من المهرجان الدولي لآلة القانون العام الماضي
يشارك الموسيقي المغربي منصور قليعي في الدورة الخامسة من المهرجان الدولي لآلة القانون بالرباط، وهو الموعد السنوي الذي يجمع عشاق القانون من دول عربية مختلفة.
مشاركة منصور هذا العام مختلفة وبعيدة عن حرارة اللقاء المباشر مع الجمهور، بعدما قررت إدارة المهرجان تنظيم هذه الدورة بصيغة افتراضية مراعاة للظروف الصحية الراهنة.
يقول منصور للجزيرة نت إن الآلات الموسيقية لا ينبغي أن تستكين للصمت بسبب ظروف الجائحة، بل ينبغي أن تساهم بدورها في تجاوز هذه الأزمة، وصنع لحظات الفرح والحلم لدى الناس.
للمسرح سحره وهيبته بالنسبة للعازف المحترف منصور، فالتفاعل المباشر مع الجمهور ينعش روح الموسيقي ويدفعه للإبداع، ومع ذلك فإنه يرى أن على الموسيقيين والفنانين بشكل عام استثمار الوسائل المتاحة للوصول إلى الناس في كافة الظروف، في أوقات الضراء كما كانوا يفعلون في أوقات السراء.
ويضيف "في هذا الجو المشحون بآهات الناس ومخاوفهم، تحاول آلة القانون أن تنطق بلا كلمات وتزرع الأمل في الجمهور رغم التباعد الجسدي، وهذا تحدٍ كبير تواجهه".
عبد الناصر مكاوي مدير مهرجان آلة القانون الدولي خلال افتتاح المهرجان عبر الصيغة الافتراضية (الجزيرة)
القانون يوحّد القلوب
سعت مؤسسة رياض القانون في الرباط -المنظمة للمهرجان الدولي لآلة القانون- إلى الحفاظ على موعد لقائها السنوي مع عشاق هذه الآلة، ونظمت دورتها الخامسة بدعم من المديرية الجهوية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، وبمشاركة عازفين مرموقين من لبنان ومصر وليبيا والجزائر والمغرب، تحت شعار "آلة القانون توحد القلوب".
وعبر الشاشات، أبدع العازفون بأصابعهم التي التحمت مع سلطان الآلات الموسيقية، وحلقوا بجمهورهم في رحلة على أنغام الفرح والأمل والصمود والتحدي.
يقول مدير المهرجان عبد الناصر مكاوي للجزيرة نت إن للفن دورا في كسر الشدائد والتخفيف على الناس وسط الإكراهات والضغوط التي تثقل عليهم، وأضاف "الناس في هذه الجائحة بحاجة أيضا إلى الفن لأنه يخاطب الوجدان والأحاسيس، وهذا أهم دواء يحتاجونه".
ومن صالون بيته في العاصمة الرباط، أعلن العازف عبد الناصر مكاوي انطلاق المهرجان، وافتتحه بتوشية الاستهلال من التراث الأندلسي.
بدا الأمر غريبا لوهلة بالنسبة له، فالفنان -كما يؤمن- يكون في قمة حيويته وإبداعه عندما يواجه الجمهور مباشرة، لكنه أمام هذا الواقع المستجد يرى أن على الفنان ألا يتوقف عن الإبداع والعطاء، وعليه أن يؤدي واجبه ويتواصل مع الناس بشتى الوسائل.
صورة من المهرجان الدولي لآلة القانون العام الماضي (الجزيرة)
توسيع قاعدة الجمهور
ومكّنت هذه الدورة الافتراضية -بحسبه مديرها- من توسيع قاعدة الجمهور داخل المغرب وخارجه، بعد بث العروض وفقرات المهرجان عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا التفاعل جعل المنظمين يفكرون بجدية في الجمع بين الجانبين الواقعي والافتراضي في الدورات المقبلة للمهرجان.
ويشارك في هذه الدورة أطفال تتراوح أعمارهم بين 11 و12 سنة من ليبيا والمغرب ولبنان، وينبّه عبد الناصر بإقبال الأطفال في المغرب والعالم العربي على تعلم آلة القانون العريقة رغم ما يقال عن صعوبتها، لافتا إلى أن هدف مؤسسة رياض القانون هو الحفاظ على هذه الآلة الموسيقية، ونشرها وطنيا ودوليا، ووضع برامج ومناهج أكاديمية خاصة لتعليمها للأجيال الصاعدة.
وخلال النسخ الأربع السابقة من المهرجان، شارك 164 عازف قانون يمثلون 10 دول في فعالياته بمسارح الرباط.
وتمضي مؤسسة رياض القانون بخطى حثيثة لجذب الجمهور للاهتمام بهذه الآلة، واستضافة عازفين محترفين من مختلف الدول العربية لتقاسم التجارب الإبداعية، آملة في أن تصبح الرباط عاصمة الأنوار مركزا موسيقيا يستقطب عشاق هذه الآلة عبر العالم، وجسرا للتواصل بين الشعوب العربية.
هدف مؤسسة رياض القانون هو الحفاظ على هذه الآلة الموسيقية ونشرها وطنيا ودوليا
مهرجانات الافتراضي
وبسبب ظروف الجائحة، أعلنت مهرجانات دولية بالمغرب إلغاء تنظيم دوراتها هذا العام، من بينها المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ومهرجان موازين إيقاعات العالم بالرباط، بينما جنحت أخرى للتنظيم الرقمي سعيا منها لمواجهة الجائحة بالفن كما أعلنت.
ومن هذه المهرجانات مهرجان الفيلم المغاربي في وجدة، ومهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، ومهرجان أكادير الدولي للسينما والهجرة، والمهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، ومهرجان آسا للسينما والصحراء، ومهرجان الأندلسيات الأطلسية بالصويرة.
وأمام إغلاق دور السينما، قرر المركز السينمائي المغربي إيجاد بديل خلال فترة الطوارئ الصحية، فعرض عبر موقعه الإلكتروني حوالي 98 فيلما شاهده ما يناهز 900 ألف شخص في أزيد من 100 دولة، حسب تقرير لوزارة الثقافة.