مبادرة لدعم الطلبة اللاجئين السوريين في الأردن
المصدر: عمّان ـ ماجدة أبو طير
التاريخ: 21 ديسمبر 2020
أيام محدودة ويتقدم طلبة الثانوية العامة للامتحان التجريبي، الذي يشكل بالنسبة لهم نقطة تحول مهمة ومحطة ينتظرونها على فارغ الصبر، فهذه الامتحانات تعد بوابة تفصل من لديهم القدرات لاستكمال المشوار وصولاً إلى الامتحانات الأساسية التي تفتح لهم أبواب الجامعات بتخصصات حلموا فيها منذ الطفولة.
الطلبة السوريون في مخيمات اللجوء كمخيم الزعتري وغيره يستقبلون هذا الامتحان بخوف وقلق على مصيرهم المستقبلي أكثر من غيرهم، فالظروف التعليمية ازدادت سوءاً، والتعليم عن بعد لم يستطع إيصال الأفكار كما هو المطلوب والمرجي منه، فالتفاعل فُقد، وأصبح الطالب يؤجل الأسئلة التي تراوده إلى حين يجد الشخص المناسب للمساعدة.
ومن هنا انطلقت مبادرة «نعم نستطيع» لمساعدة الطلبة المقبلين على امتحان التوجيهي التجريبي والأساسي والذين لا يستطيعون طلب دروس خصوصية أو الالتحاق بأكاديميات متخصصة.
يقول الطالب محمد نور أبو جيش وهو أحد المشاركين في المبادرة إن «جائحة كورونا أثرت كثيراً على الأوضاع المادية للأسر التي تعاني فعلياً قبل الجائحة، وأصبح من الصعب جداً أن يلجأ الطالب إلى المعلم الخصوصي الذي يحتاج على الساعة ما يقارب 7 دنانير، لهذا ارتأينا أن نساند بعضنا البعض في هذه الفترة وأن نطرق أبواب شبكة الإنترنت للبحث عن الدروس والاستفادة من أسئلة السنوات الأخيرة، ويتم تبادل هذه الدروس من خلال نسخها على أجهزة الحاسوب والاطلاع عليها».
يضيف أبو جيش قائلاً إن «المبادرة مكونة في أغلبها من الطلبة الباحثين عن العلم والراغبين فيه والذين يتطلعون إلى المستقبل بترقب رغم الظروف الصعبة». وتابع: «استفاد من هذه المبادرة ما يقارب 15 طالباً، ومن يرغب بأي معلومات نستطيع تقديم المساعدة له، ففريق المبادرة مكون من خبرات متعددة في مجالات تهم الطلبة، إضافة إلى الطلبة أنفسهم، ونحاول جاهدين أن نزيد عدد المستفيدين منها، ولكن في المخيم تواجهنا مشكلة شبكة الإنترنت المتقطعة، وهذه المشكلة أثرت على قدرتنا على البحث وأيضاً أثرت على مدى تعاطينا مع التعليم عن بعد».
ويشير أبو جيش إلى أن معظم الطلبة يواجهون مشكلات في مواد عدة مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها، هذه المواد التي تحتاج فعلياً إلى التواصل والتعليم الوجاهي بين المعلم والطالب، حتى لا تتراكم الأسئلة ويصبح عددها كبيراً، وخاصة أن هذه المواد مبنية على بعضها البعض وأي سوء فهم أو عدم تمكن سيشعر الطالب بالقلق.
ويختم أبو جيش حديثه لـ«البيان» قائلاً: «يجب علينا أن نتكافل وأن نضع أيدينا معاً حتى نتجاوز الصعاب، إن الطلبة السوريين يدركون أهمية التخصص الجامعي ورغم أن المنح الدولية قليلة ومحدودة إلا أن هنالك رغبة في التعليم وصناعة الذات والمستقبل، وألا يبقى رهين الظروف التي مررنا فيها، الطلبة المشاركون والمنتفعون في المبادرة مستوياتهم مختلفة ولكنهم جميعاً يطمحون بالذهاب إلى الجامعة، أنصح كل شاب لديه معلومة ألا يجعلها حبيسة وأن يطلقها لمساندة من هم يحتاجونها كالطلبة وغيرهم، الذين ينتظرون كل معلومة بشغف وانتظار».