بِنْتُ مَنْ أُمُ مَنْ حَلِيلَةُ مَنْ *
ويْلٌ لِمَنْ سَنَ ظُلْمَهَا وأَذَاهَا
لا نَبِيُ الهُدَىَ أُطِيعَ ولا *
فاطمةٌ أُكْرِمَتْ ولا حَسَنَاهَا
ولأي الأمور تدفن سرا *
بضعة المصطفى ويعفى ثراها
عظم الله أجوركم باستشهاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام
اللّهُمَّ صَلِّ عَلي فاطِمَةَ وَ اَبيها وَ بَعْلِها وَ بنيها وَالسِّرِّ الْمُسْتَوْدَعِ فيها بِعَدَدِ ما اَحاطَ بِه عِلْمُک
سوء الخلق
وهو: انحراف نفساني، يسبب غلظة الإنسان وشراسته، فيكون متصفا بالعصبية والغضب والعناد لأتفه الأسباب، وكذا الاعتداء على الناس بالضرب والشتم والتهديد، وغير ذلك من الصفات القبيحة، وهو عكس حسن الخلق (1).
التعليقة رقم (1): عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من صبر على سوء خلق امرأته أعطاه الله من الأجر ما أعطى أيوب (ع) على بلائه، ومن صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية بنت مزاحم. ( مكارم الأخلاق).
ولسوء الخلق آثاراً سيئة، ونتائج خطيرة في الدنيا والآخرة: فهو سبب لتشويه سمعة المتصف به، والحط من كرامته واحتقاره، وهو سبب أيضا لقطع الروابط الاجتماعية ـ فيكون شخصا منبوذا ومرفوضا في المجتمع، يكرهه الناس ـ لأن الناس تنجذب نحو المعاملة اللينة والكلمة الطيبة، وتنفر من المعاملة الخشنة والكلمة القاسية، ولربما كان سوء الخلق سببا للازمات النفسية والجسمية، وحسبك في خسته قول الله عز وجل لنبيه(ص): «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك».
هذا في الدنيا، وأما في البرزخ فضيق القبر (2) وشدة أهواله، وفي الآخرة عذاب شديد.
التعليقة رقم (2): ذكر بأن: سعد بن مَعاذ أحد صحابة الرسول الأعظم (ص)، عند وفاته مَشى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه في جَنازته، حتَّى إنَّه حملها على كتفه عِدَّة مِرَّات، وحفر القبر بنفسه، وشَقَّ له اللحد ودفنه فيه، فلمَّا وجدت أُمُّ سعد ذلك غبطته على تلك المنزلة، فقالت: يا سعد، هنيئاً لك الجَنَّة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أُمَّ سعد! مَه! لا تجزمي على ربِّك؛ فإنَّ سعداً قد أصابته ضَمَّة وعندما سُئل عن سبب ذلك؛ قال: إنَّه كان في خُلقه مع أهله سوء.
فمن اجل ذلك حذرت منه الروايات:
فعن النبي(ص): «عليكم بحسن الخلق، فانّ حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق، فان سوء الخلق في النار لا محالة».
وعنه (ص): (إن العبد ليبلغ من سوء خلقه أسفل درك جهنم).
وعن الإمام الصادق(ع): «إن شئت أن تُكرم فلن، وأن شئت أن تهان فاخشن».
وعنه(ع): «إنّ سوء الخلق ليفسد العمل كما يُفسد الخل العسل»،
ومن اجل تطهير النفس من هذا الخلق السيئ عليه:
• أن يتذكر مساوئ سوء الخلق وأضراره، وأنّه باعث على سخط اللّه تعالى، ومقت الناس ونفرتهم من سيء الخلق.
• أن يتذكر فضائل حسن الخلق، وما ورد في مدحه، من روايات أهل البيت (ع).
• الترّيث في كل ما يصدر عنه من قول أو فعل، مستهدياً بقول الرسول (ص): «أفضل الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه».
• وعليه أن يرسم البهجة على وجهه، وأن يتعامل مع الناس بالكلمة الطيبة والأخلاق الفاضلة.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
عبد العزيز جمعة ( ابو احمد )، متمنيا لكم دوام السعادة والصحة والرشاد.