أفنيت العمرَ بحثاً عن لحظةِ انفصال
وخضت غمار السنين ..
وأنا أفتّش عنها
فتّشت مابين الخدور والحانات
وهربت بعيداً في ديار الغرباء
سكنتُ بين الأدغال ..
وفي أروقة الرغدِ
وحضرتُ مجالس الذكرِ
وَتلوتُ أوراد الصباح
وَجرّبت أن أكتب طلاسماً على لحاء الأشجار
فما بين إعتدالٍ وإنفعال ..
نَفذَت حيلتي مع مرور الوقت
ووصل بيَ الحال الّا أن أستكين
قبل أن أرتأي الإرتماء بين أحضان الروح ..
وأعتزل وهماً يملؤه الضجيج
وفي برهةِ سكونٍ ..
ورغم ضآلةِ الضوء الساقط عليها
إلّا انني عثرت عليها أخيراً
حيث تبدو كالهرمِ ماثلةً أمامي
وعند نقطة إرتكازٍ أرجوانية ..
تواصلتُ معها رغم الإرتياب
وأشفقتُ عليها من أن تضيع
أو أن تتلاشى بين ضباب الروح
وقبل أن تسمو نحو أفقها الرحيب.
توغّلت في كوّة الأرجوان الماثلة لي !!
وبلمح البصر ..
أراني وكأنّي عدت للتو من سفرٍ طويل
أو انجلى عني كابوس ثقيل
حيث ذاك الغروب الرهيب
حين يمسي الوقت برفقة السكون
وحين يمتد بي البصر ..
ليلتقي مع نواقيس الصوامع
فكل خطوة للأمام ..
يتلاشى ذلك السكون
ويتردد صدىً من بعيد
وكأنه صوت الأذان يتلوه ملاك
فكلّما اقتربت أكثر أزدت انبهاراً
وقد بَدت لي الشوارع مأهولةً
تضج بحفيف أجنحة الملائكة
وهي تحلّق فوق منارات المآذن
تسكّعت طويلاً بين الأزقة
وأدركت بأن الوقت متاحاً حتى الصباح
قبل أن أعود أدراجي الى الوهم
أجتزت الوقت سريعاً حتى أدركت الشفق..
وهو يقضم قمم الجبال
وحالما أرتميت فوق السفوح..
أدركني الشروق
لأعود إلى عالم النسيان من جديد
ثامر الحلي