يقوم هارالد هاس بإجراء الأبحاث في موقعين مختلفين، فهو يعمل كأستاذ في معهد الاتصالات الرقمية في جامعة ادنبره في اسكتلنده، و في نفس الوقت يشغل منصب أستاذ فخري في جامعة بريمن. وهناك قواسم مشتركة بين الجامعتين، وهي اعتماد اللغة الإنجليزية حصرا كلغة للتخاطب، ووجود جنسيات من بلاد العالم المختلفة. وهذا ينطبق على الطلاب الذين يشرف عليهم هارالد هاس، والذين يبلغ عددهم حوالي عشرة. فهم ينحدرون من بلدان عديدة، منها الهند والصين ورومانيا ومصر وبلغاريا وألمانيا.
تقنية مبتكرة
في بريمن، يتم التركيز على الأشعة تحت الحمراء كوسيلة لاتصالات ولنقل البيانات، وذلك على عكس ادنبره، حيث يتركز الاهتمام على الضوء الأبيض. ويُعتبر هاس من أبرز الباحثين في هذا المجال، ويقود أيضا بنفسه الجهود الرامية لتسويق تقنيته المبتكرة. إن الشركة التي أسسها لهذا الهدف ستتولى مهمة بيع جهاز الإرسال والاستقبال المزدوج Transceiver، الذي لا يزيد حجمه عن رأس الدبوس. وعبر هذا الجهاز سيتسنى نقل البيانات بواسطة الضوء.
وقد حاول هاس إقناع الشركات الكبيرة بدمج جهاز الإرسال والاستقبال الجديد في الطائرات والهواتف الذكية أو مصابيح (LEDالمصابيح الثنائية الباعثة للضوء)، أو أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي. وقد لقي استجابة بالفعل من بعض تلك الشركات. والمبدأ الذي تقوم عليه هذه التقنية بسيط: إذ تعمل مصابيح LED الحديثة على إظهار أشعة ضوئية يتعذر رؤيتها بالعين المجردة، وتلك الأشعة قادرة على نقل المعلومات التي يمكن استقبالها بواسطة محطة إرسال واستقبال مركبة. ويمكن لهارالد هاس إثبات أن الضوء قادر على التحدث، الأمر الذي يمكن أن يمثل ثورة في عالم نقل البيانات، وبالتالي ستتوفر طرق الاتصال اللاسلكي في كل مكان وبسرعة أكبر من تلك التي تعودنا عليها أثناء واجدنا في المنزل أو المكتب.
تقنية المستقبل
وقريبا جدا قد تتبادل السيارات التحذيرات بشأن الاختناقات المرورية أو الحوادث، أو قد نتمكن من الدخول إلى شبكة الإنترنت بسهولة وبدون مشاكل، أثناء تحليقنا بالطائرات أو خلال السفر بالقطارات السريعة. إن الأبحاث الجارية في الوقت الراهن في جامعتي أدنبره وبريمن ستغير حياتنا بشكل جذري. وكما يقول هارالد هاس “الاتصالات عبر الضوء المرئي Visible-Light-Kommunikation ستؤدي إلى ارتباط أوثق بين البشر والآلات”.