النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

❞ حديث القمر تأليف مصطفى صادق الرافعي ❝ ‏٣

الزوار من محركات البحث: 13 المشاهدات : 175 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: August-2020
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 6,695 المواضيع: 190
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 10952
    آخر نشاط: منذ يوم مضى
    مقالات المدونة: 2

    ❞ حديث القمر تأليف مصطفى صادق الرافعي ❝ ‏٣

    ❞ وحسب مثل هذا عقابًا (بليغًا) في رَجْع أمره أنه لا يزال ينشر أذنيه على البلاغة طمعًا فيها وهو موقن باليأس منها، وذلك ضرب من المطمع لا تُبتلى النفوس بأشد منه، حتى إن نفس الأثيم الذي أنسلخ من الفضيلة لتَقَرُّ على كثير من أنواع العذاب ولا يعذبها شيء كرؤية هذا المجرم للفضيلة في غيره وهو يعرف أنه لن يستطيع أن يحرزها لنفسه.



    البلاغة التي حار العلماء في تعريفها على كثرة ما خلَّطوا لا تعدو كلمتين: قوة التصور، والقوة على ضبط النسبة بين الخيال والحقيقة؛ وهما صِفتان من قُوى الخلق تقابلان الإبداع والنظام في الطبيعة، وبهما صار أفراد الشعراء والكُتَّاب يخلقون الأمم التاريخية خلقًا، ورب كلمة من أحدهم تلدُ تاريخ جيل.



    فإذا مُسخ التصور في الإنشاء فجاء كتصدُّر المريض، وثرد الخيال فذهب كخيال المجانين، وأدير الإنشاء بعد ذلك على أنه بليغ، فاعلم أنها بلاغة العصور الذاهبة في الإنحلال بآفات الاجتماع ❝

    ❞ وأمراضه، فيكون طابعها في اصطلاح مرضًا من نفسها؛ ولقد فشا ذلك في العربية حوال القرن الخامس للهجرة إلى عهدنا، فثَمَّ عالم من الشعراء والكتَّاب بلا شعر ولا كتابة.١



    وما البليغ إلا ذلك الذي لا يستطيع أن يؤتيك طبائع الأشياء — التي تجعلها — في غيرُ صورها، ثم أنت لا تعرفها من كلامه إلا في صورها، فكأنه ناسب بين قوتها وضعفك بصناعته وسحره؛ إذ يمازجها بخيال قوي كالعقل يوازن ضعفَك، وحقيقة ضعيفة كالقلب توازن قوتها؛ وهو لا يتسلط على طبيعتها إلا بتصوره، ولا يستهوي طبيعتك إلا بقدرته على ضبط النسبة بينك وبينها.



    فالبلغاء هم أرواح الأديان والشرائع والعادات، وهم ألسنة السماء والأرض، وإذا شهد عصر من العصور أمة ليس فيها بليغ فذلك هو العصر الذي يكون تاريخًا صحيحًا لأضعف طبائع الأمم. ❝

    وأمراضه، فيكون طابعها في اصطلاح مرضًا من نفسها؛ ولقد فشا ذلك في العربية حوال القرن الخامس للهجرة إلى عهدنا، فثَمَّ عالم من الشعراء والكتَّاب بلا شعر ولا كتابة.١



    وما البليغ إلا ذلك الذي لا يستطيع أن يؤتيك طبائع الأشياء — التي تجعلها — في غيرُ صورها، ثم أنت لا تعرفها من كلامه إلا في صورها، فكأنه ناسب بين قوتها وضعفك بصناعته وسحره؛ إذ يمازجها بخيال قوي كالعقل يوازن ضعفَك، وحقيقة ضعيفة كالقلب توازن قوتها؛ وهو لا يتسلط على طبيعتها إلا بتصوره، ولا يستهوي طبيعتك إلا بقدرته على ضبط النسبة بينك وبينها.



    فالبلغاء هم أرواح الأديان والشرائع والعادات، وهم ألسنة السماء والأرض، وإذا شهد عصر من العصور أمة ليس فيها بليغ فذلك هو العصر الذي يكون تاريخًا صحيحًا لأضعف طبائع الأمم. ❝


    ❞ وكتبت هذه المقالة وبحسبي منها أن يكون عند الحقيقة ذُخرها، وعند الجمال شكرُها، وعند الله أجرُها.




    ١ستظهر فلسفة هذا التاريخ مبسوطة في موضعها من المجلد الثالث من كتابنا «تاريخ آداب العرب» عند القول على الإنشاء العربي وأساليبه وتاريخه. ❝

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    ام ﺣۦﻤّۦـﯛدي
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الدولة: العرآق _مـيسـآن
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 70,477 المواضيع: 2,203
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 40340
    مزاجي: حسـب آلظـروف
    أكلتي المفضلة: آلسـمـگ
    موبايلي: كلكسي Ã12
    مقالات المدونة: 2
    يسلموو

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انثى مخمليةة مشاهدة المشاركة
    يسلموو
    نورتي

  4. #4
    مشرف مُنتدَى الشّعرِ الشّعبي
    تاريخ التسجيل: December-2015
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,913 المواضيع: 222
    التقييم: 9346
    آخر نشاط: منذ أسبوع واحد
    رائعة بالذوق

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال