لبنان.. مسارات تتأرجح بين الفراغ والمجهول



مع اقتراب دخول العام الجديد، دخل لبنان مرحلة الفراغ السياسي، في انتظار تغلّب التأليف الحكومي على العراقيل الماثلة. يستقبل لبنان العام بحكومة تصريف أعمال يسابق رئيسها المكلّف سعد الحريري الوقت لإنجاز المهمة المستعصية. جاء الإعلان عن مغادرة الحريري لبنان في جولة خارجية تليها أخرى عائلية، ليعكس عقم محاولات ولادة الحكومة قبل نهاية العام، وسط ترقّب لدخول فرنسي مباشر مطلع 2021، على خطّ أزمة التأليف.

على بعد أيام من مطلع العام، يبدو لبنان أمام واقع صعب أكثر من أي وقت مضى، ففي ظل الفشل الذي صبغ آخر المحاولات لتأليف الحكومة الجديدة قبل أيام، ووسط التخبط، ضج المشهد السياسي بالتساؤلات عمّا ستسفر عنه التطورات الداخليّة، وفيما إذا كان من الممكن بعد تعويم أي محاولة جديدة لتشكيل الحكومة بعد مطلع العام، أم أنّ الأمور ذاهبة في اتجاه نفق بلا ضوء في نهايته.

لا أحد يراهن على انفراج حكومي وشيك، فيما سيحمل العام الجديد كل الإرث الثقيل للعام 2020، فالمشهد اللبناني برأي مراقبين، مفتوح على المجهول. وأكّدت مصادر مطلعة لـ «البيان»، أنّ لبنان يسير وبخطى متسارعة في أحد اتجاهين نقيضين، إما نحو تسوية ما ‏أو مزيد من التأزّم، دون سقف أو ضوابط، لاسيّما أن الأمور لن تقف عند حدود تأليف حكومة، بل ستتخطّاها إلى تقاطع مختلف التناقضات الداخلية والخارجية، ومعها كل المغامرات والرهانات، لتصل إلى نتيجة من اثنتين: إما إعادة ترميم المنظومة الحاكمة برعاية دولية مباشرة، بما يشمل إصلاحات مفروضة من الخارج، وإما الذهاب نحو الفوضى الشاملة، على حد قول المصادر.

يوشك 2020 على الرحيل وما من مؤشرات على تحركات سياسية داخلية جديدة من شأنها تحريك مسار التأليف الحكومي، بعدما صبغ المناخ السلبي مقرّي رئاسة الجهورية ورئاسة الوزراء، عقب تفجّر السجالات الحادة بينهما قبل أيام. ويرى محللون سياسيون، أن الرهان على إعادة تحرّك المبادرة الفرنسية، عقب تعافي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من فيروس كورونا، لا يمكن أن يستقيم ما لم تظهر بوادر تغيرات حقيقية في موقف الفريق المعطل لتأليف الحكومة.