صخور رسوبية ذات طبقات تملأ فوهة ارتطام في منطقة ميرديان بلانيوم على سطح المريخ (جامعة أريزونا)



قامت أداة التصوير عالي الدقة العلمية "هيرايز" (HiRISE) الموجودة على مستكشف المريخ المداري (Mars Reconnaissance Orbiter (MRO التابع لناسا، بإرسال تدفق هائل من الصور الخاصة بسطح كوكب المريخ، التي يمكن مطالعتها بسهولة على موقع المختبر القمري والكوكبي التابع لجامعة أريزونا وهي الجهة المشرفة على تصنيعه.
يدور هايرايز مع المركبة (MRO) حول المريخ منذ مارس/آذار 2006 وحتى الآن بالرغم من تجاوز المدة المحددة لمهمته، وهو يعد أكبر التلسكوبات التي أُطلقت إلى الفضاء العميق حجما، بهدف التقاط صور عالية الدقة للمريخ، وهو ما يسمح بتمييز الأجسام الأصغر من متر واحد.



الصورة الأحدث لهيرايز

واحدة من أحدث صور "هيرايز"، هي صورة خاصة بتآكل إحدى الصخور الرسوبية على كوكب المريخ من منطقة "ميرديان بلانيوم" (Meridiani Planum)، بالقرب من خط الاستواء على الكوكب.




صورة فنية لمستكشف المريخ المداري وأداة هيرايز (ويكيبيديا)



وهي المنطقة نفسها التي هبطت فيها مركبة أوبرتيونيتي روفر التابعة لوكالة ناسا في 2004. وقد كانت ثاني مركبة فضاء غير مأهولة أرسلت إلى سطح المريخ في مهمة بحث عن المياه ودراسة صخوره وتربته، وقد انتهت مهمتها في 2018.
وتظهر الصورة الأخيرة من داخل فوهة ضخمة، على الرغم من أن حواف الفوهة لا تظهر بالصورة.
وقد نتجت الفوهة عن ارتطام صخرة تم تحريكها بفعل الرياح أو المياه، ومن ثم غطت الرواسب الصخورية قاع الحفرة واستقرت في شكل طبقات، وكشف التآكل اللاحق لهذه الصخور عن نمط يشبه السلم، مما يؤكد أن هذه الرواسب كانت أكبر من ذي قبل، ولكن هذا كل ما تبقى منها الآن.




الهيماتيت على سطح المريخ يظهر في شكل "توت أزرق" كما أطلقت عليه ناسا (ويكيبيديا)



هيماتيت المريخ

تجدر الإشارة إلى أن منطقة ميرديان بلانيوم على المريخ جديرة بالملاحظة والدراسة لعدد من الأسباب، منها وجود الهيماتيت، الذي يرتبط وجوده بالماء السائل، فهو يترسب بفعل الماء، ومن ثم يتشكل في القاع، ومن الممكن أيضا أن يتكون الهيماتيت من الينابيع الساخنة، لهذا السبب تم إرسال أوبرتيونيتي روفر هناك لمعرفة إمكانية وجود مياه على الكوكب الأحمر.
وقد اكتشفت مركبة أبورتيونيتي روفر كرات من الهيماتيت أُطلق عليها "العنب البري" من قبل ناسا بسبب حجمها وشكلها، وهذا يشير إلى أن الماء كان موجودا في السابق، وقد أثار هذا الاكتشاف ضجة كبيرة في ذلك الوقت.
"العنب البري" الخاص بالمريخ عبارة عن خامات من المعادن الغنية بالحديد، تم إنشاؤها خلال فترات دورية من المناخات الرطبة على الكوكب.
أما بالنسبة لمستكشف المريخ المداري -وأداة "هيرايز" (HiRISE) المرتبطة به- فلا يزال قويا، فهذه الأداة ليست مجرد كاميرا مدارية ومجموعة من الأدوات الأخرى، إنها ناقل بيانات دقيق عالي السرعة، كما أنها رابط اتصالات بين البعثات على كوكب المريخ.
ويقوم المستكشف بنقل بيانات الروبوتات الموجودة على سطح المريخ إلى هوائيات شبكة الفضاء العميق، الأمر الذي يساهم في مضاعفة إنتاجية البعثات العاملة على سطح الكوكب.