الملصق الدعائي لفيلم عاش يا كابتن (مواقع التواصل الاجتماعي)
تصفيق حاد ودموع وتعاطف كبير من الجمهور شهده العرض الأول للفيلم الوثائقي "عاش يا كابتن" لمخرجته مي زايد، خلال عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لا سيما مع حضور أبطاله جنبا إلى جنب مع فريق العمل ليتفاعل الجمهور معهم.
وكان الفيلم قد شارك في "مهرجان تورنتو السينمائي الدولي" (Toronto International Film Festival) قبل أن يواصل مشاركاته في مهرجانات عالمية في الولايات المتحدة وألمانيا، وحصد الجائزة الذهبية لأفضل فيلم في مسابقة الأفلام الألمانية في مهرجان "دوك لايبزيغ" (DOK Leipzig) بألمانيا، قبل أن ينافس على جائزة الهرم الذهبي في المهرجان المصري الأعرق والأقدم.
يبدأ الفيلم الوثائقي بالإشارة إلى حصول البطلة المصرية، نهلة رمضان، على لقب بطل العالم في رفع الأثقال في كندا في سن 15 عام 2003، لتلفت أنظار المصريين للفتاة التي تدربت في شوارع الإسكندرية لتصل إلى العالمية. في الوقت ذاته، كانت المخرجة مي زايد في سن 18، وبعد سنوات قابلت كابتن رمضان -والد نهلة ومدربها- لتبدأ قصتها في تتبع مغامراته لتدريب جيل جديد من الفتيات.
لـ4 سنوات يرصد الفيلم فتاة مصرية اسمها أسماء رمضان أو زبيبة، منذ كان عمرها 14 عاما، تحلم بتحقيق إنجاز ذهبي جديد يفخر به أهالي حيها الشعبي في الإسكندرية، وقبل كل شيء مدربها كابتن رمضان، الذي نرتبط به، ومن خلاله نرى فتيات من أعمار مختلفة وضعن ثقتهن فيه؛ لكي يدربهن ويأخذ بأيديهن إلى طريق العالمية من خلال مجموعة من الأثقال والأحمال في ساحات بسيطة تفتقر لأقل الإمكانيات؛ لكنها تمتلئ بالأحلام والطموحات.
في عالم رفع الأثقال لا مجال للضعف أو الاستسلام، هكذا يمضي كابتن رمضان وسط فتياته يعلمهن ويعاملهن كالرجال، يقضي معهن ساعات طويلة تتابعهم الكاميرا كأنها صارت فتاة أخرى بين فتياته، تقترب منه وتستمع إليه وإلى دروسه العميقة، ولا تخجل من نقل أدق التفاصيل حتى لو كانت شتائم عابرة يطلقها كابتن رمضان من حين لآخر.
مع وفاة كابتن رمضان، لا يبدو أن القصة قد انتهت، ما زالت صيحاته الحماسية تدوي في آذان تلميذاته، فلا يتوقفن عن التدريب والمثابرة، لتتوالى مشاركاتهن في البطولات الواحدة بعد الأخرى.
يبدو واضحا الإمكانيات البسيطة التي أتيحت لصناع الفيلم، كاميرا رقمية وطاقم عمل محدود واصل المهمة بشغف لسنوات حتى وثق حياة أبطال الفيلم، قبل أن يحصل الفيلم على الدعم الإنتاجي من صندوق آفاق وبمشاركة إنتاجية ألمانية ودانماركية، ساعدت في خروجه إلى النور.
استغرق تصوير الفيلم نحو 4 سنوات جمع فيها فريق الفيلم 300 ساعة مصورة، بالإضافة لنحو عام ونصف من العمل مع محررة الأفلام سارة عبد الله.
ووفقا للمخرجة، كانت الفكرة في البداية اختيار إحدى الفتيات وتوثيق رحلتها نحو تحقيق حلمها في أن تصبح بطلة رياضية، وتحمس كابتن رمضان للفكرة، ورشح لهم بطلات الفيلم، وكاد الفيلم أن يتوقف مع وفاته؛ لكن الفتيات أصررن على استكماله.
تنتمي المخرجة مي زايد لمجتمع السينما المستقلة في مدينة الإسكندرية، هؤلاء الذين تمسكوا بالإقامة في مدينتهم بعيدا عن الوسط السينمائي في القاهرة، ونجحوا في تقديم الكثير من التجارب السينمائية، التي وصلت للعالمية، كما شاركت مي زايد في إخراج الفيلم الروائي الطويل "أوضة الفيران" 2013، ومونتاج الفيلم الوثائقي "عندي صورة" لمحمد زيدان.
فريق عمل الفيلم (مواقع التواصل الاجتماعي)
وقد أثار المخرج السكندري عمروش بدر جدلا على مواقع التواصل بكتابته منشورا ينسب فكرة الفيلم واختيار الشخصية وأغلب مشاهد الفيلم لإخراجه، وأنه كان شريكا للمخرجة قبل سنوات في هذا العمل، قبل أن يختلفا ويتركه، بينما حمل تتر الفيلم اسمه مخرجا للوحدة الثانية له.
ورغم ذلك، ما يزال الفيلم يثير إعجاب المشاهدين حاصدا كما كبيرا من التعاطف مع أبطاله، بين الجمهور والنقاد والصحفيين.