دخل الشاعر المنازي سوقَ بابِ الطاقِ ببغداد حيثُ يُباع الطير، فسمعَ حمامةً تُلَحِّنُ في قفص، فاشتراها وأرسلَها، وقال:
ناحَتْ مطوّقةٌ ببابِ الطاقِ
فجرى سوابقُ دمعي المهراقِ
حنَّتْ إلى أرضِ الحجازِ بحرقةٍ
تشجي فؤادَ الهائمِ المُشتاقِ
إن الحمائمَ لم تزلْ بحنينِها
قِدْمًا تُبكّي أعيُنَ العُشَّاقِ
كانَتْ تُفرِّخُ في الأراكِ وربّما
كانت تفرّخُ في فروع الساقِ
تعسَ الفراقُ وجُذَّ حبلُ وتينِهِ
وسقاهُ من سمِّ الأساوِدِ ساقِ
يا ويحَهُ! ما بالُهُ! قمريةٌ
لم تدرِ ما بغدادُ في الآفاقِ!
فأتى الفراقُ بها العراقَ فأصبحَتْ
بعد الأراكِ.. تنوحُ في الأسواقِ
فشريْتُها لما سمعتُ حنينَها
وعلى الحمامةِ عُدتُ بالإطلاقِ
بي مثلُ ما بكِ يا حمامةُ فاسْألي
مَن فَكَّ أسرَكِ أن يحلَّ وثاقي!
- البيت الأخير: معناه أن بي من الشوق مثل الذي بك، فاسألي من كان سببًا في فك أسرك وهو حبيبي الذي هجرني لأنه كان الداعي لما صنعتُ من إطلاقك فكأنه هو الذي أطلقك، اسأليه أن يحل وثاق شوقي إليه بوصالِهِ ولقائه