إن للصمت ، وبالأخص إذا كان من جهة مسؤولة ، أثرٌ كبير وفعال في الكثير من الموارد والمواقف فيكون أثره أبلغ من الفعل في نفس المقابل سواء المتكلم أو المُستمع لهُ فيما إذا كان الكلام ليس لهُ أهمية تُذكر لا على الجانب الدُنيوي ولا على الجانب الآخروي والذي يعود بالمضرة على نفسه وعلى الآخرين ، فأن الصمت هُنا يقطع الطريق على الأستمرار بما يحمل الأضرار فهو ترفعٌ من الجهة المسؤولة من جهة وفعلٌ من جهةٍ أخرى ...... ولكن !!!
من جانبٍ آخر فأن الصمت يكون أبلغ في إعطاء المُقابل مُسوغ ومبرر للتمادي بأفعال مضرة ليس بالفرد نفسه فحسب بل بالآخرين ، فيما إذا كان المقابل سائراً في طريق الضلالة .. فكما أن الصمت في الموقف الأول يُعطي إنطباعاً لدى المتكلم أنهُ عليه التوقف ومراجعة نفسهُ ، فأن الصمت في الموقف الثاني يُعطي إنطباعاً لدى الذي يفعل ما يسوء لنفسه ولغيره بالمشروعية بما يقوم به .. فأن الصمت هُنا ليس ترفعاً فضلا عن أنهُ يكون
أبلغُ في الضرر .!! فيغدو الصمتُ حينها ظُلمٌ ليسَ إلا ...
قيلَ في الحكمةِ أن الصمتَ فعلُ النُبلاء
إن غدا القولَ جِهاراً فيهِ فُحشٌ وبِذاء
فهوَ ردعٌ وصلاحٌ لعقولِ الجُهلاء
فيكون الصمتُ نُطقٌ ليس صمت الضُعفاء
ليس في الصمتِ صلاحٌ إن غدا الصمتُ إنزواء
إن صمتاً ليسَ في غيرِ محله هو فعلُ الجُبناء