مع التقدم في السن وبعد تجاوز سن الأربعين قد تبدأ بالشعور وكأنك بحاجةٍ إلى أذرعٍ أطول لقراءة الصحيفة أو قائمة الطعام في المطاعم، وإن كنت قد بدأت تشعر سلفاً بالأمر فأنت تُعاني غالباً من طول البصر الشيخي.
ما هو طول النظر الشيخي؟
طول النظر الشيخي هو الفقد الطبيعي لقدرة العين على التركيز على الأشياء القريبة وهو حالةُ تحدث نتيجة التقدم في السن، يبدأ معظم الناس بملاحظة آثار طول النظر الشيخي بعد سن الأربعين فيُصبح من الصعب عليهم رؤية الحروف الصغيرة بوضوح عند قراءة الكتب أو الرسال النصية على الهاتف.
إنّ طول البصر الشيخي هو حالةٌ لا يمكن تجنبها حتى وإن كنت لم تُعاني من أي مشاكل في الرؤية من قبل، وحتى الأشخاص الذين يُعانون من قصر البصر سيُلاحظون أنّ رؤيتهم للأشياء القريبة أصبحت مشوشة رغم أنّهم يرتدون نظاراتهم المعتادة التي كانت تُساعدهم على تصحيح النظر.
رغم أنّ طول البصر الشيخي يُعتبر حالةً طبيعية ترافق التقدم في العمر إلا أنّه قد يكون حدثاً هاماً ويحمل آثاراً عاطفية لأنّه يُعتبر من علامات التقدم في السن التي لا يمكن تجاهلها أو إخفاؤها. [1]

أعراض طول النظر الشيخي
لا يحدث طول البصر الشيخي بشكل مفاجئ بل تتطور الحالة بشكل تدريجي بعد سن الأربعين ومن أهم أعراض طول البصر الشيخي:
ظهور الكلمات بشكل غير واضح عند القراءة من مسافة كانت القراءة منها مريحةً في السابق. الحاجة إلى حمل الأشياء التي تريد قراءتها أو ملاحظة تفاصيلها في مسافةٍ أبعد عن عينيك حتى تتمكن من رؤيتها بوضوح. الحاجة إلى وجود نور أكثر سطوعاً للرؤية بوضوح (لأنّ الضوء الساطع يضيق الحدقة مما يغير من تركيز الضوء على شبكية العين). صعوبة القراءة في الأوقات المتأخرة من الليل أو عندما تكون متعباً أو مجهداً. الشعور بعدم الراحة في العين أو الشعور بالتعب أو الشعور بالنعاس عند العمل على أشياء قريبة بسبب إجهاد عضلات العين التي تعمل على تغيير شكل العدسة. الشعور بالصداع كنتيجة لتوتر عضلات العين. [2]
أسباب طول النظر الشيخي
عندما تكون شاباً تكون عدسة العين مرنة نسبياً فتكون أكثر قدرةً على تغيير طولها وشكلها بمساعدة حلقةٍ من عضلات العين المحيطة بها، فهذه العضلات تستطيع تغيير شكل عدسة العين بسهولة في فترة الشباب لتلائم الصور القريبة والبعيدة.
مع التقدم في العمر تبدأ العدسة والعضلات المحيطة بها بفقدان المرونة وتتصلب ببطء، نتيجة لفقدان المرونة تُصبح عدسة العين غير قادرة على تغيير شكلها أو على الانقباض لتلائم رؤية الأشياء القريبة مما يؤدي شكل تدريجي إلى فقدان القدرة على تزكيز الضوء بشكل مباشر على الشبكية.
ولكن رغم أنّ العامل الأساسي هو التقدم في السن إلا أنّ هناك بعض العوامل التي تلعب دوراً هي الأخرى مما يجعل البعض يلاحظون طول البصر الشيخي أكثر من غيرهم، حيث يمكن لبعض الأمراض أن تزيد من خطر الإصابة بطول البصر الشيخي ومن أهمها:
فقر الدم أمراض القلب أمراض السكري أو صعوبة استقلاب سكر الدم مد البصر أو طول البصر التصلب المتعدد الإصابة بصدمة العين أو أحد أمراض العين قصور الأوعية الدموية
يمكن أيضاً لبعض الأدوية أو المواد أن تقلل من قدرة الهين على التركيز على الصور القريبة مثل:
الكحول أدوية القلق الأدوية المضادة للاكتئاب مضادات الهيستامين مضادات الذهان مضادات التشنج مدرات البول
وأخيرا يجب القول أنّ طول البصر الشيخي قد يرتبط بالجنس فالنساء أكثر عرضةً للإصابة به من الرجال، كما أنّ الاعتماد على نظام غذائي غير صحي أو إجراء جراحة في العين يمكن أن تزيد من أخطار الإصابة. [3]
علاج طول النظر الشيخي
على الرغم من عدم وجود أي علاج لطول النظر الشيخي إلا أن هنالك بعض الطرق لتصحيح النظر ومنها:
نظارات القراءة: يمكنك أن تستخدم نظارات القراءة الرخيصة التي يمكن الحصول عليها من الصيدليات أو المتاجر فهي يمكن أن تُساعدك على قراءة الكلمات الصغيرة. النظارات ذات العدسات متعددة البؤر: يُفضل الكثيرون استخدام النظارات متعددة البؤر وخاصة الأشخاص الذين يرتدون نظارةً بالفعل ولا يريدون حمل نظارتين، هذه النظارة هي نظارة ذات عدساتٍ بوصفتين مختلفتين بحيث يكون الجزء العلوي من العدسة مخصصا لرؤية الأشياء البعيدة والقسم السفلي مخصصا للنظر للأشياء القريبة والقراءة. نظارات ذات عدسات تقدمية (Progressive lenses): هذه النظارات شبيهة بالنظارات ذات العدسات متعددة البؤر ولكن بدلاً من أن تكون العدسة مكونة من قسمين مختلفين يكون هناك انتقال تدريجي في العدسة. العدسات اللاصقة وتتضمن نوعين الأول هو العدسات اللاصقة متعددة البؤر والنوع الثاني هو التقليدي بحيث يكون لديك عدسة لرؤية الأشياء القريبة وأخرى لرؤية الأشياء البعيدة. [4] عمليات الليزر بحيث يتم إنشاء رؤية أحادية فتكون هناك عين لرؤية القريب وأخرى لرؤية الأشياء البعيدة، كما يوجد جراحة لزراعة عدسة صناعية بعد إزالة عدسة العين الطبيعية. [3]