كوران (١٩٠٤-١٩٦٢)
ولد الشاعر الخالد في مدينة حلبجة عام 1904،إنه الشاعر عبدالله سليمان عبدالله المنحدر من عائلة شاعرة ،توفي والده وهو في صباه ،وتنحدر عائلة الشاعر من سلالة ( ميران بكي ) من منطقة مريوان فاتجه جد الشاعرهذا، ليعيش مع عائلته في حلبجة، فقد تعلم عبد الله تلاوة القرآن على يد والده وتعمق في أسرار العلوم الدينية في جامع(الباشا )في حلبجة، وكان القرآن وعلوم الدين هي الثقافة الأساسية التي اغترف منها، وبسبب ذلك لقب بالفقيه عبد الله، ثم بدات المدارس الدنيوية بالظهور إلى الوجود فدرس عبد الله كوران في مدرسة تركية عثمانية ثم انتقل وهو في الصف الرابع الإبتدائي إلى مدرسة أنشأها البريطانيين بعد الإحتلال، وبعد مقتل أخيه الذي كان بعد رحيل والده بعامين، بقي عبد الله وحيداً مع امه مما اضطره إلى ترك الدراسة لإعالتها، وبذا عانى لمدة أربعة سنين من مرارة العوز وتَعب ِ البحث عن عمل إلى ان عُين معلماً في مدرسة حلبجة عام ألف وتسعمئة وخمسٍ وعشرون، واستمر في عمله كمعلم لمدة إثني عشر عاماً، أي حتى عام ألفٍ وتسعمئة وسبعٌ وثلاثون حيث انتقل للعمل كموظف في دائرة الأشغال .
سافر إلى فلسطين في أثناء الحرب العالمية الثانية ليعمل مديراً للقسم الكوردي في إذاعة الشرق الأدنى في مدينة يافا بترشيح من حزب (هيوا) الكوردي من (1942-1945)
من خلال عمله في تلك الإذاعة كان كَوران يقوم بتحريض الجماهير الكوردية ضد النازية.
وقد كرّس جل النشريات الإذاعية لتوعية الناس ضد خطر النازية بصورة خاصة وضد الإستعمار بشكل عام. مما ضايق الإنكََليز الذين أخذوا يسيئون التعامل معه. فاضطر الى ترك العمل والعودة إلى العراق، فأجبر على الإقامة في مدينة أربيل، وعمل في احد مكاتبها محاسباً حتى نهاية عام 1950. من عام 1952 حتى عام 1954 ثم القي القبض عليه فسجن لمدة سنة قضاها في سجن الكوت وبعقوبــة ونكرة السلمان ..تلتها سنة مراقبة في بدرة ..وفي عام 1956 اطلق سراحه الا أنه مالبث ان أوقف مجددا فحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات قضاها في سجن السليمانية وكركوك وبعقـوبـة ..
استعاد حريته بعد ثورة تموز و عمل مستخدماً في دائرة الإسكان في السليمانية. وأصبح مسؤولاً لتحرير مجلة ”به يان“ أي الشفق.
ثم انتقل الى بغداد وتولى تحرير جريدة آزادي (الحرية) وعين محاضراً في قسم الأدب الكوردي - كلية الآداب (جامعة بغداد).
أحدث كَوران ثورة في الشعر الكوردي المعاصر،لكنه وفي ذروة تألقه الادبي وابداعه الفني أصيب بسرطان المعدة وعلى اثرها اجريت له عملية جراحية في عام 1961.
سافر بعدها إلى الاتحاد السوفيتي السابق للعلاج ولكنه رجع إلى وطنه دون أمل في الشفاء وهو يكابد معاناته ورحل إلى عالم الخلود يوم 18 / 11 / 1962.
لكَوران عدة مجموعات شعرية أهمها :
(به هشت و يادكَار) أي الفردوس والذكرى.
(فرميسك و هونه ر) أي دموع و فن.
(لاوك و به يام) أي الموال والخطاب.
(سروشت و ده رون) أي الطبيعة وأعماق النفس.