تحت العنوان أعلاه، كتب غينادي بيتروف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، مرجحا تراجع فرص رفع العقوبات عن طهران بعد إقدام الأخيرة على إعدام الصحفي المعارض روح الله زام.
وجاء في المقال: على خلفية ظهور آفاق للتقارب بين إيران والولايات المتحدة، ساءت العلاقات بين طهران والاتحاد الأوروبي، بسبب إعدام الصحفي روح الله زام، الذي سبق أن مُنح حق اللجوء السياسي في فرنسا.
تجدر الإشارة إلى أن إعدام زام ليس أول عمل مدوٍ من هذا النوع تقوم به سلطات الجمهورية الإسلامية في السنوات الأخيرة. فقد أعدمت الناشط المناهض للحكومة (المصارع) نافيد أفكاري، في سبتمبر، بعدما اتهموه بقتل مسؤول حكومي خلال احتجاجات 2018. وفي الـ 13 من ديسمبر، حكم على الباحث في علم الاجتماع، البريطاني من أصل إيراني، كميل أحمدي، بالسجن تسع سنوات. وقد كان أحد مصادر المعلومات للمنظمات الدولية حول أوضاع حقوق الإنسان في إيران.
تصدر الأحكام المدوية ويجري تنفيذها على عجل، على خلفية التغيرات الناشئة في العلاقات بين إيران والغرب. فلقد انتهت ولاية رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، الذي يدعو إلى اتباع نهج صارم تجاه إيران؛ وجوزيف بايدن الذي أصبح رئيسا منتخبا، أكد أن الولايات المتحدة ستعود إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، بشأن البرنامج النووي الإيراني. وهذا يعني أنه سيتم تخفيف العقوبات الأمريكية ضد إيران. وعلى هذه الخلفية، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يفعل العكس. فإنزال عقوبات بحق الجمهورية الإسلامية على انتهاكها حقوق الإنسان سيعود إلى جدول أعمال دول الاتحاد الأوروبي.
إنما دول أوروبا الغربية من بين أكبر شركاء إيران التجاريين والمستثمرين في اقتصادها. وقد علقت طهران الآمال على مساعي أوروبا لرفع العقوبات الدولية عنها أو إضعافها أو التحايل عليها، وخاصة الأمريكية. إنما إعدام زام يهدد بتغيير العلاقات بشكل جذري بين إيران والاتحاد الأوروبي. ربما قررت السلطات الإيرانية تشديد السياسة في الاتجاه الأوروبي من أجل استعراض عدم رضاها عن كون اهتمام دول الاتحاد الأوروبي بالتعاون الاقتصادي مع الجمهورية الإسلامية لا يترجم، في واقع الحال، إلى أفعال سياسية.