إدراج القدس في قائمة التراث الإنساني العالمي جاء عبر طلب تقدم به الأردن
أكد كريم أندريه هنديلي مستشار منظمة اليونسكو للتراث العالمي والثقافة أن مدينة القدس القديمة وآثارها تعتبر حالة خاصة وتنطبق عليها كل الآليات التي تعنى بالمواقع التراثية العالمية وتجب المحافظة عليها.
وأضح الخبير المكلف من قبل مركز التراث العالمي بالإشراف على إعداد استبيان خاص بدول منطقة الخليج العربي لإعداد تقريرها الدوري الثاني لمواقع التراث العالمي، أن خصوصية القدس في التراث العالمي تأتي من كونها لا تتبع لأي دولة.
وأشار في حديث خاص بالجزيرة نت إلى أن إدراج القدس في قائمة التراث الإنساني العالمي جاء عبر طلب تقدم به الأردن إلى لجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، مضيفا أنها حالة خاصة على كل المستويات.
ويشارك الخبير هنديلي في حلقة عمل وطنية لإعداد استبيان للتقرير الدوري الثاني لمواقع التراث العالمي للمنطقة العربية نظمتها وزارة التراث والثقافة العمانية بمسقط من 11 إلى 13 أبريل/نيسان الجاري. وتمهد هذه الحلقة لعقد حلقة عمل إقليمية حول نفس الموضوع نهاية الشهر الحالي بدولة قطر.
كريم الهنديلي مستشار اليونسكوللتراث العالمي والثقافة
معايير التصنيف
وحول معايير تصنيف المواقع التراثية على أنها مواقع عالمية، أوضح هنديلي للجزيرة نت أن اتفاقية التراث العالمي حددت مجموعة من المعايير أهمها ضرورة توفر "القيمة العالمية الاستثنائية" التي تجعل للموقع ميزة وقيمة تفوق المستوى الوطني للدولة التي يوجد بها حتى يصبح جزءا من التراث الإنساني العالمي.
وحدد هنديلي تلك المعايير بأنها تبلغ عشرة معايير تصنف الموقع المراد إدراجه على أنه مثال فريد لعبقرية الإنسان وإنجازه وإبداعه مؤكدا أهمية استجابة الموقع لعيار هام يسمى بيان الأصالة والسلامة.
ويجري إعداد الاستبيان بدول المنطقة العربية تنفيذا للمادة 29 من اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي لعام 1972 وبناء على قرارات لجنة التراث العالمي حول التنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم للبدء في مراحل إعداد الدورة الثانية لتقارير مواقع التراث العالمي في الوطن العربي.
ويتضمن الاستبيان 114 سؤالا وينقسم إلى قسمين الأول يشتمل على أسئلة عامة عن واقع التعامل مع اتفاقية التراث الثقافي والطبيعي العالمي لعام 1972 في كل دولة، أما الثاني فيتضمن أسئلة مباشرة عن كل موقع من مواقع التراث العالمي.
حسن محمد اللواتي مدير الآثار والمتاحف بوزارة التراث العماني
المرحلة الثانية
وقال المدير العام للآثار والمتاحف بوزارة التراث والثقافة العمانية حسن محمد علي اللواتي للجزيرة نت إن المنطقة العربية هي الأولى في العالم التي تبدأ في تقديم تقارير المرحلة الثانية عن آثارها المدرجة في قائمة التراث العالمي.
وأوضح أن هذا الاستبيان أحد أدوات إعداد تلك التقارير مشيرا إلى أن لجنة التراث العالمي أوجدت مجموعة من الأدوات لمراقبة المواقع المسجلة على القائمة العالمية ولمعرفة أوضاع الدول الأعضاء في اتفاقية حماية التراث العالمي.
يشار إلى أن مواقع التراث الإنساني العالمي في المنطقة العربية تشمل مواقع في فلسطين المحتلة مثل مدينة القدس وأسوارها القديمة والبلدة القديمة في عكا. وكذلك مسعدة ضمن قرى الجولان المحتل، وفي الأردن توجد البتراء وقصر عمرة وأم الرصاص، وفي العراق مدينة الحضر وآشور وقلعة الشرقاط وآثار سامراء.
وفي لبنان صنفت جبيل وبعلبك ضمن الآثار العالمية وفي السعودية مدائن صالح. وفي سوريا دمشق القديمة ومعالم تدمر وبصرى وحلب القديمة. وفي اليمن صنعاء القديمة ومدينة زبيد وشبام وأرخبيل سقطري. وفي مصر أهرامات الجيزة وأبو سمبل ودير سانت كاترين وطيبة ووادي الحيتان وأبو مينا في الصحراء الغربية.
وفي الجزائر صنفت قلعة بني حماد ومدينة تمقاد وبلدية القصبة ومدينة تيبازة ومدرج جيميلة. وفي تونس مدينة القيروان ومدينة سوسة ومحمية إشكل وقصر الجم وآثار كركوان. وفي المغرب مدينة وليلى الأثرية وقصر آيت بن حدو ومدينة الجديدة ومدينة الصويرة.
وفي ليبيا جبال أكاكوس ومدينة لبدة الكبرى وغيرها. وفي البحرين قلعة البحرين. أما في عُمان فصنفت قلعة بهلاء كأول المناطق الأثرية التي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي واعتمدتها اليونسكو محمية ثقافية.