TODAY - 21 October, 2010
البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط»: يجب أن تعكس الحكومة العراقية نتائج الانتخابات
واشنطن ما زالت تتطلع إلى حكومة من الكتل الـ4 الفائزة رغم تراجع احتمالات ذلك
واشنطن: مينا العريبي
في وقت تطرح فيه سيناريوهات مختلفة حول التحالفات الدائرة في بغداد لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، تؤكد الإدارة الأميركية على أهمية أن تكون تشكيلة الحكومة متناسبة مع نتائج الانتخابات النيابية. ويأتي ذلك في وقت يحاول كل من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي توثيق تحالفات تسمح لواحد منهما بتشكيل الحكومة الجديدة.
وهناك حذر أميركي حيال احتمال تحالف وشيك بين قائمة العراقية والتحالف الكردستاني والمجلس الأعلى الإسلامي، يهدف إلى عزل قائمة المالكي «دولة القانون». وقال مسؤول في البيت الأبيض مطلع على الملف العراقي لـ«الشرق الأوسط» إن «من المهم أن تعكس تشكيلة الحكومة العراقية نتائج الانتخابات». وأضاف: «في النهاية هذا قرار عراقي، ولكن لقد حصل (المالكي) على أحد أكبر التكتلات» في البرلمان.
ويأتي تحرك علاوي مع التحالف الكردستاني ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم بعيد زيارة المالكي إلى إيران ضمن جولة إقليمية. وبينما كانت هناك تساؤلات حول دعم إيران للمالكي كمرشح لرئاسة الحكومة الجديدة، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي مايك هامر لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نبالغ في تفسير هذه الزيارة التي تبدو أنها في إطار عدد من المشاورات الإقليمية». وأضاف: «نحن ما زلنا نعتقد أن جهود العراق لتشكيل الحكومة يجب أن تبقى عراقية من دون تدخل دول أخرى».
وأكدت مصادر أميركية مسؤولة لـ«الشرق الأوسط» على أن الحل الأفضل بالنسبة للعراق برأي واشنطن هو إشراك الكتل الأربع، وهي قائمتا علاوي والمالكي والتحالف الكردستاني والائتلاف الوطني العراقي، في الحكومة المقبلة، إلا أن هناك إقرارا متزايدا في واشنطن بأن هذا الحل بات بعيد المنال. وبعد أن أكدت قائمة العراقية رفضها رسميا المشاركة في أي حكومة يترأسها المالكي، مع بقاء المالكي مصرا على الترشيح عن قائمة «دولة القانون» لرئاسة الحكومة، تدرس واشنطن السيناريوهات الأخرى المطروحة. وفي الوقت نفسه، ترى الإدارة الأميركية أن الصورة لم تتضح أو تتبلور نهائيا بعد حول تشكيلة الحكومة، بينما تستمر المشاورات العراقية. وتعتبر واشنطن أن السيناريو الأفضل يعتمد على إمكانية توصل المالكي وعلاوي إلى اتفاق لتقاسم السلطة، وقد عملت واشنطن بالفعل على ذلك خلال الأشهر الماضية إلا أن الجهود لم تخرج بنتيجة ملموسة. وأقرت مصادر أميركية بأن احتمال تحقيق هذا الاتفاق تراجع.
ويراهن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن على إمكانية نجاح جهود رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني لتقريب وجهات النظر بين الكتل الرئيسية والخروج بصيغة مقبولة للعراقيين. وقد اتصل بايدن ببارزاني بداية الشهر لمناقشة الخطوات المقبلة كما أصدر البيت الأبيض بيانا يفيد بأن بايدن شكر بارزاني على جهوده.