بين جدران الجهل
وبيوت من شقاء
عاش أهل تلك القرى
بعضهم ظالم متكبر
والأغلب مظلوم منقهر
لم يتسلل ضياء الشمس إلى باطنهم أبدًا
يقتلون.. يسرقون..
يتباهون بصفات النمرود وفرعون وقارون
حتى أن الجنين لم يرحموه
فإن كان كما لا تشتهي أنفسهم
-بتفاخر- حيًا دفنوه
كان لا بد للمستضعفين من ملاذ.. وأمان..
هم في فطرتهم يشعرون بوجود الله
لكنهم في بيئة تقدس الأصنام
وتعبد عدة آلهة معًا
أحبوا اللجوء في الليل الحالك إلى إله
غير اللات والعزى
تطلبه الروح ولا تجده
بكوا كثيرًا.. ناجوا وتضرعوا بصمت
بعجز.. بحزن..
ما من سبيل في هذا السجن الخانق إلا الموت
لكنهم صبروا وأخلصوا النداء
توجهوا بحب إلى السماء
يا ساكنًا في أعماقنا ولا نعرفك
أغثنا من شرار خلقك
نحن نريد أن نحيا بعزة وكرامة
طالت النجوى
وسالت العبرات سخية كالمطر
كل بحجرته منزوٍ خائف
من عاقبة المصير بين عصابة سوء
لا تضمر للضعفاء إلا السوء
حينها شملتهم رحمة واسعة
استجيبت الدعوات
وتألقت الإشعاعات
من عالم السماوات
إلى دنيا الظلمات
ها هو الكوكب الدري
بعثه الله رحمة ونعمة
بشخصه المبارك
وإسمه النوراني
وخلقه العظيم
وحبه الجميل
ذاك النبي الأكرم محمد
نجم الوجود الألمع
والذي في السماء اسمه أحمد
بوجوده بزغ النور في كل مكان
ذاك الحبيب الذي علمنا معالم ديننا
في قرآن أوحي إليه بكرة وأصيلا
ذاك الصادق الأمين
ذاك الأب الروحي لكل مؤمن اهتدى
اليوم نحيي ذكرى شهادته الأليمة
محمد.. أحمد.. طه..يس.. مصطفى..
مهما تنشقنا من عبق أريجه
مهما عشقنا طهر خصاله
لن نؤدي ذرة من حقه العظيم علينا
ويكفيه فخرًا
أن الله وملائكته يصلون عليه.. دائمًا أبدا
فيا عشاقه انهلوا من عذب معينه
واركبوا سفينته المنجية
كونوا من الداعين له ولآله في كل لحظات عمركم
وصلوا عليه وسلموا تسليما