TODAY - 21 October, 2010
المالكي: ماضون بحزم تجاه تشكيل الحكومة.. ووصلنا للمرحلة النهائية
قال عقب مباحثاته مع الرئيس مبارك وموسى: العراقيون يختلفون لكنهم يتفقون في النتيجة
القاهرة: صلاح جمعة
قال نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته: «إننا ماضون بحزم تجاه تشكيل الحكومة، ووصلنا إلى المرحلة النهائية، وقد تمت طمأنة الجامعة العربية بشأن تشكيل الحكومة، فالعراقيون يختلفون لكنهم يتفقون في النتيجة حتما». جاء ذلك عقب مباحثات أجراها في القاهرة أمس مع الرئيس المصري حسني مبارك والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى.
وصرح المالكي عقب مباحثاته مع مبارك قائلا: «عرضنا من جانبنا الجهود والاتجاهات الرامية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، لكي يكون شعار المرحلة المقبلة هو البناء والإعمار وتثبيت الأمن».
وأشار المالكي إلى أن الرئيس مبارك أصدر توجيهات مباشرة لرئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط، لمتابعة عمل الشركات المصرية في العراق، والعمل على زيادة مساهمتها في جهود التنمية والإعمار في العراق. وقال «تعهدنا بتقديم كل التسهيلات اللازمة، حتى تكون الشركات المصرية موجودة في السوق العراقية، إلى جانب الشركات الأجنبية الأخرى العاملة في العراق». وأضاف «اتفقنا على تذليل العقبات التي قد تظهر أمام عمل تلك الشركات المصرية من خلال متابعة مباشرة واتصالات مستمرة بين المسؤولين في البلدين، سواء تعلق الأمر بالشركات العاملة في مجالات الإسكان والبترول والغاز وإقامة المستشفيات والعمل على إقامة سوق تجارية حرة مشتركة تسهل حركة التجارة بين البلدين، إضافة إلى إمكانية نقل الغاز العراقي عبر خط الغاز العربي، الذي يبدأ من مصر وينطلق إلى دول عربية أخرى».
وأعرب المالكي عن سعادته بزيارة مقر الجامعة العربية، وقال إنه تباحث مع الأمين العام للجامعة عمرو موسى، في القضايا العربية والوضع في العراق، خاصة ما يجري من حوار وعمل متواصل من أجل وصول العراق إلى تشكيل الحكومة الجديدة وعملية التنمية وبناء العراق والانتهاء من ملف الأمن والإرهاب. وقال «وجدت من المناسب جدا أن أضع الأمين العام والسادة الأمناء المساعدين في الجامعة العربية في صورة الأوضاع العراقية والإجابة عن كثير مما يتفضلون به من أسئلة بالنسبة للشأن العراقي والوضع الداخلي.. وقلنا إننا ماضون بحزم تجاه تشكيل الحكومة، ووصلنا إلى المرحلة النهائية، وقد تمت طمأنة الجامعة العربية بشأن تشكيل الحكومة، فالعراقيون يختلفون، لكنهم يتفقون في النتيجة حتما». وأضاف أن مطلبنا من الجامعة العربية أن تقف بجانب العراق، مشيرا إلى أن عقد القمة العربية المقبلة في بغداد، دليل مساندة ووقوف العالم العربي كله إلى جانب العراق.
وردا على سؤال بشأن زيارته الحالية لمصر وأنها تأتي بعد زيارة إياد علاوي، زعيم القائمة الوطنية، وعمار الحكيم إلى الجامعة العربية ومصر، وهل هذا يؤكد أنهم جاءوا لتشكيل الحكومة من القاهرة، قال المالكي: «زيارتي تأتي في إطار العلاقات المتبادلة بين العراق ومصر، وهي دولة بيننا وبينها اتفاق ورغبة تمكين وتأصيل العلاقات وتوطيدها، لذلك كان الذي طرحناه مع الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف، هو كيفية مساهمة شركات مصرية في إعمار العراق والتعاون في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية والطاقة والغاز، وغير ذلك من الأمور.. ومن الطبيعي أن نأتي إلى مصر باعتبارها الدولة العربية الكبرى».
وحول زيارته لإيران قبل مصر ونتائج تلك الزيارة وموقف إيران من تشكيل الحكومة، قال المالكي إن المشروع الذي نحمله قد يختلف من دولة إلى دولة في بعض التفاصيل، ولكنه واحد في زياراتنا، وهو تمتين العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة وتوضيح المخاوف التي ربما تتحرك في هذا البلد أو ذاك من طبيعة الأوضاع الحالية، وأيضا الرسالة التي نحملها جميعا أن العراقيين أنفسهم عازمون على قيادة العملية السياسية في أطرها الدستورية والديمقراطية.
وقال المالكي: «إن هناك رسالة واحدة نحملها في زيارتنا لإيران وسورية والأردن ومصر، وسأقولها في تركيا، وفي كل دولة من الدول، وهي تمتين العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة».
من جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن العراق دولة رئيسية في المنطقة، وأن غيابها عن العمل السياسي يمثل أحد أسباب الخلل في العمل الإقليمي، ولذلك من مصلحة المنطقة على اتساعها أن يعود العراق نشيطا وأن يسهم في استقرار المنطقة بأسرها. وردا على سؤال حول عقد القمة العربية المقبلة في بغداد ومناقشاته مع الحكومة العراقية في هذا الإطار، قال موسى إن القرار واضح بأن تعقد القمة في بغداد، ونرجو أن يتم الإعداد والتشاور حتى تنعقد القمة بنجاح ومشاركة واسعة.
الشرق الاوسط