تمتلك المرأة مشاعر عاطفية خصبة تتحرك بقوة بطبيعة الحال في المواقف المؤثرة وهو ماجعلها
تاريخياً أكثر تفاعلاً من الرجال مع الأحداث والمواقف الإنسانية, لكن دراسة بريطانية حديثة أجراها
معهد «مايندلاب» للأبحاث النفسية أثبتت أن الرجال لديهم تقريباً العاطفة نفسها التي تتحلى بها النساء
بل وتزيد هذه العاطفة في كثير من المواقف المؤثرة وهو ما قد يغير الصورة النمطية المعروفة
عن الرجال الذين يتميزون بالصلابة والقدرة على إخفاء مشاعرهم.
إلى أي حد يمكن أن تصدق هذه النتائج ..؟!
- عادة ما يميل الرجال لإظهار أنهم أقوياء وليس من السهل أن يراهم البعض في حالة من التأثر الشديد أمام أي حدث
لكن التجربة العملية التي أبرزتها إحدى الدراسات أثبتت أن الرجال لديهم عاطفة قوية وتتحرك مشاعرهم بصورة أكبر
من النساء حيال مشاهدتهم بعض المواقف التي تدعو للأسى، وإذا كانت الدراسة أجريت في الغرب فإن الرجال في الشرق
من الممكن أن يكونوا أكثر عاطفية وأشد تأثراً رغم أنهم في غالب الأحيان يظهرون أنهم أقوياء أمام الجميع.
- تقارب حميم حول مدى استجابة الرجال للمواقف المؤثرة ومن ثم تأثرهم بها وتفاعلهم معها
يقول رئيس شعبة الطب النفسي بمدينة خليفة الطيبة، الدكتور أحمد الألمعي:
" تلعب التنشئة الاجتماعية دوراً مهماً في إغناء الأفراد عاطفياً، فالبيئات الاجتماعية التي تعود أبناؤها على الاعتماد
على أنفسهم مبكراً وتعاملهم على أنهم أكبر من أعمارهم الحقيقية تترك أثراً عميقاً في أنفسهم وتكسبهم الصلابة والتحمل
وهو ما يجعل العديد منهم في المستقبل لا يتأثرون بالقدر الطبيعي أمام المواقف الصعبة أو المؤثرة "
- وعلى الجانب الآخر هناك أسر ترتفع فيها وتيرة العاطفة والتقارب الحميم بين أفرادها ما يسهم في إيجاد
مساحة واسعة من التجانس بين أفرادها وهو ما يخلق في داخل كل طرف مجموعة من الأحاسيس الجياشة
هذه الأسر ينشأ أطفالها ولديهم قدر كبير من العاطفة الإنسانية ومن الممكن أن يظهروا تأثرهم بالأحداث بشكل مباشر.
- ويبين الألمعي أن عادات المجتمع الشرقي تنتقل إلى الأجيال بصورة دائمة وبخاصة أن صورة الرجل العربي
تظهر دائماً على أنها قوية وتتحمل، ولديها القدرة على التصرف بحكمة في حالات الموت أو المواقف التي تتطلب أدواراً كبيرة
إن عادات كل مجتمع تختلف بحسب العوامل البيئية التي تشكل هذا المجتمع لكن هذا لا يمنع من أن طبيعة الإنسان
مشتركة والعاطفة الإنسانية من الأشياء التي يخلق الإنسان بها.