حمزة نمرة بعد عامين من الغياب يعود بألبومه الجديد "مولود سنة 80" (مواقع التواصل)
أطلق المطرب المصري حمزة نمرة أول أغاني ألبومه الجديد بعنوان "مولود سنة 80″، حيث قدمها على منصات مواقع التواصل الاجتماعي ويوتيوب الأربعاء، مع الوعد بطرح أغنيتين جديدتين كل أسبوع، ليتصدر موقع يوتيوب في مصر محققا أكثر من مليون مشاهدة في يوم واحد، رغم بعض الانتقادات التي وجهها جمهوره لكلمات ولحن الأغنية الجديدة.
ويعود نمرة لجمهوره بعد عامين من صدور ألبومه الأخير "داري يا قلبي" عام 2018، الذي شهدت أغنيته الرئيسية نجاحا كبيرا، رغم إطلاقها من محل إقامته في لندن.
ويكاد يكون نمرة أحد أكثر مطربي مصر إثارة للجدل، لينضم لقائمة من الفنانين المصريين الذين اضطروا لهجر وطنهم خوفا من سلامتهم، كعمر واكد وخالد أبو النجا وبلال فضل.
ولد نمرة في المملكة العربية السعودية في 15 من نوفمبر/تشرين الثاني 1980، وتخرج في كلية التجارة جامعة الإسكندرية عام 2003.
اهتمام موسيقي مبكر
بدأ نمرة اهتمامه بالموسيقى منذ الصغر، والتحق بفريق الموسيقي نبيل البقلي عام 1999، ليقدم معه الكثير من العروض الموسيقية كمغن وعزف للغيتار، قبل أن يستقل نمرة عن الفريق ويبدأ مشروعه الغنائي.
جاءت البداية الحقيقية لنمرة مع ألبوم "احلم معايا" عام 2008، الذي لاقى نجاحا بين أوساط الشباب الذين وجدوا بين أغانيه نوعا جديدا يختلف عن السائد حينها، حيث يتحدث نمرة عن الأمل والحياة ويعيد تقديم أغاني التراث بصوته العذب.
إنسان ما بعد ثورة يناير
وشهد العام 2011 إطلاق نمرة لألبوم "إنسان" عقب ثورة يناير/كانون الثاني، مفعما بطاقة إيجابية هائلة مشبعة بروح يناير، ليحقق نجاحا كبيرا تزامنا مع الحرية الكبيرة في التعبير التي شهدتها مصر، وأذيعت أغانيه في الفضائيات ومحطات الإذاعة المصرية، وحقق انتشارا كبيرا في الشارع المصري والعربي.
بصوت يملؤه الحماس والأمل والقوة غنى حمزة نمرة في أغنيته "الميدان" ارفع راسك أنت مصري.. أنت واحد من اللي نزلوا في الميدان.. ارفع راسك أنت مصري.. أنت واحد من اللي وقفوا في اللجان".
وعبر عن إنسان ما بعد ثورة يناير في أغنيته "إنسان"، كما عبر عن الغربة في بلاد الخليج في أغنيته "التغريبة"، وغنى لمصر في "بلدي يا بلدي" مستوحيا إياها من التراث الشعبي، قائلا "معروف في الكون مقامك.. في حروبك وفي سلامك.. وابنك لو مات عشانك.. بيموت فرحان يا بلدي".
منع أغانيه في مصر
وفي خضم حالة من الصراع والتخبط والدم تسود الشارع المصري، أطلق نمرة أغنيته "وأقولك إيه" قبل أيام من ذكرى ثورة يناير عام 2014، عبر بها عن حبه لمصر وخوفه عليها ورفضه للكراهية والقتل واعتزازه بثورة يناير، في وقت تم تصنيف الكل فيه إما مؤيدا أو معارضا للنظام، ليوجه دعوته للمصالحة الوطنية "طريق الكره أخرته إيه.. وهي قلوبنا ماتت ليه.. ما بينا شيطان.. أملنا يا وطن خلصان.. محدش (لا أحد) فينا مش خسران.. ولا مجروح".
في نوفمبر 2014 أصدرت الإذاعة المصرية قرارا بمنع إذاعة أغاني حمزة نمرة، لتكون البداية لسلسلة من المضايقات التي طالت صوت الثورة المصرية، قبل أن تصدر نقابة الموسيقيين قرارا بمنعه من الغناء.
وعلق حمزة في تغريدة على تويتر "ربنا يعلم أنا عمري ما غلطت في حق حد ولا أسأت لحد، حتى لو حد ظلمني، باسكت (أسكت) وما بأدخلش (لا أتدخل) في أي سجالات أو معارك لأن دي طبيعتي، اللي هيبقى للإنسان هو السمعة الحسنة، ربنا يكتبها لنا جميعا".
حمزة نمرة: أنا لا أقدم فنا سياسيا أصلا ما أقدمه هي أغنيات اجتماعية وإنسانية (مواقع التواصل الاجتماعي)
لا أقدم الفن السياسي
وينفي نمرة أي اتهامات باستخدامه السياسة في أغانيه، ويقول في حوار صحفي "أنا لا أقدم فنا سياسيا أصلا، ما أقدمه هي أغنيات اجتماعية وإنسانية، تتحدث عن موضوعات بمنظور واسع ومعان مطلقة. والمتلقي هو من يحدد كيف يفهمها ويتأثر بها ويتذوقها. الفن دائما متعدد الأوجه وهذا أعظم شيء فيه. وهذا أيضا ما يجعل أغنيات مثل أغنيات "خالد الذكر" سيد درويش لا تزال تعيش بيننا الآن رغم اختلاف الأزمنة والظروف التي جعلته يبدعها. هذا الفن كما أفهمه".
أغنيات تراثية
وفي 2016 بدأ نمرة مشروعه الجديد لتسجيل أغنيات تراثية من بلاد عربية مختلفة بتوزيع موسيقي حديث، حيث نقل إقامته إلى لندن، وهو ما اعتبره البعض هروبا من ملاحقة النظام المصري الحاكم له، وهو ما نفاه نمرة نفيا مطلقا لأنه لم يخطئ كي يخاف من الاعتقال.
وفي فبراير 2018 أطلق ألبومه الجديد "هطير من تاني"، والذي أذيعت أغنيته "داري يا قلبي" قبل يومين من ذكرى تنحي الرئيس الراحل حسني مبارك وانتصار ثورة يناير، وعبرت الأغنية عن حالة الحزن والشجن التي يعاني منها جيل ثورة يناير ونمرة نفسه بعد 7 سنوات من الثورة، قائلا "بتودع حلم كل يوم… تستفرد بيك الهموم وكله كوم والغربة كوم … والجرح كبير".
وبعد عامين من الغياب، يعود نمرة بألبومه الجديد الذي طرحه الأربعاء الماضي عبر منصات التواصل الاجتماعي بعنوان "مولود سنة 80″، الذي ستتوالى أغانيه كل أسبوع، متناولا حالة الاضطراب التي يشعر بها جيل الثمانينيات، ومواصلا مشروعه الغنائي المميز الذي لا ينافسه فيه أحد.