"السايبا تغزو الشوارع كالجراد الأصفر" .. هكذا يتندر سكان بغداد عن آلاف سيارات التاكسي الإيرانية، لكنهم يختلفون في نفعها وضررها.
وتغص شوارع العاصمة بالآلاف من سيارات الـ"سايبا"، إلى جانب موديلات مستوردة أخرى.ولطالما شكت سلطات المرور في بغداد من عدم استيعاب الطرق الداخلية للأعداد الهائلة من تلك السيارات.
وأعلنت شركة إيرانية لتصنيع السيارات العام الماضي، تصدير أكثر من 1400 سيارة"سايبا" إلى العراق في غضون أربعة أشهر.
وكانت السلطات الإيرانية أعلنت، أيضاً، أنها صدّرت إلى العراق خلال 2011، ما لا يقل عن18 ألف سيارة لنقل الركاب بقيمة تناهز المائة مليون دولار.
وأغلب من يقود السايبا في بغداد والمحافظات مراهقون، وحصلوا على سياراتهم عبر نظام التقسيط المريح. ووجد العديد من العاطلين عن العمل منهم في "التاكسي" الإيراني حلاً لمشاكلهم الاقتصادية.
ويبلغ سعر "السايبا" موديل 2012، نحو8500 دولار. لكن نظام التقسيط ساعد كثيرين من ذوي الدخل المحدود على شرائها، إذ وفرّت معارض سيارات ومصارف أهلية قروضاً ميسرة تجهز من خلالها سيارات السايبا.
ويقول جاسم صادق (24 عاماً)، في حديث لـ"السومرية نيوز" إنه "اضطر لترك الدراسة مبكراً لإعالة أسرته، لكن البحث عن فرصة عمل في العراق أمر صعب للغاية"، موضحاً أنه أشترى قبل شهرين "سيارة سايبا بنظام التقسيط عبر مصرف أهلي وسط بغداد".
ويجد أصحاب السيارات الإيرانية الصفراء أن هذا النوع من المركبات يوفر خدمات جيدة للركاب. ويقول سالم عبيد (32 عاماً) في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن"الحجم الصغير للسيارة انسيابية السير فيها يجعلها قادرة على التخلص من الزحام المروري".
لكن"السايبا" تشكل إزعاجاً لدوريات المرور، ورجال الأمن على حد سواء.
يقول محمد راضي، وهو مفوض مرور في بغداد، في حديث إلى "السومرية نيوز" أثناء مناوبته في تقاطع بمدينة الصدر، إن "الطريقة التي يقود فيها الشباب سيارات السايبا متهورة وغير منضبطة، وهم يميلون إلى مخالفة قواعد السير".
ويضيف راضي أن "سائقي السايبا لا يفضلون الوقوف عند إشارات المرور، ويستغلون صغر حجم سياراتهم للمناورة والتملص بين الزحام في التقاطعات المرورية".
فيما يجد مصطفى سليم (20 عاماً)، وهو سائق "سايبا" من سكان الأعظمية، أن"سيارته سريعة وصغيرة تستطيع التخلص من الزحام، وصعود الأرصفة والتسلل في المساحات الضيقة".
غير أن مصطفى يجد أن ما يؤاخذ على سائقي السايبا ينطبق على جميع أصحاب المركبات في بغداد. ويجد أن "الزحام لا يجبر سائقي السايبا لوحدهم على المخالفات"، مشيراً أن "العمل في شوارع بغداد كسائق تاكسي لا يجلب مالاً جيداً، فمشوار واحد بمبلغ زهيد يستغرق وقتاً طويلاً بسبب الزحام، وكثرة نقاط التفتيش".
وفي حي القاهرة، شمال بغداد، قال احد جنود سيطرة المدينة، أن "سائقي السايبا يشكلون إزعاجاً لنا، هم دائما مسرعون، وأغلبهم لا يستجيب لمتطلبات التفتيش كإضاءة السيارة، وفتح النوافذ الجانبية.
ويضيف الجندي الذي كان يتحدث مازحاً بأن "شباب السايبا يشاكسون كثيراً لكننا نتحملهم.. هم مراهقون ويتصرفون على هذا الأساس". ويتابع "برغم ما يسببونه من مشاكل لكنهم ممتعون".
لكن سلمان مناتي، وهو مفوض مرور، الذي وصل بدراجته إلى حادث مروري في طريق محمد القاسم السريع، لا يجد شباب السايبا ممتعين إلى هذا الحد. هو يحملهم مسؤولية الحوادث التي تخلفها القيادة المتهورة لعجلاتهم.
وكان حادث اصطدام مروع في الجزء الشمالي من الطريق السريع في بغداد، تسبب به سائق سايبا أسفر عن وفاة احد الأشخاص كان يعبر الطريق مشياً على الأقدام، إلى أن صدمته سيارة سايبا لم يفلح سائقها في تخفيف سرعته.
النساء أيضاً لا يفضلن تأجير سيارات السايبا. ويبدو أن سائقيها المراهقين لا يحسنون التصرف معهن.
تقول هند سالم (25 عاماً)، في حديث للسومرية نيوز"، إنها وطالبات في كليتها كانت "تدفع الأجرة شهرياً لسائق سايبا لقاء توصيلهن إلى الجامعة، لكن الأمر لم يدم أكثر من شهرين بعد أساء التصرف معهن"، على حد قولها. وتتابع "كان يتعمد المشاكسة"
رد مع اقتباس