أغلب منصات البث أعلنت زيادات متفاوتة لأسعار اشتراكاتها (مواقع التواصل الاجتماعي)
أعلن القائمون على منصة "ديزني بلاس" (+Disney) قبل أيام خطتهم المستقبلية لزيادة أسعار اشتراكهم الشهري من 6.99 دولارات شهريا إلى 7.99 دولارات بدءا من مارس/آذار المقبل، في حين سترتفع تكلفة الخدمة 2 يورو في أوروبا.
وسوّغ الرئيس التنفيذي لديزني بلس، بوب إيغر، الزيادة بأنها لن تلبث أن تنتج عنها زيادة في المحتوى الذي تقدمه المنصة بمعدل فيلمين أو سلسلة جديدة كل أسبوع لأعمال ضخمة وذات شعبية من إنتاج استوديوهات كبرى على رأسها "مارفل" (MARVEL)، و"بيكسار" (PIXAR)، وديزني، و"ناشيونال جيوغرافيك" (National Geographic)، و"لوكاس فيلم" (Lucasfilm)، وغيرهم.
وتخطط ديزني لإنفاق ما بين 14 مليار دولار و16 مليارا على مشروعاتها المقبلة بعد النجاح في تحقيق هدفها الأول وحصولها على 86.8 مليون مشترك خلال أقل من عام، مما دفع المستثمرين إلى وضع خطة أكثر اتساعا ينوون من خلالها أن يبلغ عدد المشتركين من 230 إلى 260 مليون مشاهد بحلول نهاية 2024.
نتفليكس واتهامات بالجشع
وكانت منصة نتفليكس أعلنت زيادة أسعارها هي الأخرى أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي بقيمة دولار للباقة القياسية لتصبح تكلفتها 13 دولارا شهريا، ودولارين للباقة المميزة لتصبح بـ16 دولارا، في حين سيظل سعر الباقة الأساسية كما هو، وهي الرسوم التي طبقت فورا على المشتركين الجدد في حين تقرر تأجيل تفعيلها للمشتركين القدامى بضعة أسابيع.
وهو القرار الذي أغضب مشتركي نتفليكس؛ أولا لأن أسعار الاشتراكات سبق لها أن زادت عام 2019 دون أن يؤثر ذلك إيجابا أو يُطَوِّر من المحتوى الذي تقدمه المنصة، وثانيا لما حققته نتفليكس من مكاسب خرافية بسبب الإغلاق الذي تلا تفشي فيروس كورونا واضطرار الجميع إلى بقاء في منازلهم.
وعلى عكس كثير من الصناعات التي تأثرت سلبا بالإغلاق، بما فيها "ديزني" التي كانت تخسر ما بين 300 و350 ألف دولار شهريا إثر الاضطرار إلى توقف الإنتاج وتأجيل أفلامها المهمة، استطاعت نتفليكس مضاعفة أرباحها وتحقيق أرقام قياسية طوال 2020.
إذ انضم إليها 15.77 مليون مشترك جديد في الربع الأول من العام الحالي ليبلغ إجمالي المشتركين آنذاك 182.9 مليون مشترك، بزيادة قدرها 22.8% مقارنة بالعام الماضي وفقا لما نشر بموقع "فاريتي" (Variety). لكن على الرغم من كل تلك الأرقام الإيجابية، ظهرت بعض العواقب السلبية مع الوقت بسبب توقف الإنتاج في هوليود، مما دعا نتفليكس لتأخير إصدار نحو 25% من أعمالها.
ومع أن ذلك يعني تأجيل خطط الإنفاق النقدي لكنه لم يمنع المنصة من رفع أسعارها، الأمر الذي فاجأ المشتركين وجعلهم يتهمون أصحابها بالجشع حتى إن البعض هددوا بإلغاء اشتراكاتهم، خاصة أن منصات البث وخيارات الترفية صارت متاحة أكثر من أي وقت مضى.
وجاء ذلك قبل أن يخرج مديرو نتفليكس التنفيذيون ليعلنوا أن المحتوى المتاح حاليا الذي أهّل منصتهم لتكون رائدة في مجالها وذات اشتراك شهري معقول، لم يتحقق إلا بالاقتراض والكثير من الديون.
ولما كانت مسألة تمويل المحتوى ومضاعفته لا يبدو أنها ستنتهي يوما، ومع المنافسة الشرسة التي تنوي المنصات الأخرى القيام بها عن طريق تراثها القديم تارة وإصداراتها الجديدة تارة أخرى، لم يبق هناك مفر من رفع الأسعار، سواء لضمان الاستمرار بتقديم محتوى جذاب للمشتركين أو لتحسين النظام الأساسي الفعلي.
منصات أخرى
وبالتأكيد لن يتوقف رفع الأسعار عند حدود نتفليكس وديزني، بل سيمتد ليشمل منصات أخرى، على الأغلب سيكون أولها "إتش بي أو ماكس" (HBO Max)، خاصة بعد إعلان شركة "وارنر ميديا" هذا الشهر نيتها بثّ الأفلام على المنصة في اليوم نفسه الذي سيعرض فيه الفيلم في دور العرض، مما سينتج عنه رفع أسعار الاشتراك بالتبعية إذا استمر الوباء مدة أطول.
وهذا التغيير الذي يحدث سيجعل المشتركين يراجعون أنفسهم وأولوياتهم، ويعيدون وضع حدود لميزانية الترفية الخاصة بهم، فإما يقتطعون من ميزانيتهم للاستمرار في متابعة خدمات البث المفضلة لديهم، أو يضطرون إلى تقييم محتوى كل منصة على حدة واختيار الجهة التي تقدم المحتوى الأصلي الأفضل والأجود، الأمر الذي يضع على عاتق كل منصة مهمة إثبات أحقيتها بالاشتراك، فزمن متابعة هذا وذاك يبدو أنه قد ولى وانتهى.