الحزن الأكبر ...
لايعني وجعا في فراق الأحبة أو عسر يخنق المسامات..، أو تجارة خسرتها... أو حتى عافية فرّت من جسدك.. ليس هذا البته
فللحزن أمهات كثيرة لكن له أبّ واحد
يجمع كل الآلام في صلبه
الحزن الأكبر هو فقدان الدين والوطن... فالدين مُقرّر المصير السرمدي...والوطن مقرر الإنتماء الشامل....الدين والوطن...هما سر الحزن الحقيقي
لأن ماعداهما هو مشيئة الله والقدر....ذاك لااعتراض على حكمه..بينما مايؤلمنا ويحزننا مشيئة البشر في خذلان محتواه الإنساني وقيمه وهويته
وطني العراق ممزق..مُتخلّف....عليل
بائس..منهوب الثروات..مُفرهد..لماذا
لأننا سمحنا لطغمةجاهلة عميلة
ولصوص محترفين ان يلقون بوطننا في بئر الإهانة والعوز والتخلف ويينفذون برامج واجندة وسيناريوهات اقليمية
ودولية لطمسه وخنقه ودماره....تحالف معهم بإسم الدين من جعلوا من دين الله
وسيلة خداع لغايات دنيوية.....فضاع الوطن وسًلب الدين....هذا هو الحزن الاكبر...مدعي الدين باتوا طبقة راقية على حساب مطيتهم الفقراء والجهلة
الحزن الاكبر....ان ترى الغالبية جاهلة وصوت الاحرار لا صدى له في بئر الألم والضياع....غالبية تائهة سكرى في خمر الشعارات البراقة الكاذبة..كلٌ يعبد صنمه الرمزي...
الحزن الّاكبر... أن نجعل من رموز البطولة والإباء والتضحية والحرية كحسين السبط....شعارات خاوية من محتوى التضحية والرسالة
الحزن الآكبر....أن نُصفّق لجلادنا ونهوّس لقاتلنا..ونقبّل أيادي سارقنا