{دولية: الفرات نيوز} قصص داعش الوحشية لاتنتهي وستبقى الأجيال التي عاصرتها تتناقلها وآخرها وليس أخيراً قيام أم بافتراس ابنتها في قصة لم تنقلها الينا كتب التاريخ مسبقاً قبل داعش.
القصة
بنظرات يملؤها الحزن والأسى يقف جد {س} أمام السلطات الامنية مشتكياً على اختطاف حفيدته {أبنة أبنه} من قبل الداعش وعدم العثور عليها مطلقاً.
خيوط جريمة اختفاء {س} والمتسببين بها بدأت تتضح حين أنهالت الشكاوى من قبل أهالي {إسديرة} التابعة لقضاء الشرقاط في محافظة صلاح الدين على {صبحة}.
وتقسم الضحايا بين مشتكٍ على مصادرة بيته وبين آخر شاهد أملاكه تباع في محلها التجاري وبين آخريت شهدوا تجوال زوجها الثاني {كامل} في أحيائهم مرتدياً الزي الأفغاني الداعشي على مرأى من الجميع مجاهراً بداعشيته.
كل ذلك يقف بكفة امام شكوى وردت للقضاء تجاه المدعوة {صبحة} تتمثل بتسببها باختفاء أبنتها من زوجها الأول {س} بالتواطؤ مع الدواعش.
ووفق إفادات الشهود ومنها {ي} صديقة {س} فان الاثنتين عزمتا في ليلة الخامس عشر من شهر كانون الثاني من عام 2017 على الهروب من قريتهما واللجوء الى القوات الأمنية المحررة للساحل الأيمن المقابل في الشرقاط، ولدى وصولهما الى ضفاف نهر دجلة ألقت إحدى المفارز الارهابية التابعة لعصابات داعش القبض عليهما لكن سرعان ما أطلقت سراحيهما.
تقول {ي}: "بعد ان فشلت محولتنا بالهرب عادت كل منا الى منزلها لكن في فجر اليوم الثاني داهمت مفارز داعش منازلنا فاختطفتني منها مع والدي {م} وفي المعتقل واجهت {س} التي عرفت انها واجهت المصير نفسه.
المواجهة
تفيد {ي} قائلة: "انني عرفت من خلال مجريات الأحداث ان {صبحة} والدة {س} هي من أبلغت الدواعش علينا بشكل جلعهم يعيدون القاء القبض علينا مرة أخرى".
إذ ما ان حل صباح اليوم اعتقالي مع والدي و{س} حتى فتح علينا باب المعتقل وإذا بـ{صبحة} تقف أمامنا وجهاً لوجه، كان زوجها الارهابي {ك.ط} يتوارى خلفها.
لم تمض ثوان على تلك المواجهة حتى قامت {صبحة} بصوت جهوري مرتفع بكيل أقبح العبارات والتعنيف تجاه أبنتها {س} مهددة اياها بتقديمها لـ{والي} المنطقة ليقطع رأسها جراء محاولة هروبها نحو ما وصفتها بجهة {الكفرة الروافض} قاصدة بذلك القوات الأمنية، لترد عليها أبنتها بجرأة شديدة وعلى مرأى ومسمع من جميع من كان يقف حاضراً ذلك الموقف قائلة: "انها بالفعل تروم العبور للقوات الأمنية وهم أشرف منكم {الحشد والقوات الأمنية يشرفوكم} ايها الدواعش".
ملقية {س} الشتائم بحقهم وبحق زوج {صبحة} الارهابي الذي ما ان سمع حديثها حتى هددها وتوعدها بمصير القتل جراء جرأتها بالتحدث بحقهم واعترافها باللجوء للقوات الأمنية وكيل المديح لهم أمامهم.
وبعد ما سمعته من حديث جريء تفوهت به أبنتها {س} أنهت {صبحة} الحوار قائلة: {الا اخفيج وما تطلعين أبد}.
وتضيف {ي} قائلة: "في اليوم المشهود ذلك تم إطلاق سراح والدي أما أنا فبقيت بالمعتقل مع {س} حيث نقلنا الدواعش الى معتقل آخر تابع لهم يقع في ناحية الزاب التابعة لمحافظة كركوك وبعد حوالي 14 يوماً تم إطلاق سراحي تاركة {س} وحيدة في المعتقل ولم يعرف مصيرها حتى الآن.
صبحة
أرتبطت {صبحة} بزوج ثانٍ يدعى {ك.ط} والذي كان أحد عناصر عصابات داعش الارهابية حيث عرف بارتدائه الزي الافغاني وحمله السلاح كما شوهد بمشاركته الدواعش في العمليات الارهابية ضد القوات الأمنية، ومن ضمن المهام التي اسندوها اليه كانت مهمة جباية الأموال من المواطنين.
{صبحة} تلك اشتركت مع زوجها بمصادرة دور وأثاث عدد كبير من المواطنين في مناطق مختلفة وصلت مدياتها الجغرافية الى خارج محافظة صلاح الدين حيث افتتحت داعش لها محلا تجاريا في القرية التي تقطن فيها {إسديرة السفلى} تبيع من خلاله الاثاث والمواد والممتلكات والملابس التي يصادرها الدواعش من دور المواطنين النازحين من المنطقة ومنتسبي الأجهزة الامنية.
قامت {صبحة} بالاشتراك مع زوجها بفتح المحل المذكور الذي كان يغذيه عناصر داعش بالمواد المصادرة من المواطنين لقاء مرتب شهري قدره {50 الف دينار} ومن جرائمها قيامها بمصادر دار يعود لأحد منتسبي الحشد الشعبي من أبناء منطقتها وسكنت فيه مع زوجها على رمأى من ذويه.
أهالي المنطقة كانوا يشاهدون صبحة في محلها وهي تبيع موادهم المصادرة علناً وعلى مرأى ومسمع منهم.
لكن لكل ظالم نهاي، وداعش سقت وانهار كيانها الورقي المبني على دماء الناس وأرواحهم وممتلكاتهم لتكون نهاية {صبحة} الوقوف في قفص القضاء لتنساب كلماتها معترفة بما قامت به ومن ضمنها مواجهتها لابنتها بالمعتقل وتهديدها لها.
وأصدرت محكمة الجنايات حكماً على المرجمة صبحة بالاعدام شنقاً حتى الموت وفق أحكام المادة الرابعة وبدلالة المادة الثانية 1و3و8 من قانون مكافحة الارهاب رقم 13 لسنة 2005.