هل تعلم ان شكسبير .. عراقيٌ من أهل البصرة ..!
بقراءة سريعة لهوية شكسبير الشخصية المعروفة نجد ما يلي :
هو وليم شكسبير شاعر ومسرحي وممثل انكليزي ولد عام 1564 وتوفي عام 1616 متزوج من (آن هاناوي) وله ثلاث أولاد ــ سوزنا .. جوديت .. همنت ــ كتب العديد من المسرحيات والنصوص الشعرية وقد عرف بأنه شاعر الوطن الشعبي حيث كان يكتب الشعر باللهجة الانكليزية العامة وقد ترجمت أعماله إلى أكثر من سبعين لغة عالمية ودخلت السينما والمسرح العالمي من أوسع أبوابه . ونال الكثير من الباحثين الشهادات الدراسية العليا بدراسة أعمال شكسبير . حتى تحولت هذه الشخصية إلى ثروة وطنية مهمة وأرث تاريخي يفتخر به كل من أنتسب إلى هوية وقومية شكسبير . مما دعا العديد من الباحثين إلى البحث في تاريخ وماضي هذه الشخصية الأدبية العالمية ومن بين أهم الذين بحثوا وأثبتوا ما أثبتوا هو الباحث الأمريكي جون هادسون الذي قال بأن أصل النتاج الأدبي المسمى لشكسبير عائد إلى امرأة تدعى (اميليا يوسانو لانييه) من أصل ايطالي وهي أول امرأة تنشر مجموعة شعرية عام 1611 ولكن خوفها من الوضع آنذاك دفعها إلى استخدام اسم وليم شكسبير . كما وقدم باحثين آخرين دراسات مشابه لهذه .
ومن بين أكثر الدراسات واقعية ربما هي الدراسة التي قدمها الدكتور صفاء خلوصي أستاذ الأدب المقارن والتي أثبت من خلالها بأن أصل وليم شكسبير شرقي عراقي من أهل البصرة يعود نسبه إلى عائلة ارستقراطية دفعتها الظروف للهجرة إلى الأندلس ومن ثم انتقلت إلى بريطانيا وأن أصل تسميت شكسبير جاءت من شيخ زبير وهو أحد أجداد وليم الذي كان يلقب عند أهل البصرة آنذاك بشيخ زبير لوضعه الاجتماعي المرموق وأن لهذه التسمية وجود في بلاد الأندلس بتحوير بسيط (شيك زبير) وهو لفظ لا يزال حي تقريبا في أسبانيا ثم أخذت هذه التسمية لفظا أخر عند الانكليز (شيك سبير) فأصبحت أسما للعائلة (شكسبير) والذي يدعم هذه الأطروحة هو أنه لا يوجد معنى لكلمة شكسبير في اللغة الانكليزية أبدا بالإضافة إلى إن الصورة الزيتية المسماة (الشاندوس) المرسومة لشكسبير والتي لا تزال في المتحف الوطني البريطاني أثبتت الدراسات الحديثة أن ملامح الشخصية شرقية بحته ومن دون شك .. علما أن أطروحة الدكتور صفاء خلوصي هذه أخذت الكثير من الاهتمام من قبل العديد من المختصين ، ونحن إذا ما أردنا أن نطرح رؤيتنا الشخصية فأن الأمر ليس بالبعيد أو الغير معقول فهناك الكثير من الأسماء اللامعة التي تضج بها الساحة العربية وهي من أصول غير عربية ومن بينيها وأهمها علماء اللغة العربية نفسها وغيرهم من الشعراء والأدباء والمخترعين وكذلك العديد من السياسيين والقادة ولله الحمد. وربما إذا ما راجعنا أسماء أبناء وليم شكسبير نجد فيها ما يعين الدكتور خلوصي في أطروحته .. حيث أصل مفردة ــ سوزان ــ شرقي وهي كلمة فارسية تعني ملتهب أو محترق ولها موارد وتصريفات عربية أيضا . وكذلك ــ جوديت ــ مفردة بروحية شرقية كأنها جاءت من لفظ جودت .. وهذا ربما يعود إلى شعور خفي داخل شخصية شكسبير يعود به إلى شرقيته أو ذاته الشرقية العربية بوجه الخصوص .
والسؤال الذي يداهمني الآن هل يحق للعراق أن يطالب بعراقية شكسبير إذا ثبت ذلك .. أم يصبح كل العديد من العمالقة العراقيين الذين جردوا من الهوية لأسباب سياسية ولم يطالب بحقهم أحد . هل نستطيع أن نطالب بنتاج شكسبير الأدبي أم يكون حاله من حال الكثير من الآثار التي سلبت من الحضارة العراقية وصدرت للغرب .. ولكن ربما يبقى لنا الحق إن صدقت هذه الدراسات أن نفتخر لا أكثر كما نفتخر بالكثير من مسمياتنا الأدبية والتاريخية العريقة التي لم نستثمرها إلا في تسميت بعض شوارعنا أو مدارسنا بسمها .. وقبل أن أختم .. قفز إلى ذاكرتي قول لشكسبير :
( الرحمة جوهر القانون ، ولا يستخدم القانون بقسوة إلا الطغاة )
كما ويقول أيضا :
(أن أي مركز مرموق ــ كمقام ملك ــ ليس أثما بحد ذاته ، إنما يغدو أثما حين يقوم الشخص الذي يناط به ويحتله بسوء استعمال السلطة من غير مبالاة بحقوق وشعور الآخرين )