صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16
الموضوع:

ديوان الشاعر .... معروف الرصافي

الزوار من محركات البحث: 112 المشاهدات : 685 الردود: 15
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مراقب
    رفيق القمــر
    تاريخ التسجيل: March-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 17,628 المواضيع: 9,534
    صوتيات: 89 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 19490
    آخر نشاط: منذ 19 ساعات
    مقالات المدونة: 12

    ديوان الشاعر .... معروف الرصافي



    أرى عيشنا تأبى المنون امتداده

    أرى عيشنا تأبى المنون امتداده
    كأنا على كيس المنون نعيش
    وما زال وجه الأرض يوسعه الردى
    لِطاماً وهاتيك القبور خدوش
    كأن انقلاب الأرض ماء كأننا
    على الماء من ريح الحياة نقوش
    لحا الله دنيا كل يوم بأهلها
    تهدّ حصون اوتثل عروش
    تروح سهام العيش فيها طوائشاً
    ولِلموت سهم لا يكاد يَطيش
    نمد إلى قطف المنى وهي جمة
    من العمر كفا لا تكاد تنوش
    ونرجو ومن سيف الردى في رجائنا
    جراحات بأس مالهن أروش
    وأجمل بوجه العيش لو لم يكن به
    حنانيك من ظفر الخطوب مريش
    لعمرك ان الدهر تغلي خطوبه
    وان عويل الصارخين نشيش
    وما الدهر الا للخلائق منضج
    له مرجل بالحادثات يجيش
    كأن جيوش الموت رافقة بنا
    نجيف بأدواء الحياة مَريش
    ومن نظر الدنيا بعين اعتباره
    تساوت مهود عنده ونعوش

  2. #2
    مراقب
    رفيق القمــر
    أطل صباح العيد في الشرق يسمع

    أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع
    ضجيجاً به الأفراح تمضي وترجعُ
    صباح به تُبدى المسرة َ شمسها
    وليس لها إلا التوهم مطلعُ
    صباح به يختال بالوشى ذو الغنى
    ويعوزُ ذا الإعدامِ طمر مرقَّع
    صباح به يكسو الغنيُّ وليده
    ثياباً لها يبكى اليتيمِ المضَّيع
    صباح به تغدو الحلائل بالحُلى
    وترفضُّ من عين الأرامل أدمع
    الا ليت يوم العيد لا كان إنه
    يجدد للمحزون حزنا فيجزع
    يرينا سروراً بين حزن وإنما
    به الحزن جد والسرور تصنُّع
    فمن بؤساء الناس في يوم عيدهم
    نحوس بها وجه المسرة اسفع
    قد ابيضَّ وجهُ العيد لكنَّ بؤسهم
    رمى نكتاً سوداً به فهو أبقع
    خرجتُ بعيد النحر صبحاً فلاح لي
    مسارحُ للأضداد فيهنَّ مرتع
    خرجت وقرص الشمس قد ذرّ شارقا
    ترى النور سيالاً به يتدفع
    هي الشمس خَوْدٌ قد أطلَّت مصيخة
    على أفق العلى تتطلع
    كأن تفاريق الأشعة حولها
    على الأفق مرخاة ً ذوائب أربع
    ولما بدت حمراء أيقنت أنها
    بها خجل مما تراه وتسمع
    فرحت وراحت ترسل النور ساطعاً
    وسرت وسارت في العُلى تترفَّع
    بحيث تسير الناس كل لوجهة
    فهذا على رسلٍ وذلك مسرع
    وبعضٌ له أنفٌ أشمٌ من الغنى
    وبعض له أنف من الفقر أجدع
    وفي الحيّ مذمار لمشجي نعيره
    غدا الطبل في دردابه يتقعقع
    فجئت وجوف الطبل يرغو وحوله
    شباب وولدان عليه تجمعوا
    ترى ميعة الأطراب والطبل هادرٌ
    تفيض وفي أسماعهم تتميع
    فقد كانت الأفراح تفتح بابها
    لمن كان حول الطبل والطبل يقرع
    وقعت أجيل الطرف فيهم فراعني
    هناك صبى بينهم مُترعرع
    صبى صبيح الوجه أسمر شاحب
    نحيف المباني أدعج العين أنزع
    يزين حجاجيه اتساعُ جبينه
    وفي عينيه برق الفطانة يلمع
    عليه دريسٌ يعصر اليتم ردنه
    فيقطرُ فقر من حواشيه مُدقِع
    يليح بوجهٍ للكآبة فوقهُ
    غبارٌ به هبت من اليتم زعزع
    على كثر قرع الطبل تلقاه واجماً
    كأن لم يكن للطبل ثمَّة مَقرع
    كأن هدير الطبل يقرع سمعه
    فلم يلف رجعاً للجواب فيرجع
    يرد ابتسام الواقفين بحسرة
    تكاد لها أحشاؤه تتقطع
    ويرسل من عينيه نظرة مجهش
    وما هو بالباكي ولا العين تدمع
    له رجفة تنتابه وهو واقف
    على جانب والطقس بالبرد يلسع
    يرى حوله الكاسين من حيث لم يجد
    على البرد من بُردٍ به يتلفع
    فكان ابتسام القوم كالثلج قارساً
    لدى حسرات منه كالجمر تلذع
    فلما شجاني حاله وافزّني
    وقفت وكلِّي مجزع وتوجع
    ورحت أعاطيه الحنان بنظرة ِ
    كما راح يرنو العابد المتخشع
    وافتح طرفي مشبعاً بتعطف
    فيرتد طرفي وهو بالحزن مُشبَع
    هناك على مهل تقدمت نحوه
    وقلت بلطف قول من يتضرع
    أيابن أخي من أنت ما اسمك ما الذي
    عراك فلم تفرح فهل انت موجع
    فهبَّ أمامي من رقاد وُجومه
    كما هبَّ مرعوبُ الجنان المهجِّع
    وأعرض عني بعد نظرة يائس
    وراح ولم ينبسْ إلى حيث يهرع
    فعقَّبتهُ مستطلعاً طلعَ أمره
    على البعد أقفو الأثر منه وأتبع
    وبيناه ماشٍ حيث قد رحت خلفهُ
    أدبُّ دبيب الشيخ طوراً وأسرع
    لمحت على بعد إشارة صاحب
    ينادي أن أرجع وهو بالثوب مُلمع
    فأومأت أن ذكرتهُ موعداً لنا
    وقلت له اذهب وانتظر فسأرجع
    وعدت فأبصرت الصبي معرجاً
    ليدخل داراً بابها متضعضع
    فلما أتيت الدار بعد دخوله
    وقمت حيالَ الباب والباب مُرجَع
    دنوت إلى باب الدُّوَيرة مطرقاً
    وأصغيت لا عن ريبة أتسمَّع
    فحرْت وعيني ترمق الباب خلْسة
    وللنفس في كشف الحقيقة مطمَع
    سمعت بكاء ذا نشيج مردّد
    تكاد له صمُّ الصفا تتصدّع
    أأرجع أدراجى ولم أكُ عارفاً
    جلية هذا الأمر أم كيف أصنع
    فمرّت عجوز في الطريق وخلفها
    فتاة يغشِّيها إزار وبُرقع
    تعرضتها مستوقفاً وسألنها
    عن الإسم، قالت إنني أنا بوزع
    فأدنيتها مني وقلت لها اسمعي
    حنانيك ما هذا الحنين المرَّجع
    فقالت وأنـّت أنة ً عن تنهدً
    وفي الوجه منها للتعجب موضع
    أيا ابني ما يعنيك من نوح أيم
    لها من رزايا الدهر قلب مفجَّع
    فقلت لها إني امرؤ لا يهمني
    سوى من له قلب كقلبي مروّع
    وإني وان جارت على َّ مواطني
    فؤادي على قطَّانهن مُوَزَّع
    أبوزع مني عمرك الله بالذي
    سألت فقد كادت حشاي تمزّع
    فقالت أعن هذي التي طال نحبها
    سألت فعندي شرح ما تتوقع
    ألا إنها سَلْمى تعيسة ُ معشر
    من الصيد أقوت دراهم فهي بلقع
    وصارعهم بالموت حتى أبادهم
    من الدهر عجَّار شديد مُصَرِّع
    فلم يبق إلا زوجها وشقيقها
    خليلٌ وأما الآخرون فودّعوا
    ولم يلبث المقدور أن غال زوجها
    سعيداً فأودى وهي إذ ذاك مرضع
    فربي ابنها سعداً وقام بأمره
    أخوها إلى أن كاد يقوى ويضلع
    فاذهب عنه الخالَ دهرٌ غشمشمٌ
    بما يوجع الأيتام مغرى ً ومولع
    جرت تنهٌ منها خاله انطوى
    بقلب رئيس الشرطة الحقدُ أجمع
    فزجَّ به في السجن بعد تجرُّم
    عليه بجرمٍ ما له فيه مصنع
    عزاه إلى إيقاعه موقعاً به
    وما هو يا ابن القوم للجرم موقع
    ولكن غدر الحاقدين رمى به
    إلى السجن فهو اليوم في السجن مودع
    فحَقَّ لسلمى أن تنوح فإنها
    من العيش سما ناقعاً تتجرع
    فلا غَرو من أم اليتيم إذا غدت
    ضحى العيد يبكيها اليتيم المضيَّع
    فعُدْتُ وقلبي جازع متوجع
    وقلت وعيني ثرَّة الدمع تهمع
    الا ليت يوم العيد لا كان إنه
    يجدد للمحزون حزناً فيجزع
    وجئت إلى ميعادنا عند صاحبي
    وقد ضمه والصحب ناد ومجمع
    فأطلعتهم طِلْعَ اليتيم فأفَّفوا
    وخبَّرتهم حال السجين فرجّعوا
    فقلت دعوا التأفيف فالعار لاصق
    بكم واتركوا الترجيع فالأمر أفظع
    ألسنا الألى كانت قديماً بلادُنا
    بأرجائها نور العدالة يسطع
    فما بالنا نستقبل الضيم بالرضا
    ونعنوا لحكم الجائرين ونخضع
    شربنا حميم الذل ملء بطوننا
    ولا نحن نشْكوهُ ولا نحن نَيجع
    فلو أن عير الحيّ يشرب مثلَنا
    هواناً لامسى قالساً يتهوع
    نهوضاً إلى العز الصراح بعزمة
    تخرُّ لمرماها الطُّغاة وتركع
    ألا فاكتبوا صك النهوض إلى العلى
    فإني على موتي به لموقِّع


  3. #3
    مراقب
    رفيق القمــر
    أقم في الارض صرحاً من ضياء

    أقم في الارض صرحاً من ضياء
    بحيث يمس كرسي السماءِ
    وبعدُ فجسم العرفان شخصا
    تردى المجد فضفاض الرداء
    وفي يسراه ضَع لوح المعالي
    وما وفي الثناء عليك مئن
    وأجلسه على الكرسي يمحو
    ويثبت ما يشاء من العلاء
    وقف وارفع اليه الطرف وانظر

    ألا يا كعبة الفضلاء يا من
    فضائله عظمن بلا انتهاء
    أهِم بأن أحيط بهن وصفا
    ومن لي بالإحاطة بالفضاء
    وأقدِم أن أتِم عُلاك مدحاً
    فيرجعني عُلاك إلى الوراء
    وما وفّى الثناء عليك مثنٍ
    لأنك فوق توفية الثناء
    وما اتقدت ذكاء بما يداني
    ذكاءك يا امام الاذكياء
    ولو كانت أشعتها تحاكي
    شعاعك ماانكسرن من الهواء
    بفكرك دوحة العرفان تنمو
    كذا الادواح تنمو بالضياء
    واقسم لو تكون من الذراري
    لكنت الشمس في كبد السماء
    ولولا الصبح يطلع كل يوم
    لقلت الصبح انت بلا مراء


  4. #4

  5. #5
    مراقب
    رفيق القمــر
    أقول لهم وقد جدّ الفراق


    أقول لهم وقد جدّ الفراق
    رويدَكم فقد ضاق الخِناقُ
    رحلتم بالبدور وما رحِمتم
    مَشُوقاً لا يبوخ له اشتياق
    فقلبي فوق ارؤسكم مطار
    ودمعي تحت ارجلكم مراق
    اقال الله من قود لحاظاً
    دماء العاشقين بها تراق
    وابقى اعيناً للغيد سوداً
    ولو نُسيتْ بها البيض الرقاق
    متى يصحو الفؤاد وقد أديرت
    عليه من الهوى كأس دهاق
    وليس الناس الا من تصابي
    لهوج الرامسات بها اختراق
    كأن لم تصبني فيها كعاب
    ولم يُضرب بساحتها رواق
    فعُجتُ على الطلول بها مُكِباً
    أسير عَضَّ ساعده الوَثاق
    حديد بارد في اللوم قلبي
    فليس له اذا طرق انطرق

  6. #6
    مراقب
    رفيق القمــر
    إذا انقضى مارْتُ فاكسر خلفه الكوزا



    لمن القصر لا يجيب سؤآلي
    آهلات رُبوعُه أم خوالي؟
    مشمخر البناء حيث ترآءى
    باليا مجده بلح الاطلال
    لم تصبه زلزال الارض لكن
    قد رمته السماء بالزلزال
    وكسته الأيام بالصمت لمَّا
    نطقتْ فيه حادثات الليالي
    فتراءت ابكاره شاحبات
    باكيات بأعين الآصال
    ايها القصر ايه بعض جواب
    لا تكن ساكتاً على تسْآلي
    ليت شعري والصمت فيك عميق
    ذاكر انت عهدهم ام سال
    ما تداعى منك البناءُ ولكن
    قد تداعى بناء تلك المعالي
    كنت كل البلاد في الطول والعرض
    وكل العباد في الاعمال
    كنت مأوى العلى مثار الدنايا
    مَهبط العز، مصدر الإذلال
    كنت جُباً وأيَّ جُب عميق
    بالعا للنفوس والاموال
    مَورِدا الخائنين كنت وكانت
    منك تدلي مطامع العمال
    قصرُ عبد الحميد أنت ولكن
    اين يا قصر اين عرش الجلال
    اين خاقانك الذي كان يدعى
    قاسمَ الرزق، باعثَ الآجال
    ما ارى اليوم ذلك المجد الا
    كخيال تمر بعد خيال
    هل وقوفي على مبانيك إلا
    كوقوفي على الطلول البوالي
    قد تخونتنا ثلاثين عاماً
    جئت فيها لنا بكل محال
    تلك اعوام رفعة للاداني
    تلك الاعوام حطت للاعالي
    يَثِب العدل طافرا كلما مـ
    ـرّ عليها مشمِّرَ الأذيال
    ملأت خطة الزمان شنارا
    فأبتها كل العصور الخوالي
    وكأني أرى اضطراب نفوس
    كنت تغتالها وأي اغتيال
    أسمع الآن فيك ما كان يعلو
    من أنين لها ومن إعوال
    وترقت الى ذؤابة اعلى
    كوكب في سمائه جوال
    وهي اليوم أحرقتك بشُهب
    قذفتها عليك ذات اشتعال
    لم يضع مجدها وان هي امست
    ضائعات الاشلاء والاوصال
    كيف ننسى تلك الخطوب اللواتي
    لقحت منك حربها عن حيال
    يوم كنا وكان للجهل حكم
    خاذل كل عالم مفضال
    آمر من عتوه كل امر
    يغرس البغضَ في قلوب الرجال
    أفأصبحتَ نادماً أيها القصـ
    ـرُّ تبالي بالقوم أم لا تبالي؟
    لم تفدك الندامة اليوم شيئاً
    قضى الامر فاصطبر باحتمال
    وعزاء فلستَ أولَ قصر
    نكس الدهر من ذراه العوالي
    قد تداعى من قبلُ إيوان كسرى
    بعد ان طال شاهقات الجبال
    وكأين من قصر ملك ترَامى
    ساقطا بالملوك والاقيال
    فابق يا قصر عابس الوجه كيما
    يصبحَ الملك باسم الآمال
    ولسنا "وإن كانت كباراً قصورنا"

    وتعثر فلا لعا لك حتى
    ينهض العدل ناشطا من عقال
    إنما نحن أمة تدرأ الضيـ
    ـم وتأبى أن تستكين لوالي
    امة سادت الانام وطابت
    عنصرا من أواخر وأوالي
    فإذا ما غلا الغشومِ نهضنا
    فقذفناه سافلا من عال
    نملأ الارض ان مشينا لحرب
    بزئير الغضنفر الرئبال
    واذا ما غل المليك رددناه
    ذليلا يقال بالاغلال
    نحن من شعلة الجحيم خلقنا
    لأولى الجوْر لا من الصلصال
    يا ملوك الانام هلا اعتبرتم
    حائمات على الذي فيك أبقيـ
    ليس عبد الحميد فردا ولكن
    كم لعبد الحميد من أمثال
    فاتركوا الناس مطلقين والا
    عشتم موثقين بالاوجال
    هل جنيتم من التجبر الا
    كل اثم عليكم ووبال
    فمشى اليه ابو دلامة مخرجا
    زادا تعلق بالسموط مشالا



  7. #7
    مراقب
    رفيق القمــر
    إياك والبصرَّة المُضنى توطُّنها

    إياك والبصرَّة المُضنى توطُّنها
    فلا تمرَّنَّ فيها غير مظطعِن
    لا تعجبنك بالأشجار خُضرتها
    حسناً فما هي الا خضرة الدمن
    ما ان اقام صحيح في مساكنها
    إلا وسافر عنه صحة البدنِ
    ماء زُعاق وجو قاتم وهوى
    نَتن وشدة ُ حر غير مُؤتمَن
    انظر تجد كل اهليها كأنهم
    من السقام استحقوا الدرج في الكفن
    صفر الوجوه قد امتصت دماءهم الـ
    ـحمَّى وقد حرَمتهم لذة الوَسَن

  8. #8
    مراقب
    رفيق القمــر
    اللؤم داءٌ في النفوس عياء

    اللؤم داءٌ في النفوس عياء
    لم يَشفِ منه سوى الحمامِ دَواءُ
    لو كان في الدأماء كل عيوبه
    بل بَعْضهن لأنتنَ الدأماء
    ولوَ أنّ في كرَة الهوا طباعة
    فسدت فمات بنتنها الأحياء
    ألقتْ عليه يدُ الزمان مخازيا
    منها تلوح بوجهه الفحشاء
    وجه أقام الدهرُ فيه من الخنا
    سمة ً فعاد وليس فيه حياء
    يا ماشياً يختال في غلوائه
    «أطرِقْ كرَى » ما هذه الخيلاء
    هب غفلة الجهلاء عنك طويلة
    أفَلَيْسَ تعلمِ خِزيَك العقلاء​


  9. #9
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2020
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,469 المواضيع: 3
    التقييم: 2507
    شكرا اخي

  10. #10
    مراقب
    رفيق القمــر
    الا لفت منا إلى الزمن الخالد


    الا لفت منا إلى الزمن الخالد
    فتغبِط من أسلافنا كل مِفضال
    تَلونا أناساً في الزمان تقدمُوا
    وكم عِبرَة فيمن تقدم للتالي
    ألا فاذكروا يا قوم أربع مجدكم
    فقد درست إلا بقية أطلال
    تطلبتمُ صفوَ الحياة وأنتمُ
    بجهل، وهل تصفو الحياة ُ لُجهال؟
    وما أنتم إلا كسكران طافح
    تحسى من الصهباء عشرة أرطال
    مشي بارتعاش في الطريق فتارة
    يقوم وأخرى ينهوي فوق أو حال
    يمد إلى الجدران كف استناده
    فتقذفه الجدران قذيفة أذلال
    ويفتح للطراق مقلة حانق
    فيغمضها خزيان عن شتم عذال
    رمى الدهر قومي بالخمول فلمتهم
    وأوسعتهم عذلا فلم يُجد تعذالي
    فهاج البكى يأسي فلما بكيتهم
    بدمعي حتى بل دمعي سِربالي
    نظرت إلى الماضي وفي العين حُمرة
    كأن على اماقها نضح جريالي
    سيروا البرق بينهن رسولا

    فشمتُ بروق الأولين منيرة
    على أفق من ذلك الزمن الخالي
    "تنورتها من أذرعات وأهلها
    بيثربَ أدنى دارها نظر عال»
    وقلبت طرفي في سماء رجالها
    وهم فوق عرش من جلال محلال
    فآنست آتارا وهم سِلك درها
    وأبصوت أعمالا وهم جيدها الحالي
    ولما طويت الدهر بيني وبينهم
    على بعد أزمان هناك وأجيال
    قعدت بأوساط القرون فجاءني
    "أبو بكر الرازي"فقمت لإجلال
    فتى عاش أعمالاً جساما وإنما
    تقدر أعمار الرجال بأعمال
    حكم رياضي طبيب منجم
    أديب وفي الكمياء حلال أشكال
    أني فيلسوفا للنفوس مهذبا
    بأفضل أفعال وأحسن أقوال
    لقد طبب الأرواح من داءِ جهلها
    كما طبب الأجسام من كل إغلال
    تولد عامَ الأربعين الذي انقضى
    لثالث قرن ذي مآثر أزوال
    إلى زكريا ينتمي إنه له
    أب تاجر في الري صاحب أموال
    على حينَ كانت بلدة ُ الري عادة
    إلى العلم تعطو جيدَها غيرَ مِعطال
    مدارسُ بالشبان تزهو ودونها
    كتاتيب للتعليم تزهو بأطفال
    بها جل درس القوم طب وحكمة
    وفلسفة فيها لهم أي إيغال
    وكانت نفيسات الصنائع عندهم
    يحاوالها ذو الفقر منهم وذو المال
    بل الحال في البلدان طرا كذا الحال
    فإن هدى الإسلام أنهى فتوحه
    وآصلها للحد أحسن إيصال
    وبدل أبطال الحروب من الورى
    بأبطالِ علْم للجَهالة قُتال
    فدارت رحى تلك العلوم وقطبها
    ببغدادَ مركوزُ بربوة إجلال
    وكانت يد المأمون في ذاك أخجلت
    لسان العلي في شكره أي إخجال
    تدرّج في تلك المدارس ناشئا
    مترجمنا يسعى بجد وإقبال
    تعلم فن الصوت باديء بدئه
    ومارس تفصيلاً به بعد إجمال
    فكانت بموسيقى اللحون دروسه
    تغَنَّى بأهزاج وتشدو أرمال
    وقد جاوز العشرين سنا ولم يكن
    بشئ سوى فن الغناء بميال
    فرام أبوه منه تحويل عزمه
    بجذب إلى شغل التجار وإدخال
    فقال له دعني مع العلم إنني
    إذا ما أمَتُّ الجهلَ أحييتُ آمالي
    وهل يستطيع المرءُ شغلا إذا غدا
    له شاغل بالعلم عن كل أشغال
    هنالك استقى الرازي من العلم شربه
    فجاد بإعلال له بعد إنهال
    سعى سعيه نحو التعلم بادئاً
    بعلم لدى أهل التفلسف ذي بال
    وقد كان مفتاح العلوم تفلسف
    تُفكُّ به من جهلهم كلُّ أغلال
    فزاول أنواع العلوم تنقُّلا

    نضا همَّة ً في العلم مشحوذة الشَّبا
    جلت ما لحرب الجهل من ليل قَسْطال
    وقد أكمل الطب المفيدَ قراءة ً
    على الطبريِّ الحبر أحسنَ إكمال
    ومذ جاوز الرازي لثلاثين واغتدى
    مُدلا على أقرانه أيّ إدلال
    رأى من تمام العلم للمرء أنه
    يَسيح بضرْب في البلاد وتجوال
    وما العلم إلا بالسياحة إنها
    لمن عملوا في علمهم درس أعمال
    فقام وشدّ الرجل والغرزَ وامتطى
    لقطع الفيافي متن هوجاء شملال
    فجاء بلادَ الشام توّا وجازها
    إلى مصر في وخد حثيث وإر قال
    وخاض عُباب البحر للغرب قاصدا
    مواطناً للإسلام لم يسلها السالي
    ففيها احتلاه العز مذ لاح طالعاً
    لها كهلالِ يُجتلى عند إهلال
    وحل حلول البدر في السعد نائلاً
    بقرطبه آماله ناعم البال
    وهب هبوب الريح ثمة ذكره
    يطير على صيت من العلم جوال
    وودعها من بعد ذلك راجعاً
    إلى مصرَ لا توديعَ مُستَكره قال
    ومنها إلى بغداد سافر قاطعاً
    إليها الفلا ما بين حَلْ وترحال
    فأرقى عصر التسيار من عرصاتها
    بمغرس عرفان ومَنبِتِ إفضال
    وبغداد كانت وهي إذ ذاك جنه
    بها العلم أجرى منه أنهار سلسال
    كأن رجالَ العلم في غُرُفاتها
    بلابل تشدو غدوة بين أدغال
    فكم محفل للكتب فيه خزانة
    وكم مَرصد دان وكم مَرقب عال
    ولما غدا الرازي ببغداد باسطاً

    أقيم لمارستانها عن كفاءة
    رئيساً بتطبيب وتدبير أحوال
    فرتب مرضاه وأصلح شأنه
    بما كان لم يخطر لسابق أجيال
    وضل به يسعى طبيباً ممرضاً
    ويبذل جُهدا لم يكن فيه بالآلى
    لدى سُرُر المرضى تقرر في الحال
    فقد كان يلقيها على القوم ناطقاً
    بأوضح تبيان وأحسن إملال
    لقد أشغل الرازي ببغدادَ شغلهُ
    عدا الطب في الكِمْياء أعظم إشغال
    فقضى بها أيامه في تجارب
    وواصل أبكاراً لهن بآضال
    فلقب فيها بالمجرِّب حرمة
    تفردَ مخصوصاً بها بين أمثال
    وأصبح مشهوراً بأسنى مآثر
    من العلم لم يُسْبَق إليها وأعمال
    فإن أبا بكر لأولُ مفصح
    إلى الناس بالدرس السريري مقوال
    وأولُ من أبدى لهم كيف يبتنى
    ويُفرش مارستانهم قصد إبلال
    وألف في المستشفيات مؤلفاً
    تقصى به في وصفها دون إغلال
    ولا تنس للرازي الكحول فإنه
    يجدد طول الدهر ذكراه في البال
    ومن عمل الرازي انعقاد لسكر
    وما كان في محصوله غيرَ سيَّال
    أرى العلم كالمرآة يصدأ وجهه
    وليس سوى حُسن الخلائق من جال
    أخو العلم لا يغلو على سوء خلقه
    وذو الجهل إن أخلاقه حسنت غال
    ولو وازنَ العلمُ الجبال ولم يكن
    له حسنُ خُلق لم يَزن وزَن مثقال
    وإن المساوي وهي في خلق عالم
    لأقبح منها وهي في خُلق جُهال
    «لعمري وما أدري وقد آذن البلى
    بأحسن أخلاق وأشرف أفعال
    خلائق غُرّ إن أردت بيانها
    بدأتُ بحرف الحاء والميم والدال
    بكل هزيل الجسم من سقم إقلال
    ويفتقد المرضى بفحص وتسال
    وتيهم بالمال والعلم مسعداً
    لتطبيب أوجاع وتأمين أوجال
    وما كان يقنو المال إلا لبذله
    لتعليم علم أو لإعطاء سُؤَّال
    وكان حليف الجد لم يأل جهده
    بدحض خصوم العلم من كهزال
    فكم راح مخذولاً به متطبب
    سعى كاذباً في طبه سعي إضلال
    وكان سليما في العقيدة قلبه

    وخلِّ تفاصيل الألى ينسبونه
    لزيغ فقد أغناك عنهن إجمالي
    ولما قضى الرازي ببغدادُ بُرهة
    مضى قافلاً للري شوقاً إلى الآل
    وألف للمنصور إذ ذاك بأسمه
    كتاباً حوى من الطب أحسن أقوال
    ولم تصف للرازي أواخر عمره
    وعاد أخاهم شديد وبالبال
    فقد عمِيت عيناه من بَعد واغتدى
    يجول من الفقر الشديد بأسمال
    وإن عدا الدهر شنشنة له
    يصول بها قهراً على كل مفضال
    ولما انتهى نحو الثمانين عمره
    قضى نحبه من غير مال وأنسال
    ولكنه في الناس خلف بعده
    من العلم آثاراً قليلة أمثال
    فكم كتب أبقى بها الذكر في الورى
    وألفها نسجاً على خير منوال
    وما ضر من أحيا له العلمُ بعده
    على الدهر ذكراً أنه مَيت بال
    وإني وإن طنبت في بحر علمه
    لمقتصر منه على بعض أوشال
    وها أنا أنهي القول لا لتمامه
    ولكن لعجزي عن نهوض بأجبال
    وأجعل هذا الشعر مسكاً ختامه
    بما قال في بيتين معناهما حال
    "بعمري وما أدري وقد أذن البلى
    بعاجل ترحال إلى أين ترحالي»
    «وأين محل الروح بعد خروجهم
    من الهيكل المنحل والجسد البالي"



صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال