غياب الأب وأثره على تنشئة الأبناء
ابناؤنا امانة عندنا وهم من نعم الله علينا لذا وجب علينا الاهتمام بهم وتنشئتهم التنشئة الصحيحة ذلك ان التنشئة الاجتماعية تؤثر في حياة الأطفال ألصغار حيث يكتسب الطفل الاتجاهات والقيم والأخلاق الموجودة عند والديه ولذلك ما يتعلمه الطفل من والديه سيؤثر على حياته مستقبلاً ، وفي بعض الأحيان يكون الطفل نسخة عن والديه.إن أشدّ ما يعانيه الأطفال خلو البيت من الآباء نتيجة وفاة الأب أو زواجه من أخرى وإقامته معها بعيداً عن الأسرة الأولى أو نتيجة المرض ، ولكن أشد ما يعانيه الأطفال هجرة الآباء من أجل العمل لفترات طويلة في دول أخرى ، وأيضاً الآباء الذين يعملون في متاجرهم ومهنهم المختلفة حيث يخرجون من الصباح ويعودون في ساعات متأخرة من المساء ، ويعودون منهكين من العمل وغير متفرغين لمشاكل أطفالهم ولا يهتمون بهم.يقول احد المستشارين الأسريين : ” من الواجب على الآباء أن يولوا أطفالهم الرعاية والحنان والحب والعطف ، وألا يقتصر اهتمامهم على تأدية الواجبات ، فالطفل يشعر بذلك ويميز ويشعر بالسعادة والرضا إذا شعر بأن والده يرعاه ويحبه ويعطف عليه ويبين أهمية هذا الطفل في الأسرة وبمكانته”.ويضيف : “إن الآباء الذين يؤدون واجباتهم نحو أطفالهم من مأكل وملبس وأدوات أخرى لا يشعرون بالسعادة وبلذة الحياة مثل الآباء الذين يقدمون الرعاية والعطف والحنان والحب لأطفالهم قبل تأديتهم لواجباتهم ، حيث يظنون أن الطفل لا يفكر ولا يشعر بذلك ويظنون أيضاً أن إقامة العلاقة مع الطفل فقط عندما يكبر”.الامر الذي يجعل الطفل يعاني من اثار سلبية كثيرة منها :
1 – يؤثر غياب الأب على نمو الطفل وعلى ثقافته وشخصيته.
2 – الحرمان من العطف.
3 – يؤثر على تشكيل الضمير الأخلاقي لدى الطفل.
4 – يؤدي لصراعات نفسية وإلى الاضطراب وانعدام التوازن العاطفي والأمن النفسي.
5 – يؤثر على مدى تقبل الطفل لرفاقه من المرحلة العمرية نفسها ، ما يقلل من كفاءة الطفل مستقبلاً.
6 – يؤثر على مستوى التحصيل الدراسي.
7 – يؤثر في النمو النفسي والعقلي حيث يتعرض الطفل الغائب عنه والده للخوف والحرمان والتهديد والاكتئاب.
8 – يؤثر في اكتساب الطفل الأدوار الاجتماعية كالذكورة والأنوثة ، والتي تعد أساسها عملية تعلم اجتماعي تحقق للمجتمع البقاء والاستمرارية فيكتسب الطفل صفات الذكورة والطفلة صفات الأنوثة.
9 – يؤثر في استقلال شخصيات الأطفال وفي اعتمادهم على أنفسهم.
10 – يؤدي إلى الاضطرابات السلوكية والجنوح أحياناً.
11 – يتألم الأطفال الذين توفي آباؤهم مبكرين إذا تحدثوا أمام زملاؤهم عن آبائهم وكيف يعاملونهم وماذا يحضّرون لهم؟ ولذلك يعملون لمرافقة أصدقائهم من الأيتام ، لأنهم مثلهم يفتقدون الحب والرعاية والعطف والحنان.
12 – يكون فاقد الأب أكثر إحساساً بالقلق والشعور بالنقص والغيرة وأقل نضجاً ورغبة في التفاعل الاجتماعي مع غيره ويكون أكثر اكالية .
13 – يكون ضعيف الثقة بالنفس وأقل التزاماً بالنظام.
14 – يكون قليل الانتباه والتركيز والاستجابة وأقل قدرة على السيطرة على نوبات الغضب التي تنتابه.
ومجمل القول إن غياب الأب عن الأسرة لأسباب الوفاة أو الهجر أو لظروف العمل المختلفة أو للزواج من أخرى أو للطلاق أو نتيجة المرض ، له أثر سلبي على حياة الأطفال ، حيث يؤثر على نموهم العقلي والانفعالي والاجتماعي والجسمي والنفسي ، وعلى ثقافتهم وتفاعلهم مع الآخرين ، وعلى مستوى تحصيلهم الدراسي. ومن الواجب على الاباء أن يهتموا بابنائهم يمنحوهم الرعاية والعطف والحنان والحب حتى يجنبوهم الاثار السلبية وحتى تكون لمه شخصية قوية و يتمكنوا من الاعتماد على انفسهم مستقبلا و على تحمل مسوؤلياتهم ويكونوا افرادا فاعلين في مجتمعهم قاديرين على خوض غمار الحياة بكل شجاعة و بكل وثقة وعزيمة قوية صلبة .