أعلنت وزارة الصحة الفرنسية الجمعة تسجيل أول إصابة بطفرة فيروس كورونا المستجد التي ظهرت في بريطانيا، فيما تبدأ غدا الأحد دول الاتحاد الأوروبي التطعيم ضد فيروس كورونا الذي أجبر المطاعم في الولايات المتحدة على إغلاق أبوابها.
وقالت الوزارة في بيان إن المصاب مواطن فرنسي يقيم في بريطانيا ولم تظهر عليه أعراض الإصابة بكوفيد-19، وأضافت أنه عاد من لندن في 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ليتبين بعد يومين أنه مصاب بالمرض، مشيرة إلى أن هذه أول حالة من الطفرة الجديدة من "كوفيد-19" تسجل في فرنسا.
وتؤكد دراسة نشرت الخميس عبر الإنترنت لكنها لم تصدر بعد في مجلة علمية، أن هذه السلالة الجديدة معدية أكثر من السلالات القديمة بنسبة تتراوح بين "50% و74%.
وكانت ألمانيا سجلت إصابة أولى بهذه الطفرة لدى امرأة وصلت على متن طائرة من لندن، كما سجّل لبنان إصابة مماثلة لدى شخص عاد أيضا على متن رحلة جوية من لندن.
وأمس الجمعة أعلنت وزارة الصحة الفرنسية عن تسجيل 159 وفاة، و20 ألفًا و262 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19″، خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
وتسبب الفيروس بوفاة مليون و743 ألفا و187 شخصا في العالم، وأصاب أكثر من 79 مليونا و300 ألف شخص منذ ظهور المرض نهاية ديسمبر/كانون الأول 2019، بحسب تعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية الجمعة.
الشاحنات عالقة في بريطانيا قبل توجهها إلى فرنسا (وكالة الأناضول)
التطعيم بأوروبا
أوروبا التي تعد الأكثر تضررا في العالم، سجلت أكثر من 25 مليون إصابة بفيروس كورونا المستجد، ومن المفترض أن يبدأ الاتحاد الأوروبي الأحد حملات التطعيم.
وكانت أوروبا أولى المناطق التي تجاوزت عتبة نصف مليون وفاة بحلول 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، دخل 61 لقاحا مرحلة التجارب على البشر -من بينها 16 لقاحا في المرحلة الأخيرة من التجارب- وعلى خط موازٍ، يتمّ تطوير 172 لقاحا آخر.
وبريطانيا -حيث رُصدت السلسلة الجديدة- من بين الدول التي سجلت أكثر من ألف إصابة يومية خلال الأيام السبعة الماضية.
وعقب الإعلان عن اكتشافها في المملكة المتحدة، دفعت الخشية عشرات الدول إلى قطع الرحلات الجوية والبحرية والبرية معها بداية الأسبوع، ما سبب فوضى في تزويد البلد ببعض السلع الطازجة.
وقد علق آلاف السائقين في بريطانيا بمنطقة دوفر -المرفأ البريطاني الرئيسي على بحر المانش- وأمضوا عيد الميلاد في شاحناتهم، ثم خضعوا لفحص الكشف عن "كوفيد-19" وانطلقوا عائدين إلى دولهم.
ونشر الجيش البريطاني 1100 عسكري في المنطقة للمساعدة في إجراء الفحوص وتوزيع المياه والغذاء.
إعادة فرض الحجر
ورغم حملة التطعيم في الاتحاد الأوروبي الأحد، فقد أعيد فرض حجر في النمسا وأيرلندا وإيطاليا خلال أعياد نهاية العام.
وستكون إيطاليا، أكثر دول أوروبا تضررا من الفيروس (70 ألف وفاة)، في ظل حجر حتى 6 يناير/كانون الثاني، ويشمل تقييد التنقل.
أما أيرلندا والنمسا فتعيشان الحجر الثالث، حتى مع السماح لأكثر من 400 محطة تزلج بالنشاط.
وتغلق الدانمارك الجمعة متاجرها غير الضرورية، وتدخل تدابير جديدة حيز التنفيذ في كيبك، بينها إجبارية العمل من المنزل وغلق المتاجر غير الضرورية حتى 11 من الشهر المقبل.
وفي أميركا اللاتينية، بدأت المكسيك وتشيلي وكوستاريكا، حملات التطعيم بعد تسلمها أولى الدفعات من الجرعات الأولى من لقاح "فايزر- بيونتك" (Pfizer-BioNTech).
وتسلمت الأرجنتين ثاني دولة رخصت استخدام اللقاح الروسي "سبوتنيك-في" (Sputnik V)، بعد روسيا البيضاء، 300 ألف جرعة ويُفترض أن تبدأ التطعيم الأسبوع المقبل.
إغلاق مطاعم أميركا
وقد أجبرت جائحة كورونا، مطاعم الولايات المتحدة الأميركية وخاصة مدينة نيويورك، على إغلاق أبوابها بسبب إجراءات الوقاية.
وبحسب معطيات أعلنها اتحاد المطاعم الوطنية في الولايات المتحدة، يصل عدد المطاعم التي ستغلق أبوابها حتى نهاية العام الجاري في البلاد 100 ألف مطعم.
ويتسبب إغلاق المطاعم بتداعيات خطيرة على شريحة واسعة من عمال المطاعم، حيث تتوقع التقديرات أن يصل عدد العاطلين عن العمل في هذا القطاع 3 ملايين شخص.
ومن الناحية الاقتصادية، فستصل خسائر قطاع المطاعم في الولايات المتحدة، حسب التوقعات، إلى 240 مليون دولار، وتضطر مطاعم نيويورك الشهيرة، إلى إغلاق أبوابها بسبب الإيجارات الباهظة جدا للمحلات التجارية.