حفرة جيزيرو على سطح المريخ والتي سيهبط عندها مسبار مارس 2020 يعتقد أنها كانت بحيرة سابقا (ناسا)


اكتشف علماء الكون أن المريخ (الكوكب الأحمر) عرف قبل حوالي 4 مليارات عام فيضانات كبيرة لا يمكن تصورها ولم يعرف لها البشر مثيلا، في صورة جديدة جعلت هؤلاء العلماء يرجحون مجددا أن الحياة كانت موجودة على هذا الكوكب.
واعتمدوا على الصور الدقيقة التي التقطها مسبار كيريوسيتي المريخي (Curiosity Mars Rover) التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" (NASA) والتي تم تحليلها ضمن مشروع بحث علمي مشترك جمع علماء من عدة جامعات أميركية تضم جامعة كورنيل (Cornell University) وجامعة هاواي (University of Hawaii) وجامعة جاكسون ستايت (Jackson State University).
وقال العالم ألبرتو فايرن من جامعة كورنيل في تصريحات نقلها البيان الصحفي للجامعة بتاريخ 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي "تمكنا لأول مرة من اكتشاف أن كوكب المريخ عرف سابقا فيضانات كبيرة جدا، وهي النتائج التي توصلنا إليها بعد تحليل الصور التي التقطها مسبار كيريوسيتي والتي لم يكن باستطاعتنا التقاطها من قبل".




تسببت الفيضانات داخل حفرة غيل على سطح الكوكب الأحمر في تكوين تضاريس هضبية (ناسا)



ما سبب الفيضانات؟

وحسب الدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر ساينتيفيك ربيروتس (Nature Scientific Reports) فإن هذه الفيضانات الهائلة حدثت نتيجة سقوط نيزك شكل حفرة كبيرة أصبحت تسمى حفرة غيل (Gale crater) المعروفة، وقد أدى ذلك إلى ذوبان مساحات كبيرة من الجليد الواقعة على سطح الكوكب.
ويرى العلماء أن هذا التفسير هو المرجح، لأن سقوط النيازك يتسبب في انبعاث غازات دفيئة مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون، وامتزاجهما مع بخار الماء الناتج عن ذوبان الجليد جعل كوكب المريخ يعرف لمدة قصيرة مناخا رطبا وحارا أدى بدوره إلى تشكيل سحب كثيفة كانت وراء سقوط أمطار غزيرة جدا.
وقال العالم المشارك في الدراسة عزت حيدري من جامعة جاكسون ستيت، في البيان الصحفي، إن شدة الفيضانات وقوتها كانت سببا في تشكيل هضاب داخل حفرة غال يصل ارتفاعها إلى 9 أمتار، والمسافة التي بين الهضبة والأخرى تصل إلى 450 مترا.
وكان فريق مسبار كيريوسيتي قد أكد أن حفرة غال كان بها سابقا بحيرات وأودية، وهو ما يعزز الاعتقاد بأن الحياة على هذا الكوكب كانت موجودة، وأضاف الباحث ألبرتو فايرن يقول "عرف كوكب المريخ في بداية نشأته نشاطات جيولوجية كثيرة، وكان مؤهلا لوجود الماء على سطحه، ونحن نعتقد أن وجود الماء يعني وجود حياة".




هل سيجيب مسبار مارس 2020 عن سؤال: هل كانت هناك حياة على الكوكب الأحمر؟ (ناسا)



"مارس 2020" وسؤال الحياة

يعتقد العلماء أن مسبار مارس 2020 بريزيفيرنس روفر Mars 2020 Perseverance Rover سيجيب عن الكثير من الأسئلة التي لم يجدوا لها أجوبة شافية بعد، يقول ألبرتو فايرن "هل كانت هناك فعلا حياة على كوكب المريخ؟ نحن لا نعرف الإجابة الصحيحة بعد، لكننا نتوقع أن مسبار مارس 2020 سيساعدنا في الإجابة عن هذا السؤال".
كانت ناسا قد أطلقت مسبار مارس 2020 يوم 30 يوليو/تموز الماضي. ومن المتوقع أن يهبط على سطح المريخ يوم 18 فبراير/شباط 2021 بالقرب من حفرة "جيزيرو" (Jezero) التي يبلغ قطرها حوالي 45 كلم والتي يعتقد أنها كانت في السابق تشكل بحيرة.
وحسبما ورد على موقع ناسا فإن مسبار مارس 2020 سينزل للبحث عن وجود إشارات لوجود حياة ميكروبيولوجية على هذا الكوكب الأحمر، وجمع مزيد من العينات من أحجار وأتربة لدراستها في المختبرات العلمية باستخدام وسائل وأجهزة لا يمكن حملها إلى المريخ، وستمتد مهمة هذا المسبار المزود بأحدث التقنيات حوالي 687 يوما بالحساب الأرضي.