المختبرات التونسية. تسعى تونس، التي بلغ عدد الإصابات فيها من جراء فيروس كورونا أكثر من 100 ألف إصابة، للحصول على اللقاح المضاد لمرض كوفيد-19 بكميات كافية وفي أقرب وقت ممكن.
وكشف المدير العام لمعهد باستور، وعضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا، الهاشمي الوزير، في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية، أن وزارة الصحة التزمت مع مختبر دولي معروف من أجل الحصول على 6 ملايين جرعة من اللقاح المضاد للفيروس.
وأشار إلى أن اللقاحات من المقرر أن تصل للبلاد خلال شهري أبريل أو مايو من عام 2021، وسيستفيد منها 3 ملايين تونسي، على اعتبار أن التلقيح يتم على جرعتين.
وأوضح الوزير أن الاتفاق المبدئي يتضمن تفاصيل السعر والكميات ومواعيد التسليم، مشيرا إلى أنه يتم حاليا الإعداد لعقد الشراء في انتظار إقراره من الجهات الحكومية في الدولة.
وسيتمّ الإعلان عن اسم المختبر بعد الانتهاء من إبرام العقد رسميا معه، واكتفى الهاشمي الوزير بالتوضيح أن التلقيح يعتمد التقنية الجديدة messenger RNA التي استعملها اثنين من أكبر المختبرات العالمية، وأن تونس ستحصل على التلقيح بسعر جيد، وفق قوله.

ويستعمل لقاح مختبرات شركة موديرنا الأميركية لتصنيع الأدوية، ولقاح طورته شركة الأدوية الأميركية فايزر بالشراكة مع مختبرات بيونتيك الألمانية، نسخة صناعية من المادة الوراثية لفيروس كورونا المستجد، تسمى "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (messenger RNA) أو "إم آر إن إيه" (mRNA) لبرمجة خلايا الشخص لإنتاج العديد من النسخ الجزئية من الفيروس.
وتطلق هذه النسخ إنذارات في جهاز المناعة لكي تحفزه على الهجوم في حال محاولة الفيروس الحقيقي للغزو، ويعطى اللقاح على جرعتين تفصلهما 4 أسابيع.
ويستوجب لقاح موديرنا نقله في حرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر، على أن يخزن لاحقا في ثلاجة تحت 2 إلى 8 درجات مئوية لمدة أقصاها 30 يوما، وحدد سعره تقريبيا بـ25 دولارا للجرعة، أي ما يعادل 68 دينارا تونسي، فيما يتطلب لقاح فايزر-بيونتيك عند نقله درجة حرارة 70 درجة مئوية تحت الصفر، وحدد سعره عند 19.5 دولارا، أي ما يقرب من 53 دينارا تونسي.


وأكد الباحث والطبيب مدير عام معهد باستور تونس الهاشمي الوزير، أنه تمّ اختيار المختبر نظرا لفاعلية التلقيح الذي طوره في حماية الناس ضد فيروس كورونا بنسبة 90 بالمائة حسب تقديره، وليس له أعراض جانبية خطرة، وأضاف أنه يتم إعداد استراتيجية من أجل توفير كل الظروف الملائمة لتخزين اللقاح وتوزيعه في كامل البلاد.
وبيّن المسؤول أنه بالتوازي مع السعي لشراء اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، تعمل تونس على عقد صفقة أخرى للحصول على المواد الأولية للقاح وتركيبها في البلاد، حتى تتمكن من توفير اللقاحات لـ50 بالمئة من التونسيين.
وبخصوص مشروع معهد باستور تونس للبحث عن لقاح لفيروس كورونا المستجد، صرح مدير المعهد الهاشمي الوزير أنه مازال في المراحل المخبرية الأولى والتجارب على الحيوان، وأشار إلى فإنه إمكانية تغيير هدف المشروع أو إيقافه مع التوصل إلى لقاحات في مختبرات دولية عدة.


من جهته تحدث وزير الصحة التونسي فوزي مهدي، عن السعي لوضع رزنامة تلقيح خاصة بمرض كوفيد-19، وذلك خلال جلسة برلمانية يوم الجمعة، خصصت للمصادقة على ميزانية وزارته للسنة القادمة.
كما أعلن في وقت سابق خلال النّدوة الصحفيّة الأسبوعية المخصّصة لمتابعة الوضع الوبائي في البلاد، أنه من المتوقع أن تنجح تونس في الحصول على تلقيح مضاد لفيروس كورونا المستجد يقدّم على جرعتين لـ25 بالمئة من المواطنين في المرحلة الأولى.
وتوقع أن تصل اللقاحات بين شهري أبريل ومايو 2021، وسيتم إعطاء الأولويّة لكبار السنّ والحوامل وحاملي الأمراض المزمنة والعاملين في القطاع الصحّي، كما أن عملية التلقيح ستكون اختيارية وغير إجبارية.
وشهدت تونس ارتفاعا في عدد الوفيات من جراء فيروس كورونا في الشهرين الأخيرين، إذ بلغت 1397 وفاة في شهر أكتوبر، و1534 وفاة في شهر نوفمبر.
وأفادت بيانات وزارة الصحة التونسية أن العدد الإجمالي للوفيات من جراء الإصابة بعدوى فيروس كورونا بلغ 3547 حسب آخر حصيلة، أما عن إجمالي الحالات المكتشفة فقد تجاوزت 104 آلاف شخص.
وعرفت البلاد في الفترة الأخيرة استقرارا في أعداد الوفيات المسجلة يوميا وحالات الإصابات منذ أسابيعK وتشير تقديرات وزارة الصحة التونسية إلى إمكانية تسجيل الذروة في الإصابات بفيروس كورونا منتصف شهر ديسمبر الجاري.