئيسية
ثلاثة عقد نفسية رئيسية يعاني منها المجتمع الذكوري ، في العراق بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام وبنسب متفاوتة ، بحث علمي يستمد قوته من تحليلات ادبية مباشرة لعمالقة الأدب العالمي في القرن العشرين ، وهم كل من الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل عام 1982، والكاتب الغواتيمالي ميغيل أنغيل أستورياس الحائز على جائزة نوبل عام 1967 ، والكاتب البيروي ماريو بارغاس يوسا الحائز على جائزة نوبل عام 2010 .والكاتب الروسي فلادمير نابكوف الذي رشح لنيل جائزة نول عام 1974 لكنه خسرها بسبب بعض التعقيدات الخاصة بمنح تلك الجائزة . ، هذه التحليلات عبارة عن نصوص مباشرة من روائع الأدب
العالمي وأروع ما كتب في القرن العشرين لروايات هؤلاء الكتاب المشار إليهم أعلاه وهذه الروايات هي رواية خريف البطريرك، رواية السيد الرئيس، ورواية حفلة التيس، ورواية لوليتا. هذه الروايات الأربعة مجتمعة ترقى أن تكون بحثا علميا أكاديميا شاملا و متكاملا في علم النفس. حيث أن روايات الكاريبي الثلاث، (خريف البطريرك، السيد الرئيس، حفلة التيس ) جسدت شخصية مهمة شخصية راسخة في ذاكرة الشعوب، لعبت دورا مصيريا في حياة المجتمعات على مر العصور، هذه الشخصية هي شخصية الدكتاتور، القائد أو الزعيم المستبد. ولكون هؤلاء الكتاب كانوا قريبين من هؤلاء القادة المستبدين، وعاشوا ولفترات طويلة وسط تلك المجتمعات التي كانت ترزح تحت الظلم والقهر والخوف، في ظل تلك الأنظمة المستبدة، فقد سجلت ذاكرتهم وأقلامهم كل صغيرة وكبيرة، تتعلق بهذه الشخصيات. بدئا من طفولتهم المبكرة حتى رحيلهم بالموت حتف أنوفهم، أو بالقتل. لذلك فأن هذه الروايات جاءت متناغمة ، مكملة بعضها للبعض الآخر ،وقد شخصت بدقة حالات الانحراف المرضية عند هؤلاء القادة ، بل ابعد من ذلك ركزت تلك الروايات وبشكل واضح ومفصل على الأسباب والظروف الأساسية والتي يعود معظمها إلى زمن الطفولة المبكرة ، والتي نتج عنها هذا الاعتلال في شخصية وسلوك الدكتاتور. وأهمها البؤس، والشقاء، والتشرد، والاضطهاد. فعلى سبيل المثال لا الحصر ، في رواية السيد الرئيس ، والتي تتحدث عن الدكتاتور مانويل استرادا كابريرا الذي حكم غواتيمالا للفترة من 1898 حتى عام 1920 فأن ميغيل انغيل استورياس قد أشار وفي أكثر من مكان ، إلى تلك المعاناة (الحرمان والتشرد والشعور بالاضطهاد ) التي تعرض لها السيد الرئيس في مراحل طفولته ، ظهر ذلك جليا في سلوكه العدواني، والتي تمثل في محاولاته المتكررة في إبادة سكان مدينته أي تلك المدينة التي عاش فيها طفولته ، كذلك فأن ماريو بارغاس يوسا في رواية حفلة التيس والتي تتحدث عن الدكتاتور رفائيل تروخيو الذي حكم جمهورية الدومينيكان للفترة 1930 حتى عام 1961 قد أشار بشكل واضح وصريح إلى مثل تلك الأفعال الانتقامية في سلوكه السلطوي والتي تمثلت في استخدامه الأساليب القذرة في حربه ضد خصومه ، ومنها هو انتهاك شرفهم الرجولي ( أي النيل منهم عن طريق مضاجعة زوجاتهم ) ثم يأتي دور رواية خريف البطريرك حيث أن غابرييل غارسيا ماركيز ، وبواقعيته السحرية ، التي بواسطتها كسر اطر السرد التقليدية ومن خلالها تجاوز حدود الزمكان . إذ أنه لم يتحدث عن دكتاتور بل تحدث عن قضية ، أو حالة مرضية ، جسدها أربعة عشر جنرالا تعاقبوا على السلطة في مسلسل دموي طويل من الموت ، الحياة ، الموت المزيف . القاسم المشترك بين هؤلاء جميعا ، هو أنهم كانوا يعانون الفردية والانعزالية ، وإن جميعهم ولدوا من دون آباء .( ويقصد ماركيز بأن أمهاتهم كن يكسبن قوتهن عن طريق بيع اللذة )أما رواية لوليتا للكاتب الروسي فلاديمير نابكوف وعلى الرغم من أنها تتعلق بشخصية أخرى مختلفة تماما ، إلا أنها جاءت متناغمة مع روايات الكاريبي الثلاث ، وذلك لأن هذه الرواية ، سلطت الضوء من الصفحة الأولى وحتى الصفحة الأخيرة على الجانب الأكثر حساسية في حياة الإنسان إلا وهي فترة المراهقة ، بل أن رواية لوليتا ( والتي هي في الأساس مذكرات كتبها المدعو همبرت همبرت تحت عنوان مذكرات أرمل من الجنس الأبيض ) كشفت بشكل غير مسبوق الدور الذي تلعبه هذه المرحلة المهمة من حياة الإنسان والتي تنعكس بشكل مباشر على حياته وسلوكه الجنسي فيما بعد . وبالتالي فأن هذه الرواية قد كشفت النقاب عن الكثير من الإيحاءات والإشارات والومضات في روايات الكاريبي الثلاث . خاصة تلك المتعلقة بالسلوك الجنسي المشين لهؤلاء القادة المستبدين ، ومنها تلك الومضة السحرية المقتطفة ، من رواية خريف البطريرك والتي يكشف فيها غابرييل غارسيا ماركيز وبشكل لا جدال فيه عن أعراض عقدة همبرتية يعاني منها الدكتاتور ، وذلك من خلال سلوكه المثير للشفقة مع عشيقته مانويلا سانشيز .( فظلت هناك وحيدة تراقبه في ابسط حواسها، سجينة في شرك القدر الذي لم تكن فيه قادرة على قول نعم لهذا المريد البغيض الذي كان يحاصرها. حب الشيخ الذي لا يستحق سوى مستشفى المجانين( فيجيب فلاديمير نابكوف عن الأسباب والتداعيات التي نتج عنها هذا الهوس الجنوني بالقول (اقلب ذكرياتي البائسة بلا رحمة متسائلا طيلة الوقت عما أذا كان التصدع في حياتي قد بدأ في ذلك الصيف السحيق أم هذا الشوق الشديد إلى تلك الطفلة كان أول طريق على فرديتي الانعزالية الوراثية وأنني أذا أحاول أن أحلل نوازع شهواتي ودوافعي وإعمالي فأنني أستسلم إلى نوع من الخيال المتداعي نحو الماضي ، وهو خيال يغذي ملكة المناقشة بما لا يحصى من الأسباب والاحتمالات ، ليجعل من ذلك الماضي شيئا معقدا ، يثير هوسي) وليس هذا فحسب بل أن الكثير من الحقائق التي كشفتها رواية لوليتا ، تعكس وبشكل واضح من أن الحرمان والكبت الجنسي في هذه المرحلة ،له انعكاسات خطيرة على حياة الفرد وسلوكه مستقبلا ،بل أكثر من ذلك استطيع أن اقول فأن الحرمان والكبت الجنسي في هذه المرحلة الحساسة من حياة الفرد تحوله إلى كائن تقوده غريزته الحيوانية المجردة من أي حب وعاطفة . وهذا واضح في الكثير من الايحاءات والإشارات والومضات في هذه الروايات الاربعة ، ومنها هذه المقتطفات من رواية خريف البطريرك ،تلك الكلمات الجريئة لباتريسيو اراغونيس شبيه الرئيس وهو يخاطب زعيمه بالقول (من الأفضل عدم التحدث في ذلك سيدي الجنرال نعم من الأفضل أن يخصى المرء بمطرقة على أن يقلب أمهات على الأرض كما لوان الأمر يتعلق بدمغ عجول بالحديد ، مع فارق كون أولئك الهجينات فاقدات الروح لا ينتفضن على الأقل تحت الحديد وهن لا يركلن ولا يلتوين ولا يتذمرن مثل العجول ، كما أنهن لا يطلقن دخانا من أردافهن ،ولا تشم لهن رائحة شائط ،، وما يطلب من النساء على الأقل الحقيقيات هو أن يتركن أجسادهن أجساد الأبقار الميتة لأداء الواجب مع مواصلة تقشير البطاطا والصراخ برفيقاتهن . أرجوك القي نظرة على المطبخ قليلا حتى أكمل هنا، إن طبخة الرز ستحترق. ليس هناك سواك يعتقد بأن هذه القذارة هي الحب سيدي الجنرال.) (والحقيقة التي أود أن اشير اليها هو أن الكثيرين في مجتمعاتنا لا يدركون مغزى هذه العبارة ) ..... كذلك (و في ساعة القيلولة حين يلوذ بظل المحظيات ويختار أحداهن ثم يثب فوقها من دون أن يعريها أو يتعرى وحتى من دون أغلاق الباب بحيث كان لهاث لا رحمة فيه ، لهاث زوج في حالة استحرام ورنين متقطع صادر عن المهماز الذهبي ، مع تباكيه تباكي الجرو الصغير وذعر المرأة التي تبدد وقت المضاجعة في محاولة صرف نظرات أبنائها الكدرة عنها .) ثم أن ماركيز نفسه في و مضة سحرية اخرى وفي مكان آخر يعلل مثل هذا الانحطاط في السلوك بالقول (وعلى الرغم من خلو النصوص من تلميح عن أصله فقد جرى الاعتقاد بأنه رجل آت من عزلة الصحاري ) وبلا أدنى شك فأن في ذلك أشاره واضحة ، إلى حالة الفردية والانعزالية ، وحياة البداوة التي عانا منها الجنرال في المراحل المبكرة من حياته ، يعبر عنها ماركيز في ومضة أخرى بشكل أدق ، (أشعل الروث على امتداد خمسة أمتار الرواق وحتى الحجرات الخاصة ، اشتم رائحة الدخان وعادت به الذاكرة ،إلى طفولة غامضة قد تكون طفولته ،وكانت لا تأتي من جديد ، الا في تلك اللحظة ذاتها عندما يبدأ الدخان في الارتفاع .لكنه ينساها مباشرة .) .
بالإضافة إلى ذلك. فأنا قمت باستطلاع آراء الكثير من الإفراد ، بمستويات مختلفة من شرائح المجتمع ، ولكن ليس حسب مفهوم استطلاع الآراء التقليدي ، بل هو في الواقع عبارة عن جلسات حوار أو نقاش يسودها الصراحة والصدق ، قد يكون مثل هذا الحوار مع فرد ، وأحيانا مع مجموعة . من الأصدقاء أو أشخاص أقابلهم في طريق السفر. واعتقد أن استطلاع الآراء بالطريقة الرسمية التقليدية أي ( ما رأيك في الحالة كذا ؟ ) لا يجدي ولا ينفع في مثل هذه المسائل الحساسة في حياة الفرد، والتي أعتاد فيها الكثيرون على المراوغة، أو الكتمان، وعدم الصراحة. لهذا السبب رأيت من الأفضل هو الحوار أو النقاش الهادئ، والذي أركز فيه أولا على كسب ود وثقة الشخص ومن ثم وبشكل تدريجي أخوض في هذه الجوانب الحساسة من حياته التي لها علاقة مباشرة في هذه البحث ..والذي اثأر دهشتي في هذا الجانب هو أن أغلب الأشخاص الذين حاورتهم كانوا يبدون أكثر مودة و تجاوبا وحماسا ، في اللقاءات التالية ، بل كان البعض منهم يحاول بشتى الوسائل أن يجر الحديث للخوض مجددا في مثل هذه المواضيع ، وأنا أعتقد في أن السبب من وراء ذلك ، هو أن هذه المواضيع الحساسة بالنسبة للكثيرين هي بمثابة خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ، أو هي مناطق محرمة لا يجوز الخوض فيها .وبمجرد أن يجد الحرية ، والثقة والتفهم ويبدأ في البوح بها ، فانه سوف يشعر بعد ذلك بأنه قد أزاح عن كاهله عبئا ثقيلا . ينتج عنها تلك الرغبة المتجددة في البوح في المزيد. وأحد الأمور المهمة التي تناولها الاستطلاع ، هو أن الفتاة في مجتمعاتنا وخصوصا في السنوات الأخيرة ،بعد ثورة الانترنيت والستالايت لا تكاد تخرج إلى الشارع إلا وتربصت بها النظرات المفترسة من كل مكان ومن مختلف الأعمار ، وقد أكد لي كثيرون بهذا الشأن من أنهم لا يستطيعون مقاومة تلك الرغبة . بل أن بعض منهم أكد لي من أنه لا يستطيع كبح جماح رغبته أحيانا في الا لتفات إلى الوراء والقاء نظرة من زاوية اخرى . وإذا كان البعض لا يجد حرجا في التعبير عن ذلك بشكل علني ، فأن في المقابل هناك من يريد أن يختلس النظر دون أن يراه أحد ، فهو من جهة لا يستطيع مقاومة تلك الرغبة الملحة ، ومن جهة أخرى يريد أن يظهر بمظهر اللامبالي ، كي يراعي المزاج العرفي التقليدي العام ، الذي فرضته تقاليد المجتمع و معتقداته ، من أنها لا تعني له شيئا . وهذا يكشف وبشكل ملفت للانتباه واحدة من أكثر حالات التصدع في مجتمعاتنا العربية الناتجة عن هذا الفصام المستمر ، وهذا الرياء المتواصل ،لمثل هذا النوع من السلوك والذي احد إفرازاته مقولة أجعلها بقرة . وأحد الاسباب الجوهرية التي تقف وراء هذا النوع من السلوك هو الحرمان والكبت الجنسي في سن المراهقة ، وهذا قد بدا واضحا لي من خلال المعلومات التي حصلت عليها من خلال استطلاع الآراء وهي أن نسبة الذين مارسوا العادة السرية في حياتهم تتجاوز ̸̥ ̊̊̊100 والمثير للدهشة فأن البعض منهم قد اكد لي من أنه قد استمر في ممارسة العادة السرية حتى بعد الزواج ......بالمقابل فقد وصلتني أكثر من رسالة ، وقد شكا لي أكثر من صديق جميعهم يشكون من أن المنغص الوحيد لعيشهم الهنيء هو البرود الجنسي لزوجاتهم ، وأن البعض منهم قد وصل به الامر حد الاستجداء احيانا . وأنا أرى الامر ليس برودا جنسيا ، بل هو في الواقع غياب التوافق الجنسي ، وتقف وراء ذلك عدة اسباب سنتطرق اليها في هذا البحث .
لقراءة البحث بالكامل أضغط هنا
للامانة منقول بتصرف من https://www.facebook.com/profile.php?id=100003235811472