: د. أحمد حسن المقدسي
لــنْ نعيــشَ كأيتــام ٍ بــلا حـَــمـَـد
ولـن نمــوتَ إذا مــا ألغـِــــيـَتْ قــَــطـَر ُ
لكـننا دونَ سـَــيـْفِ الـــشام ِ جاريةٌ
يــلوطـُها التـرْك ُ والرومانُ والتـَّــتـَر
لا تـُـسقـِطوا الشامَ يا أعـرابُ واعتبِروا
هـذي جـَهنمُ فـي بغـدادَ تـَـسـْـتعـِرُ
اللعبة ُ ابـتدأت ْ.. واللا عـبون َ أتـَـوا
وكاتب ُ النــص خـلف الـباب مـُـستـَتـِرُ
والحربُ توشـكُ أنْ تـُـلقي مـَعاطـِـفـَها
وَقــودُها الــنـفط والـدّولارُ والبـَـشـَرُ
ماذا أقـولُ لأعــراب تـُـحـَرّكُهم
كـفُّ العـمالةِ والأحـقادُ والـبـَطـَرُ
فـأيُّ جامعةٍ تـلكَ الـتي خــَـنـَعـَتْ
فــيها التــــآمـُـرُ بالأخلاقِ يـَـعـْــتـَمـِرُ
قــرنٌ وجامـعةُ الأشـرار ِ في صـَــمـَم
فالأرض تـُنـْهــب والأعـراب مـا نـَـفـَروا
والقـدس تـُـذبح مـِــثلَ الطيـْرِ راعـِـفةً
فأطـْـرق القـومُ لا حـِــسّ ولا خـَـبـَرُ
كـم ْ قبـّـلوا كــَـفّ جـَـزّار ٍ يـُـقَـتـِّلنا
وفـوقَ أشـلائنا يا ويـْـحـَهم سـَـكـِروا
هــل تلكَ جـامعة أم تـلكَ مـَـزبلة
يـَسوسـُها في زمان العهر مـَنْ صـغـُروا
هــذي الــزَّريبـة ما عـادتْ تـُـمثّلـُنا
مـادام تسـكنها الثيرانُ والحـُمـُرُ
اليومَ أنعـي لأهـل الخـير جامعةً
عرّابـُـها الـدبُّ والأفّـاقُ والــقذِر ُ
لـو ذرة منْ حـياء في وُجـُوهـِهـِم ُ
لأشـعلوا النارَ فـي الإسـطبل وانتـحروا
***
لا تقتــلوا الــشامَ فالــتاريخُ عـلّمنا
أن العـُــروبة دونَ الــشام تندحـِـر ُ
فــأمةُ العـُــرْبِ لا تفنى بـلا قطر ٍ
لـكــنها دونَ رُمح ِ الـــشامِ تنكــسِرُ
ولنْ نعيــشَ كأيتــام بــلا حـمدٍ
ولن نموت إذا ما ألغيت قطر ُ
لكننا دونَ سيـفِ الـــشام جاريةٌ
يلوطها الترْك والرومان والتترُ
قـبائـل ُ النـفط ِ باسـم ِ الــحُب ِّ تقتـُــلـُنا
فالـحُب ُ فـاض َ بـهم ْ، والعـِـشق ُ ينفجـِــر
عـواصِـم َ المِلح ِ عـودوا عـن مَحَــبَّتِكـُم
فلـدغة ُ الحـُـب ِّ مــنْ أنيابكم سـَـقـَر ُ
يا مرحـبا ً بـِـدِمُــقــراطية ٍ هـَـبَطـَـت ْ
مِـن َ الـسماء ِ وقــد كانوا بـها كـفروا
هـذا الـــزواج ُ مــن الموساد ِ نعرِفـُــه ُ
ولــيس َ يـُخـْــطِئه ُ سـَــمْـع ٌ ولا بـَــصـَر ُ
هـذي دموع ُ تماسـيح ٍ ، فـما ذ ُرفـت ْ
لـشعْب ِ غـــزة َ والآلاف ُ تـُــحْتـَضـَر ُ
هـذا العـويل ُ علــى الأرواح ِ لـم نـَرَه ُ
والناس ُ تـُـطـْبَخ ُ في قـانا وتنـْــصَهـِر ُ
وفـي العـراق ِ صـَـمَتـُّم ْ صـَــمْت مـَــقـْبَرَة
ٍ وآلة ُ المـوت ِ لا تـُــبقي ولا تـَـذَر ُ
أمـَّا الُغير ، فـَـهُم ْ أبــناء ُ جــاريـَة ٍ
وقـَــتـْلـُهم طــاعة ٌ للـه ِ يُعـْـــتـَبَر ُ
فما رأيـْـنـَا عــيونا ً أدْمَعَـت ْ دُرَرَا ً
ولا قـُلـوبا ً علـى الأرواح ِ تـَنـْـفـَطِر ُ
***
لا تـقتـلوا الــشام َ إن َّ الـشام َ روضتـُنا
دون َ الــشآم ِ يـموت ُ الضَـــوء ُ والــقـَمَر ُ
لا تـَـذْبحوها فــهذي الــشام ُ لوحـَــتـُنا
لولا الـــشآم ُ لـمات َ الــشِّـعْر ُ والــــحَوَر ُ
يا شـام ُ صبرا ً ، فإن َّ الغـدْرَ دَيـْــدَنـُهم
كـم مـرة ٍ لــتراب الـقـُدس ِ قــد غــدَروا !!
ظـَـنـُّوا الـزَعامَة َ دشـْـداشـا ً ومـِسْـبَحَة ً
ولـحْيـَة ً بـِــسـُموم ِ الـنفط ِ تـَخـْـتـَمِـر ُ
حَسِـبْـتـُهم ْ مـِـن ْ خطايا الأمس ِ قد فـَهِـموا
ظــَــننتـُهم فـَـهـِموا ، لـكنـَّهم بـَــقـَر ُ
***
يا رب ُ عـفوك َ، أنـْـقِذنا بمعجزة ٍ
تـُـزلزلُ الأرض َ فـيهم ، إنـَّهم فـجَروا