الحرب الكلامية بلغت ذروتها مع حملة فيسبوك الإعلامية التي استمرت يومين ضد آبل (وكالات)
تسببت الاحداث الأخيرة بين عملاقي التقنية آبل (Apple) وفيسبوك (Facebook) -حول الإعلانات الموجهة ونظام تشغيل آيفون الجديد الذي يحذر المستخدمين من هذه الإعلانات- في تزايد التوتر الموجود منذ مدة بين الشركتين والتي كان آخرها التساؤلات حول صحة إزالة فيسبوك علامة التوثيق من على أحد حسابات آبل على شبكة التواصل الاجتماعي.
انتهاك خصوصية
وقدم تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل صفعة على الممارسات التجارية لمنافسي شركات التكنولوجيا الكبرى، خلال خطاب حماسي بمؤتمر الخصوصية في بروكسل في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وقال كوك "كل يوم، تتداول مليارات الدولارات، وتتخذ قرارات لا حصر لها، على أساس ما نحب ونكره، وأصدقاؤنا وعائلاتنا، وعلاقاتنا ومحادثاتنا. رغباتنا ومخاوفنا وآمالنا وأحلامنا. وأضاف "قصاصات البيانات هذه، كل واحدة غير ضارة بما فيه الكفاية بمفردها، يتم تجميعها وتوليفها وتداولها وبيعها بعناية".
ورغم أنه لم يذكر فيسبوك بالاسم، ولكن كان من الواضح أن شركة مارك زوكربيرغ كانت أحد الأهداف. فقد أنشأ الأخير إمبراطوريته عن طريق جمع بيانات مستخدميها لتزويد نظام الإعلانات المستهدف. وتجاوزت إيراداتها 20 مليار دولار بالربع الأخير، يأتي نحو 99% منها من الإعلانات.
وكان الخطاب واحدا في سلسلة من اللكمات المتتالية التي وجهها كوك لزوكربيرغ لنحو عقد من الزمن. حيث تعود التوترات بين فيسبوك وآبل إلى بدايات آيفون، والسعي للسيطرة على الموجة التالية من الحوسبة.
الخدمات المجانية
وتسلط الحرب الكلامية، على مدى العقد الماضي، الضوء على الاختلاف الأساسي في الرأي بين العملاقين حول كيفية القيام بالأعمال التجارية على الإنترنت.
من وجهة نظر فيسبوك، الإنترنت هو الغرب المتوحش، مع وجود العديد من المنصات المتنافسة التي تقدم خدمات مبتكرة مجانًا. قد لا تدفع مقابلها مالا، ولكنك تسمح بتتبع بياناتك وتعبئتها حتى يتمكن المعلنون من عرض السلع التي تهمك وترغب في شرائها، كل ما تتصفح موقعا أو تدخل تطبيقا.
من وجهة نظر آبل، يعد الإنترنت مجرد امتداد لثورة الحوسبة الشخصية التي ساعدت الشركة في بدايتها بالثمانينيات، وهاتفك هو أكثر الأجهزة الشخصية على الإطلاق. ويجب أن تعرف ما الذي ستفعله الشركات بالمعلومات التي يتم جمعها من خلال هذا الهاتف قبل مشاركتها.
We believe users should have the choice over the data that is being collected about them and how it’s used. Facebook can continue to track users across apps and websites as before, App Tracking Transparency in iOS 14 will just require that they ask for your permission first. pic.twitter.com/UnnAONZ61I
— Tim Cook (@tim_cook) December 17, 2020
نظام تشغيل آيفون سبب التوتر
وبلغت الحرب الكلامية ذروتها مع حملة فيسبوك الإعلامية التي استمرت يومين ضد شركة آبل.
وهاجمت الحملة التغيير الوشيك في نظام تشغيل آيفون المصمم لتنبيهك عندما يتتبع أحد التطبيقات بياناتك الشخصية مثل الموقع وسجل التصفح، والذي تستخدمه شركات مثل فيسبوك لاستهدافك بإعلاناتها.
وزعم موقع فيسبوك أن خطوة آبل تهدف لسحق الشركات الصغيرة التي تعتمد على تلك الإعلانات الموجهة للوصول إلى عملائها عبر الإنترنت. كما حذر من أن خطوة آبل ستجبر صانعي التطبيقات على التوقف عن تقديم تطبيقات مجانية مدعومة بالإعلانات لعملائهم.
وبدلاً من ذلك، سيتعين عليهم فرض رسوم على العملاء من خلال الاشتراكات الرقمية أو الرسوم الأخرى.
ورُسمت لشركة آبل -من قبل فيسبوك- صورة في الحملة تظهر تحكمها الكامل في قواعد نظامها، مما يؤدي للضغط على الشركات الصغيرة وإجبارها على الدخول في نموذج مدفوع، ستقتطع منه آبل جزءا من أرباحها.
وقدم فيسبوك تلك الرسائل في إعلانات الصحف، ومنشورات المدونات، ومنصات مواقع التواصل، وموقع "ويب" المعروف بضمه لأصحاب الأعمال الصغيرة الذين يستخدمون فيسبوك للإعلان.
حقيقة إزالة علامة التوثيق
وسبب هذا التوتر سوء فهم بين متابعي صفحة آبل الرسمية على فيسبوك، عندما لاحظ المتابعون عدم وجود علامة توثيق المعروفة على الصفحة وظنوا أن فيسبوك قامت بإلغاء علامة التوثيق.
وكشف فيسبوك حقيقة حذف علامة توثيق "آبل" حيث أكد لوحدة التحقق بشبكة الجزيرة "سند" أنه لم يتم إزالة علامة التوثيق الزرقاء عن صفحة شركة آبل على الموقع الأكثر شهرة عالميا.
وأضاف في رسالته البريدية التي خص بها "سند" أن صفحة آبل لم تكن موثقة من قبل حتى تتم إزالة العلامة الزرقاء عنها.
الرسالة التي بعثها فيسبوك لخدمة "سند"