❞ الفصل الثاني
وآه إن في «ضمير الطبيعة» وفي المعنى المستتر في الهاء والياء لسرًّا من الحب تتجدد في الناس معانيه المُعضلة كأن فيه حياة غريبة تغذوه بتلك المعاني، فهو في علم الروح كالروح نفسها في علم الإنسان.
وإذا تناولته نفس المحب وطَفِقت تعالجه رأيت المحب ذاهلًا كأنه حي بلا نفْس، وآنست من نظره عمقًا بعيد الغور كأنه الطريق الذي مرت منه نفسه؛ فهل يمكن أن يكون في يقظة هذا الإنسان نوع من الحلم؟
لقد غفلتُ الآن عن نفسي هنيهة أو هي غفلت عني؛ فما نبَّهني إلا اضطراب ينتفض له قلبي كأن حواسي كلها نهضت تستقبل روحي وقد انقلبت من سفر طويل تحف بها الحاشية العريضة من الأفكار والآمال. ❝