قال عامل البناء: إنها تمطر. سيكون يومي موحلاً.
قال ساعي البريد: إنها تمطر. سأقضي يوماً بائساً.
قال سائق التاكسي: إنها تمطر. سيزداد عدد زبائني.
قالت ربة المنزل: إنها تمطر، أي بؤس هو الخروج إلى
السوق وشراء العَلَف.
قالت العانس: إنها تمطر وستنهار تمشيطة شعري.
ضحك الفلاح الأول: إنها تمطر وسيزدهر قمحي.
بكى الفلاح الثاني : إنها تمطر وسيفسد قطني.
قال بائع المظلات: إنها تمطر، ما أجمل الطقس اليوم.
قالت العجوز: إنها تمطر وسأعجز عن مغادرة البيت.
قال حفار القبور: إنها تمطر، سيزداد التراب ثقلاً وسأتعب.
العاشقة لم تقل شيئاً...
تأملت ذلك الانهمار المتوحش، وأصابع الماء الشفّافة
تتحسّس نوافذها بفضول محموم الانسكاب.
العاشقة قالت لنفسها بلا صوت:
أن تمطر أو لا تمطر.أن تشرق الشمس أو لا تشرق عبر الغيوم.
أن يطلع قوس قزح أو تنسكب العتمة. أن يعربد الرعد
أو تجن سياط البرق المضيئة...
ما الفرق؟!
ما دام حبيبي سيأتي لنسهر الليلة معاً... فالطقس بديع ڪيفما ڪان .!