هُنــــاك
سيأتي نهارٌ فتِيٌّ .. ويُنبيكَ عن بعض ما تستحقْ
... هو الصبحُ في زقزقات الطيورْ
وشمسُ الظهيرة ِلما تُحِبُ الظهورْ
هو العصر في وشوشات البحورْ
ومن كل بابٍ يناديكَ وِردْ .. فمِنْ أيِّ بابٍ ترُدْ ... ؟
* * *
نهارٌ إذا ما تهادَى عفِيَّـًا ينادِى عليكَ
نداءَ الشطوط التي راودتكَ
لتسألَ قبل ارتداء الخجلْ
يُصفيكَ صَفوَ المياه التي ناوشتكَ
لترسلَ إنْ شِئتَ بعضَ القُبَلْ ...
وللصُبح وَردٌ .. وللظُهر وَردٌ .. وللعَصر وَردْ..
تحلَّقَ في رقةٍ حول خصرِكْ
ليصنعَ من وَجنتـَيْهِ لكَ - الآن - بُردْ ..؟!
فمن أيِ بابٍ تـَرُدْ ...؟
* * *
وقيثارةٌ ما لها من غناءٍ وعزفٍ سواكَ
تُصلِّى صلاة َالتـَّمنِّي على كل سِنٍّ، ورِمش، وخَدْ...
وساحرةٌ شُغلُها أنْ تشمَّ البنفسجَ في راحتيـْكَ
مُقَبِّلَةً ما عليكَ استجَدْ... وعدّادُها لا يَعُدْ ... !!
فمِنْ أيِ بابٍ ترُدْ ... !!
* * *
نهارٌ شبابيكُهُ باتساع السَّماءْ
مُرَتَّبةٌ فيه كلّ الحَكايا؛
فحبٌ وعشقٌ ووصْلٌ ووجَدْ
كلامٌ وصمتٌ ونجوى وسُهْدْ
عطاءٌ وزهد.. ولوجٌ وبُعدْ..
فمِنْ أي بابٍ تـَرُدْ ... ؟!
* * *
سيأتي نهارٌ بمرآتهِ واقفٌ يستعدْ...
يُشذِّبُ أغصانهُ في مهارَهْ
ويخطو وئيدًا ... ويُبدِي وقارَهْ
ويرمي عليكُم ْ وشاحَ الإمارة ْ
وصوتُ الإماراتِ مِنَّا أشَدْ
ومَنْ يستطعْ أنْ يَصُدّ َ... يُصَدْ
فمِنْ أي بابٍ ترُدْ ... ... ؟!!
* * *
نهارٌ طويلٌ طويلٌ، بعيدٌ تمامًا على شمس غَدْ
فلا ألفُ ليلةْ ... ولا ألفُ عامٍ...
ويسقيكَ مِنْ شهدهِ أيَّ شَهْدْ
وشيءٌ خفيٌّ يُنسِّيكَ حتى سؤالا ًصغيرًا:
وهل فيه بعدْ ...؟
فتنداحُ في لـُجَّة واسعِةْ
لتلقَىَ جميعَ المحبيِّنَ، كُلَّ المُحِبَّاتِ:
قيسٌ، ربيعٌ، كُثيرٌ، جميلٌ ، لُبيدْ،
وعَبْلُ، ونُعْمَى، وليلى، ودعْد،
وعَزُّ وبُثـْنُ، وهِندٌ، ومَيٌّ وسُعـدْ.
مجانينُ عِشْق ٍ.. لكُلٍّ جناحٌ
لِجَذْبَتِهِ فِعلُ جَزرٍ ومَدْ ..
فمِنْ أيِّ بابٍ ترُد...؟
* * *
لكَ اللهُ لوْ حاصرتْكَ الحدائقْ
قطوفٌ دوانٍ، حريرُ الأرائكْ...
غموضٌ ترى السرَّ فيه اتـَّضحْ
ومنْ كلِّ رُكْنٍ أتاكَ المرَحْ
فترقَى وترقَى لتصبح أنتَ الفرحْ
ويسعَى إليك البياضُ النَقٍيّْ وما منهُ بُدْ..!!
فمن أيّْ بابٍ تـَرُدْ...؟!
* * *
وعندَ ارتباك ِالسحاباتِ تحتكْ
فلا تبخلنَّ وجازِفْ وجُدْ...
تناثرتَ فاجمعْ بقاياكَ وادخُلْ
صهيلاً فضاءاتُهُ لا تُحَدْ
وإنْ كنتَ مِمَّنْ يخافونَ فارجعْ بخُفَّيْ حُنَيْن ٍ
وما عاد في الروح ما يُسترَدْ
وإنْ كنتَ ترجو من الروح شيئا فحاولْ وعُدْ..
فما زلتَ بين انحناءاتِها، ورعشاتِها
فأنتَ هناكَ ... بذاك النهارِ
وتلك سماء ٌ مُعبَّأة ٌ بالنجوم ِالسَّكارَى
تآاااااااااااااامرنَ كي ما يُكبِّلْنَ خُطَوتـَكَ الهارِبَةْ
فلا يـُنقذِنَّكَ جيشٌ وجُندْ..
ولنْ يـُنقذِنَّكَ جيشٌ وجُندْ..!!
ـــــــــــــ
شعر / شريفة السيد
من ديوان / ملامح أخرى لامرأة عنيدة، ط / هيئة الكتاب
2004