تبلغ قيمة لوحاتهن ملايين الدولارات.. فنانات تركن بصماتهن في الفن التشكيلي
لوحة عند الإفطار للرسامة الروسية زيناديا سيريبرياكوفا (مواقع التواصل)
لا تحظى السيدات بشهرة واسعة في عالم الفن التشكيلي على غرار الرجال، لكن بعضهن امتلكن مواهب استثنائية وتركن بصمات لا تُمحى.
وفي هذا التقرير الذي نشره موقع "ماري كلير" (MarieClaire.ru) في نسخته الروسية، تسلط الكاتبة ساشا بارينوفا الضوء على عدد من تلك الأسماء المبدعة التي تباع لوحاتها اليوم بملايين الدولارات.
فريدا كاهلو (1907-1954)
تقول الكاتبة إن الرسامة المكسيكية الشهيرة فريدا كاهلو كانت شيوعية غريبة الأطوار، ولم تحقق شهرتها إلا قبل وفاتها بمدة وجيزة.
ونجت كاهلو عندما كانت في مقتبل العمر من حادث سير خطر، وخضعت لأكثر من 30 عملية جراحية، لكن ذلك لم يكن عائقا أمام إبداعها في عالم الفن التشكيلي.
وجذبت اللوحات الذاتية التي كانت ترسمها لنفسها إعجاب الفنان دييغو ريفيرا الذي تزوجها وأصبح مصدر إلهامها ورفيقها في مسيرتها الفنية حتى مماتها، وكانت جل إبداعاتها الفنية بعد زواجها منه.
وعاشت كاهلو حياة قصيرة حيث توفيت عن عمر ناهز 47 عاما، وتبلغ قيمة لوحاتها الآن ملايين الدولارات.
لم تحقق الرسامة المكسيكية فريدا كاهلو شهرتها إلا قبل وفاتها بمدة وجيزة (مواقع التواصل)
بيرت موريسو (1841-1895)
ولدت بيرت موريسو في عائلة برجوازية فرنسية عام 1841 ببلدة بورج وسط فرنسا، وكانت مولعة بالرسم منذ نعومة أظفارها وامتلكت موهبة استثنائية، على عكس شقيقتها إيدما التي لم تحقق نجاحا يذكر في هذه المهنة.
وكانت بيرت معروفة لدى عظماء الرسامين في عصرها، مثل كلود مونيه وبيير أوغست رينوار وألفريد سيسلي، وقد تزوجت من إدوارد مانيه أحد رواد المدرسة الانطباعية.
وتقول الكاتبة إن بيرت تجنبت الجرأة في لوحاتها زمنا طويلا بسبب طبيعة شخصيتها وتربيتها المحافظة، لكنها تخلّت عن تحفّظها وأصبحت جريئة ومواكبة للعصر في سبعينيات القرن الـ19.
ماري باشكيرتسيف (1858-1884)
تُعرف ماري باشكيرتسيف أساسا من خلال مذكراتها التي تُرجمت إلى جميع اللغات الأوروبية وأعيدت طباعتها مرات عدة، ولا تزال تلك المذكرات التي ألفتها الفتاة الروسية التي قضت جلّ حياتها في المهجر، تحظى بشعبية واسعة إلى اليوم.
وكانت ماري أول فنانة روسية تُعرض لوحاتها في متحف اللوفر في باريس، وأشهرها على الإطلاق لوحة "جون وجاك"، لكن معظم تلك اللوحات فُقد أثناء الحرب العالمية الأولى.
وحسب الكاتبة، فإن ماري كانت تملك موهبة استثنائية في الرسم، كما كانت تتمتع بقدرات صوتية ممتازة وتتقن لغات عدة، لكنها لم تبرز كل مواهبها لأن الموت فاجأها في سن الـ25 إثر إصابتها بمرض السل في باريس.
أنجيليكا كوفمان (1741-1807)
في أواخر القرن الـ18 تمكنت الرسامة السويسرية من فرض موهبتها في مجال يسيطر عليه الذكور، وأصبحت من أعلام المدرسة الكلاسيكية.
وفي ثمانينيات القرن الـ18 سلكت أنجيليكا كوفمان طريق الشهرة في أنحاء أوروبا بفضل "بورتريهات" النبلاء والعائلات الملكية. وأصبحت لوحاتها التاريخية عن الأساطير الكلاسيكية نماذج مستخدمة على نطاق واسع في الفن الحديث، ومنحتها شهرة لم يحظ بها كثير من كبار الرسامين.
وكانت أنجيليكا والرسامة الإنجليزية ماري موسر المرأتين الوحيدتين من بين الأعضاء المؤسسين للأكاديمية الملكية للفنون في لندن سنة 1768، وبقيت قرنا ونصف القرن المرأة الوحيدة التي تحظى بعضوية الأكاديمية.
تمكنت الرسامة السويسرية أنجيليكا كوفمان من فرض موهبتها في مجال يسيطر عليه الذكور (مواقع التواصل)
زينايدا سيريبرياكوفا (1884-1967)
وُلدت الرسامة الروسية زيناديا سيريبرياكوفا في عائلة فنية، حيث كان جدها مهندسا معماريا، ووالدها رساما ونحاتا، وخالها ألكسندر بونوا فنانا وناقدا معروفا، فسارت على خطاهم.
تزوجت زينايدا دون موافقة عائلتها، وأُجبرت على الرحيل إلى فرنسا مع زوجها، وتركت ابنها الصغير في روسيا، قبل أن تلتقي به مجددا بعد 36 عاما.
ومن المفارقات -كما تقول الكاتبة- أن الفنانة التي تباع لوحاتها حاليا بمبالغ خيالية عاشت في فقر مدقع واضطرت إلى رسم لوحات تحت الطلب لكسب القوت، وكانت مع ذلك تهدي كثيرا منها للزبائن دون مقابل.
وقد حظيت موهبة الرسامة الروسية بالتقدير لأول مرة عندما كانت في الـ26 من عمرها، إذ عُرضت لوحاتها خلال النسخة السابعة من معرض اتحاد الفنانين الروس، لكنها لم تتمكن من الحضور، ولم تعد أبدا إلى موطنها بعد أن هاجرت إلى فرنسا.
وتُعرض اليوم، في "غاليري تريتياكوف" بموسكو، لوحة "عند الإفطار" التي رسمت فيها زينايدا أطفالها جالسين إلى الطاولة، وتُعد من أفضل لوحات الأطفال في تاريخ الفن التشكيلي.
جورجيا أوكيف (1887-1986)
يقول منتقدو هذه الرسامة الأميركية إنها تخفي وراء لوحاتها الكثير من الإيحاءات الجنسية، ولا يرى كثيرون أنها تملك موهبة استثنائية.
وفي الواقع تركّز أوكيف في لوحاتها على الزهور الضخمة، وأعضاء الزهرة الأنثوية التي تحمل البذور، وتعتمد كثيرا على الظلال والتنوع المفرط في الألوان. وتقول أوكيف إنها لا تفضّل رسم الزهور، لكنها تفعل ذلك لأنها لا تكلّفها شيئا (على عكس العارضات).
وفي العام الماضي بيعت لوحتها "داتورا" المعروفة أيضا بلوحة "الزهرة البيضاء رقم واحد"، في مزاد سوذبيز بنيويورك مقابل 44.4 مليون دولار، مسجّلة رقما قياسيا لأسعار اللوحات التي رسمتها نساء.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة τοиa❥
