أكثر من 100 عالم في 112 دولة أسهموا في تجميع وتحليل بيانات ازدهار الطحالب الضارة (ملفيل جابان – يوريك أليرت)
بعد 7 سنوات من العمل الشاق، ساهم أكثر من 100 خبير من 112 دولة في تقديم أول تقييم عالمي للكائنات المسببة لازدهار الطحالب الضارة وجمعوا بيانات 3 عقود كاملة، وأسهموا في تحليل بيانات كتلة الطحالب الضارة التي تم جمعها، فيما يشكل أول نهج يستخدم البيانات الضخمة في هذا المجال.
واستخدم النهج الجديد البيانات التي تم جمعها من عام 1985 إلى 2018 لاكتشاف التغيرات في التوزيع العالمي للطحالب الضارة، وسينشر برنامج ازدهار الطحالب الضارة "هاب" (HAB)، التابع للجنة علوم المحيطات الحكومية الدولية التابعة لليونسكو تحليلا لما يقرب من 10 آلاف من حالات ظهور وازدهار الطحالب الضارة في جميع أنحاء العالم على مدى 3 عقود.
يوضح المؤلفون بالتفصيل الأضرار الصحية والاقتصادية التي تسببها الطحالب الدقيقة الضارة، بما في ذلك: التراكم الأحيائي للسموم في المأكولات البحرية (المشكلة الأكثر شيوعا لتكاثر الطحالب الضارة، مقسمة حسب المنطقة وأنواع الطحالب) وذلك وفقا للتقرير المنشور على موقع يوريك ألرت (Eurek Alert) بتاريخ 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وكذا تكاثر الطحالب الدقيقة السامة أو غير السامة التي تتسبب في تغير لون المياه أو الزبد أو الرغوة، مما يضر بالسياحة أو مصايد الأسماك أو كلتيهما، مما يتسبب عادة في إغلاق الشواطئ ومحطات تحلية المياه.
ودرس الباحثون أيضا ما إذا كان الاستغلال المتزايد للموارد البحرية قد يؤثر على ازدهار الطحالب الضارة، ويقيِّم العمل حالات الطحالب الدقيقة المنتجة للسموم، واحتمالية التغيير في ترددات ظهور ازدهار الطحالب الضارة، والمدى الناجم عن التغير البيئي على المستوى المحلي والعالمي.
سيتبع ذلك نشر النتائج الرئيسية لمجموعة كاملة من 13 بحثا في إصدار خاص من دورية الطحالب الضارة "هارمفول ألجي" (Harmful Algae)، وهي مجلة علمية بارزة توفر منتدى لتعزيز المعرفة بالطحالب الدقيقة الضارة، وكذلك مراقبتها وإدارتها ومكافحتها.
ازدهار الطحالب ماذا يعني؟
يشير مصطلح ازدهار الطحالب الضارة لبقعة مرئية أو غير مرئية من الطحالب الدقيقة أو العوالق (الهائمات النباتية) نتيجة ازدهار نوع أو أكثر من الأنواع المنتشرة بكثافة عالية في المياه، ومصحوبة بتلون واضح للمياه الطبيعية، والتي تؤثر سلبا على النظم الإيكولوجية المائية أو صحة الإنسان.
نفوق هائل للأسماك في البرازيل نتيجة لازدهار الطحالب الضارة (آنا بيروجيني – ويكيبيديا)
ويمكن أن يستمر الازدهار من بضعة أيام إلى عدة أشهر، وتحتوي البقع على كائنات حية يمكنها خفض مستويات الأكسجين وقتل الحياة البحرية، وبعد موتها، تستهلك الميكروبات التي تحلل الطحالب الميتة المزيد من الأكسجين. وعندما تغطي هذه المناطق مساحة كبيرة لفترة طويلة من الزمن، يشار إليها على أنها مناطق ميتة، حيث لا تستطيع الأسماك ولا النباتات البقاء على قيد الحياة فيها.
وتحتوي البقع المائية على ما يقرب من 200 نوع من الكائنات الحية التي تنتج سموما قوية أو تتسبب في ضرر من خلال كتلتها الحيوية الهائلة، وتستنفد الأكسجين وتضر بجمال البحر بألوان غريبة، وبالزبد والرغاوي.
قواعد بيانات عامة
ينشئ هذا العمل أول خط أساس على الإطلاق لتسهيل التتبع المستقبلي واكتشاف التغييرات في مشاكل برنامج ازدهار الطحالب الضارة في العالم، وللمساعدة في إدارة المشكلات في المستقبل.
تضمن المشروع استغلال قاعدة البيانات العالمية لأحداث أو حالات الطحالب الضارة "هيدات" (HAEDAT)، التي تتكون من 9503 حالات، لها تأثير واحد أو أكثر على المجتمع البشري، وهي قاعدة البيانات الوحيدة الموجودة للمعلومات حول حالات ازدهار الطحالب الضارة المرتبطة بإجراء إداري أو تأثير اقتصادي/بيئي سلبي، ويشمل حالات تلون المياه غير السامة، ونقص الأكسجين وغيرها من الأضرار التي تلحق بالأسماك.
الزبد الأخضر في أسوأ ازدهار للطحالب الضارة شهدته بحيرة إيري منذ عقود (مرصد الأرض – ناسا)
ونجح المشروع في إثراء العديد من قواعد البيانات المهمة مثل نظام معلومات التنوع البيولوجي للمحيطات "أوبيس" (OBIS)، والذي يحتوي على 7 ملايين سجل من الطحالب الدقيقة، بما في ذلك أكثر من 289 ألف حالة من أنواع الطحالب السامة.
فضلا عن قاعدة بيانات النطاق الجغرافي لأنواع الطحالب الضارة "هابماب-أوبيس" (HABMAP-OBIS)، التابعة للبرنامج الدولي لتبادل البيانات والمعلومات لعلوم المحيطات (IODE) التابع بدوره للهيئة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو، والتي تشارك عن كثب في العديد من الشراكات الدولية لاستدامة المحيطات.
وأخيرا، قائمة مراجع تصنيف الطحالب الدقيقة الضارة من اللجنة الأولمبية الدولية واليونسكو، وتتضمن الأسماء المقبولة رسميا لأكثر من 150 من الطحالب الدقيقة من العوالق أو الطحالب القاعية التي ثبت أنها تنتج السموم.
قارب يسير داخل ازدهار طحالب ضارة بالمياه العذبة (عليم يوسف – ويكيبيديا)
أهمية العمل
تم تجريب العمل بواسطة 18 مؤلفا رئيسيا من 14 دولة مع أكثر من 100 خبير مساهم من 112 دولة، وسيساعد الباحثون في المستقبل على تحديد توزيع أنواع تكاثر وازدهار الطحالب الضارة عالميا.ويحاول المشروع التوصل إلى معرفة كيف يتغير التوزيع الجغرافي وخصائص وتواتر وكثافة تكاثر الطحالب الضارة وما إذا كانت هذه التغييرات تُعزى إلى تغير عالمي، وكيف يبدل تغير المناخ والعوامل الأخرى تأثيرات ازدهار الطحالب الضارة على صحة الإنسان والنظم الإيكولوجية والاقتصاد والأمن الغذائي والمائي.